اخبار مصر أكد وزير الخارجية نبيل فهمى إن مصر تتوقع التزام الدول العربية بقرارها تصنيف جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية" تطبيقا للاتفاقية المشتركة لمكافحة الإرهاب لعام 1998. وأضاف فى حواره مع صحيفة الشروق الجزائرية قمنا بإخطار الجامعة العربية بقرار الحكومة المصرية اعتبار الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وفقاً للقانون الجنائى المصرى، من منطلق أن هناك اتفاقية عربية خاصة بمكافحة الإرهاب ومنضمة إليها غالبية الدول العربية تنفيذاً لمسؤولياتنا بموجب الاتفاقية، ونتوقع من الدول المنضمة إليها أن تلتزم بالاتفاقية والى تفاصيل الحوار: فى أى إطار تندرج أول زيارة لكم إلى الجزائر، وماذا تحمل هذه الزيارة للطرفين؟ زيارتى للجزائر الشقيقة تأتى فى إطار خطة موضوعة أعلنتها خلال مؤتمر صحفى فى ثالث يوم عمل لى كوزير للخارجية، وتتضمن ثلاثة محاور، تنصب على بوصلة السياسة الخارجية المصرية على موقعها الطبيعى المرتبط بهويتها العربية وبجذورها الأفريقية، فضلاً عن التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية العاجلة فى هذا السياق. ومن الطبيعى، بل ومن الواجب علينا أن نتشاور مع الدول الصديقة والشقيقة مثل الجزائر، والتى لها اهتمامات مشتركة عربياً وإفريقياً بل أيضاً على المستوى الدولى، والقضايا ذات الاهتمام المشترك كثيرة مثل إعادة هيكلة المنظومة الدولية والنظام المعاصر، فى ظل المتغيرات والقضايا الإقليمية منها عملية السلام فى الشرق الأوسط، والوضع فى سوريا، والقضايا الإفريقية المختلفة، ومثال على ذلك ما شاهدناه فى مالى، ووسط إفريقيا، وجنوب السودان وغيرها من القضايا، فضلاً عن موضوعات أخرى ذات اهتمام مشترك مثل الحدود مع ليبيا، والعلاقات الثنائية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدين والشعبين الشقيقين. ونعتقد فى هذا السياق، أن تشاور مصر مع الجزائر فى كافة هذه القضايا يدعم الموقف المصرى، كما يدعم الموقف الجزائرى لتشابه نظرتنا الإستراتيجية للعالم وعلاقاته الدولية، ولاهتمام مصر وأعتقد اهتمام الجزائر بأن تقوم كافة الدول الفاعلة عربياً وإفريقياً بدورها الطبيعى النشط والفعال فى المحيط الإقليمى والدولى. هنالك من يصف الزيارة، أنها فى سياق بحث السلطة الجديدة فى مصر، عن شرعية لها بعد الذى حدث فى 30 يونيو؟ الحكومة الانتقالية فى مصر جاءت استجابة لمطلب شعبى، وتنفيذاً لخريطة الطريق التى شارك فيها وتبنّتها أطياف مختلفة من المجتمع، وذلك بعد نزول الملايين من المصريين إلى الساحات العامة مطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة، تعبيراً عن رفضهم لمحاولة فرض أيديولوجية وحيدة على المجتمع المصرى، والخطوة الثانية الهامة فى خريطة الطريق ستكون الاستفتاء على الدستور يومى 14 و15 يناير الجارى، يعقبها تباعاً وحتى منتصف العام انتخابات برلمانية ورئاسية بالترتيب، والتى ستحدد خلال أيام قليلة، وبالتالى مرجع الحكومة الحالية الوحيد هو الشعب المصرى، وتُمارس عملها وفقاً للقوانين المصرية. أما حضورى إلى الجزائر يأتى فى إطار زيارة عمل بناءة مع دولة شقيقة فيما يتعلق بقضايا دولية وإقليمية وثنائية، وإن كان من الطبيعى نظراً لحجم ووزن مصر أن أشرح للأخوة فى الجزائر ما يدور عندنا إذا سُئلت عن ذلك، وأن استمع رغم خصوصية كل حالة إلى تجاربهم كما استمعوا إلى تجاربنا فى الماضى، فلقد تعرضنا كما تعرضوا للعنف والإرهاب قبل ذلك. تعتقدون أن تصريحات وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الأخيرة هى بمثابة اعتراف رسمى جزائرى بالسلطة الجديدة فى مصر؟ أحترم الوزير رمطان لعمامرة، فضلاً عن أنه صديق وزميل منذ فترة طويلة، فلديه الحنكة السياسية الواضحة، وحكمة التصرف والقول. لا تزال مصر تواجه مشكلة العضوية فى الاتحاد الإفريقى كيف ستتعاملون مع هذا الموضوع؟ عضويتنا فى الاتحاد الإفريقى لم تناقش، ومع هذا رأينا أن الاتحاد الإفريقى استعجل فى قراره بتجميد مشاركتنا فى اجتماعاته تطبيقاً لمعايير لا تخص الحالة، ومع هذا فجذورنا الإفريقية تجعلنا نتعامل مع أشقائنا الأفارقة بإيجابية، وسنظل نسعى لتوضيح الأمور، فغياب مصر عن الاتحاد الإفريقى لا يعنى غيابها عن افريقيا، فقد كانت لى زيارات عديدة إلى إفريقيا رغم زحمة العمل فى الأشهر الستة الماضية، ونأمل أن يعيد مجلس السلم والأمن الإفريقى النظر فى قراره دون تأخير، لأنه وضع غير طبيعى لنا وللاتحاد الإفريقى على حد سواء.فعاليات مدنية وسياسية استبقت زيارتكم، واعتبرتكم شخصاً "غير مرحب به"، كيف تنظرون إلى ذلك؟ وما تعليقكم؟ نسعى فى مصر لبناء دولة ديمقراطية حديثة تحترم ويُحترم فيها الرأى والرأى الآخر، ومن ثم لا أشكك فى حق أى طرف فى إبداء الرأى من حيث المبدأ، وإنما أعتقد أن كل من يعمل فى الساحة السياسية العامة يتحمّل مسؤولية أمام شعبه، وعليه تناول كافة الموضوعات بموضوعية وعلى أساس معلومات صحيحة، فضلاً عن أن من يتبنى مبادئ الديمقراطية عليه أن يدرك أن أول تلك المبادئ هو احترام صوت الشعب المصرى ورغباته، أى ليس للأطراف خارج الوطن من غير مواطنيها دور فى ذلك. صنفتم جماعة الأخوان تنظيماً إرهابياً، ورفعتم مذكرة فى هذا الشأن إلى الجامعة العربية، ماذا تتوقعون من الجزائر فى هذا الأمر؟ قمنا بإخطار قرار الحكومة المصرية باعتبار الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وفقاً للقانون الجنائى المصرى، من منطلق أن هناك اتفاقية عربية خاصة بمكافحة الإرهاب ومنظمة إليها غالبية الدول العربية تنفيذاً لمسؤولياتنا بموجب الاتفاقية، ونتوقع من الدول المنضمة إليها وهو قرار سيادى خاص بها أن تلتزم بالاتفاقية. هل من المتوقع أن تطلبوا من الجزائر، منع استقبال أعضاء فى التنظيم العالمى للأخوان من قبل الأحزاب ذات التوجه الإخوانى فى الجزائر؟ كما ذكرت، فإن الإجراء الذى أُتخذ من مصر تجاه الجامعة العربية جاء وفقاً للاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، وتحركنا الجماعى العربى يقع فى هذا الإطار.