أعتذر بشدة لكل عشاق النادى الأهلى فى كل أنحاء العالم على عنوان المقال، ولكن مقصدى هنا الكبير لما بيقع بتكتر سكاكينه، نظرا لما أراه وأسمعه من كثيرين ممن ظهروا على شاشات التلفاز بعد خروج النادى الأهلى من بطولة كأس العالم، ظهر نوع من أنواع التشفى والغل والحقد على ناد ساعدنا كثيرا وأثلج صدورنا، فى وقت كنا نحتاج فيه إلى نصف فرحة، وفى ظل ثبات عميق لنشاط كورة القدم، أقولها مرارا وتكرارا يتحمل مسؤوليته الدولة المصرية بالكامل، بما فيها الإعلام المصرى الرياضى الذى انشغل مؤخرا بكل غل وتشفٍّ بخروج النادى الأهلى من بطولة كأس العالم، وتناسوا جميعا أو البعض منهم أنهم منذ أشهر قليلة هم من ظهروا أيضا من خلال هذه الشاشات التى لم تتغير يتغنون ويتحاكون ويسعون ويلهثون وراء استضافة نجم من نجوم الإنجاز المصرى العربى الإفريقى من خلال برامجهم، إنها الشيزوفرينيا الإعلامية التى تتحول من آن إلى آخر. ماذا تغير؟ أليسوا هم لاعبى الأهلى أبطال إفريقيا؟ أليسوا هم نجوم الأهلى الذين صالوا وجالوا منذ أشهر قليلة فى معاقل إفريقيا؟ أليسوا هم لاعبى الأهلى الذين احتفظوا بلقب إفريقيا للعام الثانى على التوالى والاحتفاظ بنسخة الكأس الإفريقية داخل دولاب أهلى الجزيرة الملىء بالألقاب؟ أليس هؤلاء اللاعبون هم من حققوا الأمجاد لمنتخب مصر فى سنواتنا الأخيرة؟ أليس من حقهم أن نتعامل معهم على أنهم بشر وكل البشر خطاؤون؟ مع أن الخطأ مشترك ما بين دولة وأندية واتحاد وجهاز فنى ولاعبين، أليس من حقهم أن نتعامل معهم بشكل عقلانى؟ لماذا هذا الإخفاق وما الأسباب؟ ولكن أن نسعى إلى هدم المعبد على من فيه وبعد كل هذه الأفراح والانتصارات وفى أول انكسار أرى ما أشاهده من تلسين وكلام غير منطقى، وهل من المنصف أن الفريق الذى حقق لقبا غاليا وعالميا تحدثت عنه كل وسائل الإعلام العالمية أن يصفه إعلامنا بالفريق الذى شاخ؟ أعتقد أن إعلامنا هو الذى شاخ، هو من يوجد التعصب الأعمى بين جماهيرنا العريضة. هو صاحب نظرية الأولتراس الإعلامى، وهو أخطر وأشد ضراوة من روابط مشجعى الأندية المصرية. أرى أن نعيد حساباتنا مع الأهواء والألوان والتلون الذى أصاب البعض منا الذين لا يهمهم مدى خطورة ما يبثه من سموم تدخل إلى كل بيت وأسرة فى نفوس أطفالنا، الشماتة فى الجار وفى الصديق وفى الأخ. يجب أن نعلم أنها بطولة، مباراة فى كورة القدم ليست هى نهاية الأهلى أو الزمالك أو باقى الأندية المصرية، إنما من الممكن أن تكون من خلال إعلام هادف صادق عقلانى غير شامت. إنها البداية الحقيقية لعودة البطل إلى مكانه الطبيعى الريادة الإفريقية، لثانى مرة.. اللهم لا شماتة.