سلطت الصحف الروسية الصادرة اليوم، الأضواء على زيارة وزير الدفاع المصري المشير عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي إلى موسكو، ومباحثاتهما مع الجانب الروسي أمس. وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن مصر ستعزز التعاون العسكري - الفني مع روسيا، مشيرة إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين التقى أمس "السيسي"، الذي يُعتقد أنه الأكثر حظا بالفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة في جمهورية مصر العربية. ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا كانت أول دولة يزورها عبدالفتاح السيسي بعد عزل الرئيس محمد مرسي عن السلطة صيف العام الماضي. وذكرت أن السلطات المصرية تأمل في أن يُمكنها التعاون مع روسيا في المجال العسكري من التصدي للمخاطر الإرهابية، والآتية بشكل أساسي في الوقت الراهن من جانب أنصار حركة "الإخوان"، التي باتت تعتبر رسميا في مصر من المنظمات الإرهابية. وذكرت الصحيفة الروسية أن سيرجي تشيميزوف، رئيس شركة "روس أوبورون إكسبورت" المتخصصة في تصدير السلاح الروسي إلى الخارج، أعلن أنه تم في نهاية العام الماضي التوقيع على بعض الاتفاقيات بين الدولتين، من بينها على سبيل المثال اتفاقية تتعلق بتوريد نظم للدفاع الجوي إلى مصر. وكتبت صحيفة "نيزافيسمايا جازيتا" أن المراقبين كانوا يتوقعون أن يتم خلال هذه الزيارة التوقيع على صفقة سلاح قيمتها حوالي 2 مليار دولار، مؤكدة أن الحديث دار عن هذه الصفقة خلال اللقاء الوزاري الرباعي. وقالت "نيزافيسيمايا جازيتا": "إنه على الرغم من عدم التوقيع على عقد خلال هذه الزيارة إلا أن الخبراء على ثقة بأنه بات جاهزا تقريبا وهو على الأغلب يتضمن توريد نظم دفاع جوي روسية إلى مصر". وذكرت الصحيفة الروسية أن الأنباء المتوفرة تتحدث منذ نوفمبر الماضي عن عزم مصر شراء أسلحة روسية، وذلك بعد زيارة وفد روسي كبير لمصر وعقد لقاء بين وزراء دفاع وخارجية روسيا ومصر بصيغة "2+2". وأشارت "نيزافيسيمايا جازيتا" إلى أن زيارة لافروف وشويجو إلى القاهرة في العام الماضي كانت أول محاولة من جانب روسيا للعودة إلى سوق السلاح المصرية بعد مرور 40 عاما تقريبا، لافتة إلى أن الخبراء تحدثوا آنذاك عن اتفاقية إطارية حول التعاون العسكري الفني تتضمن شراء مصر 24 طائرة مقاتلة من طراز "ميج-29" ومروحيات مقاتلة من طراز "كاموف-25" و"مي-28" و"مي-25" ونظم دفاع جوي وصواريخ "كورنيت" مضادة للدبابات. وقال مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات روسلان بوخوف للصحيفة: "أعتقد أن المصريين سيركزون اهتمامهم على شراء نظم دفاع جوي حيث إن هذا موضوع أقل حساسية، وكل دولة تنتهج سياسة دفاعية خارجية مستقلة، تحتاج لشراء نظم الدفاع الجوي". وأضاف: "قد يبدي المصريون كذلك اهتماما بنظم القتال القريب على سبيل المثال منظومة "كورنيت" الصاروخية المضادة للدروع ومنظومة "كونكورس" الصاروخية المضادة للدبابات". ويرى بوخوف أن قائمة الطلبات لدى مصر كبيرة على الأغلب لأن الجيش المصري ضخم، وتهديدات الأمن كثيرة وهو يحتاج إلى سلاح كثير ومتنوع. ومن جانبها، ذكرت صحيفة "فيدوموستي"، أن المشير السيسي حصل يوم الخميس على دعم روسيا لترشحه للرئاسة في مصر، مشددة على أن الرئيس فلاديمير بوتين تمنى له التوفيق والنجاح، باسمه شخصيا وباسم الشعب الروسي. ونقلت الصحيفة عن ألكسندر شوميلين، مدير مركز تحليل النزاعات في الشرق الأوسط التابع لمعهد الولاياتالمتحدة وكندا في أكاديمية العلوم الروسية، قوله إن "السيسي يمثل الاتجاه الجديد في السياسة المصرية، الذي يحاول الابتعاد ما أمكن عن الولاياتالمتحدة وعن الإسلام السياسي في آن واحد".