ضم صلاح إلى تشيلسي = أكبر غلطة لمورينيو! محمد صلاح بكل تأكيد أظهر لنا انتقال محمد صلاح إلى نادي تشيلسي الإنجليزي مدى تعلق وحب وشغب الجماهير المصرية بكرة القدم وبلاعبيها المصريين المتواجدين في جميع أنحاء العالم، خاصة إذا كان الحديث عن نجم متألق ومبدع مثل صلاح الذي استطاع أن يخطف قلوب العالم وليس العرب فقط بأدائه الرائع وموهبته المميزة وخلقه وهدوئه في أرضية الملعب. انتقال صلاح إلى تشيلسي تصدر جميع عنوانين الصحف سواء المصرية أو البريطانية أو حتى العالمية وأصبح حديث العالم في اليوميين الماضيين كون نجم منتخب مصر يلتحق للمرة الأولى في التاريخ بنادي مثل تشيلسي وتحت قيادة أحد أفضل مدربي العالم على الأطلاق البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو. إلا أن ردة فعل المصريين كانت قوية للغاية وشرسة.. فمن الهجوم على صفحة تشيلسي الرسمية في موقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك" إلى الأصداء والتعليقات الكوميدية على "تويتر" والحديث في وسائل الإعلام وما غير ذلك. ورغم أن "فضيحة" المصريين أصبحت ب"جلاجل" على الفيس بوك في صفحة تشليسي وأصبحنا أمام الجميع مجموعة من "الجهلاء" و"الهمج" الذين لا يدركون على الأطلاق ما هو التواصل الإجتماعي أو معنى الاحتراف الأوروبي أو.. أو... أو..، إلا أن الفضيحة الأكبر في القادم أو كما يقال "ما خفى كان أعظم". فبعيداً عن أن تشيلسي أصبح نادي "شعبي" بكل ما تحمله الكلمة من معنى أو "لوكال" كما نقول حالياً، إلا أن جميع الجماهير والنقاد والصحفيين المصريين الإفاضل أصبحوا يتابعوا تشيلسي مثل الأهلي تماماً سواء انتقالات أو مباريات أو تصريحات المثير للجدل دائماً مورينيو لعل وعسى ترتبط من قريب أو من بعيد بمحمد صلاح. وبعد حديث مورينيو عن صلاح في أول مؤتمر صحفي له جاء بعد انتقال الدولي المصري رسمياً إلى صفوف البلوز، استعدت الكرة المصرية بأكملها سواء نقاد – صحفيين – جماهير – إعلاميين، لتحليل "كلام" مورينيو عن صلاح وكيف سيوظفه في أرض الملعب وماذا يحمل مستقلبه مع البلوز؟ فالبعض انتقد صلاح في اختياره إلى تشيلسي معللين أنه سيجلس على الدكة خلفاً للراحل الإسباني خوان ماتا الذي لازم الدكة من بداية الموسم، بل وأكدوا ذلك بالدليل القطعي قائلين "ده ماتا اللي هو ماتا ملعبش وقعد على الدكة.. صلاح اللي هيلعب". والبعض الآخر من "الفلاسفة" و"المتابعين" للكرة الأوروبية وتشيلسي بشكل خاص كما لو كانوا مشجعين للنادي اللندني من أيام الهولندي رود خوليت أو الإيطالي جيانلوكا فيالي، أشاروا إلى أن صلاح جاء ليذهب على سبيل الإعارة كونه لا يستطيع اللعب في الوقت الحالي لنادٍ بحجم البلوز وبجانب هؤلاء النجوم وأن صلاح مثله مثل البلجيكي كيفن دي بروين الذي قضى فترته القصيرة في تشيلسي في الإعارة وعلى دكة البدلاء. ودعنا من هؤلاء المتشائمين ولننظر ماذا قال "جهابزة" كرة القدم المصرية الذين يدركون جيداً أن صلاح جاء ليلعب في تشيلسي، فمنهم من أكد أن صلاح جاء خصيصاً ليلعب مكان البرازيلي أوسكار "صانع الألعاب" بل وقام بتحليل هذه الوضعية قياساً لكلام مورينيو الذي أشار فيه إلى أن صلاح يجيد القدوم من الخلف واختراق دفاعات الخصوم، بينما استسهل البعض الأمور مؤكدين أن صلاح أفضل (100 مرة) من البرازيلي ويليان والبلجيكي هازارد ومشاركته مضمونة في أي مركز، بل وكشف البعض من "الرياضيين" الأفذاذ في مصر أن صلاح سيرتدي القميص رقم 17 على أن يأخذ هازارد القميص رقم 10 "يا سلااااام"!!!! ولنترك هذا التحليل الممتع لمركز صلاح مع البلوز ولنرى أخيراً الفصيلة الأخرى التي أكدت أن ليفربول كان أفضل لصلاح من تشيلسي كون الفريق الأحمر لن يكون فيه أي منافسة لنجم منتخب مصر على عكس الفريق اللندني المدجج بالنجوم. وختاماً.. لا ندرك ماذا نقول على كل هذا "الهراء" أو "البول شيت" كما يقول الأميركيون، فالمصريين لم يقوموا بفضح نفسهم وفضح صلاح على الفيس بوك فقط بل وفي جميع وسائل الأعلام والصحافة المصرية بتحليلاتهم "اللولبية" لتصريحات مورينيو ومركز صلاح ومستقلبه مع تشيلسي. وسريعاً.. سنوضح لهؤلاء بعض الحقائق التي يجهلونها و"يفتون" فيها.. فأولاً مورينيو تحرك لضم صلاح فقط بعد أن وصل عرض مانشستر يونايتد المقدر ب37 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع ماتا، وتشيلسي وافق على رحيل النجم الإسباني بعد أن وصل لإتفاق مع بازل بشأن صلاح. ثانياً.. ماتا صانع ألعاب صريح وهذا مركزه الذي يتألق فيه ويتقنه وعندما لعب مع بواش ودي ماتيو في بعض الأوقات في الجبهة اليمنى أو اليسرى كان له حرية الحركة في الملعب وأدواره الدفاعية كانت شبه معدومة. ثالثاً.. محمد صلاح جاء تشيلسي ليدعم أجنحة البلوز التي يتواجد فيها فقط ويليان في الجانب الأيمن وهازارد وشورله في الجانب الأيسر بعد رحيل دي بروين وماتا وليس ليكون صانع ألعاب أو رقم 10 أو ما إلى ذلك. رابعاً.. أوسكار هو صانع الألعاب الوحيد في تشيلسي والأساسي في هذا المركز، وحديث مورينيو كان يقصد به إمكانية أن يلعب بمهاجم متأخر في بعض المباريات التي يعتمد فيها الفريق على الهجمات المرتدة مثل ما قام بفعل ذلك مع شورله في مباراة شالكه في دوري الأبطال حيث أن شورله مثل صلاح يستطيع اللعب كمهاجم ثاني أو جناح. خامساً.. صلاح سيكون البديل الأول في الجبهة اليمنى للأساسي ويليان وسيكون لديه فرصة قوية للغاية لإثبات نفسه مع الفريق لأنه سيشارك بطبيعة الحال كون الفريق لا يحتوي إلا على 4 أجنحة بشكل عام يلعب منهم اثنين فقط وتشيلسي ينافس على ثلاث بطولات في الوقت الحالي. سادساً.. مورينيو هو من قام بجلب صلاح وبالتأكيد لن يدعم صفوفه في هذا التوقيت بلاعب ليرسله إعارة وهو يعاني من نقص في الصفوف وفي القوة الهجومية بل جلبه ليعتمد عليه في الفترة المقبلة ولو كبديل عكس ماتا ودي بروين اللذان وجدهما مورينيو في تشكيلة البلوز عند قدومه وحاول توظيفهما في طريقة لعبة ولكنه لم ينجح في ذلك. سابعاً.. تشيلسي يلعب بطريقة 4-2-3-1 حيث يتحاور الثلاثي خلف رأس الحربة ويتبادلون المراكز خلال المباراة كون جميع لاعبي تشيلسي المتواجدين في هذه المراكز يجيدون ذلك بحكم طريقة لعبهم. وأخيراً.. أرجوكم "اتركوا" أمل مصر الوحيد في المستقبل يأخذ فرصته بهدوووووووء مع تشيلسي والتزموا الصمت "أفادكم الله" وشاهدوا وتابعوا تشيلسي بمبارياته وتصريحات مدربه ولكن بدون تعليق أو تحليل أو أي فتاوي جديدة ولا تجعلوا مورينيو وتشيلسي يندمون أشد الندم على ضم هذا الفرعون الصغير صاحب الموهبة الفريدة والذي قد يفشل قبل أن يلعب بسبب هذا الصغط وهذه الهراءات والتفاهات الفارغة والجهل المنتشي. ملحوظة أخيرة: برجاء من كل من هو ليس له في الكرة الأوروبية أو ليس متابع "جيد" لتشيلسي أو لا يعرف من هم هؤلاء اللاعبين أو ما هى في الأساس طريقة اللعب يكتفي بالمشاهدة فقط وكما يقال "اللي ميعرفش يقول عدس". محمد عمارة