ستكون مباراته ضد آرسنال أهم اختبار بالنسبة له قبل انتهاء هذه السنة، فعلى النقيض من مانشستر يونايتد، لدى المدفعجية تشكيل ثابت جاهز لخوض جميع المباريات تحت أي ضغوطات ولاعبين يمتلكون الرغبة والدافع للمواصلة في تعزيز صدارتهم للبريميرليج وانهاء النصف الأول من الموسم أبطالا للشتاء. والآن نستعرض معكم نقاط قوة وضعف مانشستر سيتي قبل هذه المواجهة المحتدمة: ❝نقاط قوة❞ قهر أبطال أوروبا ✔ مانشستر سيتي لن يفرط في فرصة إظهار أوراق اعتماده للمنافسة على لقب البريميرليج هذا الموسم بالحصول على النقاط من المتصدر منذ الجولة الثامنة، وسيحاول تأكيد أفضليته على اليونايتد في المدينة بكسر كبرياء المدفعجية عن طريق اللعب المفتوح وليس كما فعل رفاق روبن فان بيرسي للفوز عن طريق ركلة ركنية بداية الشهر الماضي. عدد كبير من لاعبي مانشستر سيتي سيدخلون هذه المباراة بدفعة معنوية كبيرة بعد تمكنهم من قلب تآخرهم بهدفين دون رد لفوز تاريخي على بايرن ميونيخ في ملعب آليانز آرينا يوم الثلاثاء الماضي بختام دور مجموعات أبطال أوروبا، يأتي على رأسهم الثلاثي "فرناندينيو، دافيد سيلفا وجيمس ميلنر" الذين قدموا مستوى مذهل يؤهلهم للعب أمام آرسنال منذ بداية اللقاء. وبصرف النظر عن هزيمة البايرن في عقر داره، بجعبة مانشستر سيتي سّجل لا يصدق على ملعب الاتحاد، كما أنه تمكن من تحقيق أربع نقاط في آخر مباراتين له بالبريميرليج خارج أرضه، لذلك هناك دفعة معنوية كبيرة للسيتي الذي بدأ يصدق بأنه منافس مباشر لآرسنال على اللقب هذا الموسم في ظل تذبذب مستوى تشيلسي وإيفرتون وخروج مانشستر يونايتد وتوتنهام من قائمة ال4 الأوائل. حيرة بيلجريني ✔ لا شك في أن تألق كم كبير من بدلاء مانشستر سيتي أمام البايرن منتصف الأسبوع الماضي فتح لمانويل بيلجريني آفاق جديدة قبل ضغط المباريات المنتظر من الآن وحتى بداية العام الجديد، فهناك عدد لا بأس به من العناصر الدكة قد أثبتوا جاهزيتهم للعب الأدوار الأولى مع الفريق خلال الفترة الأكثر حرجاً في الموسم. دافيد سيلفا واحد من ستة بدلاء أبدعوا في مباراة البايرن، بتمرير الكرات الأرضية القصيرة والعودة لبدء الهجمات ومساعدة خافي جارسيا وفرناندينيو على التصدي لمارتينيز وألكانتارا وكروس على مدار الشوطين، ليقود السيتي بحيويته في معظم الصراعات الفردية في الوسط والعمق الدفاعي لهذا الفوز المثير والذي وضع بصمته التهديفية فيه حينما سجل هدف التقليص نهاية الشوط الأول بعد تعاونه المذهل مع ميلنر. من تابع مردود «الماجيكو» في تلك المباراة لا يمكن أبداً أن يتخيل أنه قد لعب 5 مباريات كبديل واستبدل من 5 مباريات أخرى هذا الموسم، ونفس الأمر يخص جيمس ميلنر صاحب التمريرات العرضية المتقنة والذي أدى ما عليه في الشقين الدفاعي والهجومي أمام البايرن. السؤال الآن، هل سيستعين بيلجريني ببعض العناصر التي تألقت أمام البايرن؟ مثل سيلفا وميلنر وكولاروف؟ بالتأكيد سيحتار قبل اختيار التشكيل الذي سيبدأ به هذا الاختبار الصعب أمام آرسنال، لاسيما بعد تلقيه نبأ سار من الأطباء بقدرة المونتنيجري "ستيفان يوفيتيتش" على اللعب لمدة 90 دقيقة بدءاً من هذا الأسبوع. مْن عاد أولاً؟ ✔ يتمتع مانشستر سيتي بيوم راحة إضافي عن آرسنال، حيث لعب يوم الثلاثاء في ميونيخ وعاد مبكراً إلى إنجلترا للتحضير لمباراة السبت في الدوري، أما آرسنال فقد لعب مباراة في وقت متأخر يوم الاربعاء أمام نابولي بجنوبإيطاليا، وأضطر حسب تأكيد فينجر للطيران من جنوبإيطاليا مباشرة إلى مدينة مانشستر يوم الخميس، هكذا لن يكون أمامه إلا يوم يتيم للاستعداد للسيتي. والأهم من ميزة اليوم الإضافي وإقامة المباراة على ملعب مانشستر سيتي، اعتماد آرسين فينجر على عدد كبير من لاعبيه الأساسيين الذين خسروا من نابولي بهدفين دون رد في الشوط الثاني منهم "جيرو، آرتيتا، ميرتساكر، كوسيلني، جيبس، فلاميني، أوزيل وكاثورلا"، ربما لو كان لعب بالبدلاء وخسر لوجد فينجر ما يبرره للإعلام بأنه قد أراد الاستعداد للسيتي بإراحة عناصره الأساسية، وربما لنجح في الفوز بالبدلاء كما فعل السيتي، إلا لو أن فينجر لا يثق في بدلائه بعد!. مانشستر سيتي استغل ضمان ترشحه لثمن نهائي أبطال أوروبا وقام بإراحة هدافه الأول "أجويرو" وزميله "نيجريدو" الذي لم يشارك إلا في آخر 10 دقائق أمام البايرن كبديل، بالإضافة لنجم الدفاع "كومباني" ولاعب الوسط الإفواري "يايا توريه" والجناح الأيسر الفرنسي "سمير نصري". لكن فينجر أرهق أهم عناصره أمام نابولي وأخص بالذكر "كوسيلني، ميرتساكر، جيبس، أوزيل وجيرو"، وأضاع على نفسه فرصة حقيقة وواقعية لاختبار مستوى الرباعي "ناشو مونريال وفيرمالين وويلشير وبندتنر" لمدة 90 دقيقة كاملة وفي مباراة كبيرة كهذه. ❝نقاط ضعف❞ ضياع الثقة ✗ إذا كان بيلجريني يمتلك عدد كبير من البدلاء في كل المراكز كما أوضحنا في نقاط القوة، فإنه يعاني الأمرين على صعيد حراسة المرمى من أسبوع لأخر، فرغم تمكن بانتليمون من الحفاظ على عذرية شباكه لعدة مباريات إلا أنه لا يثق فيه تمام الثقة كما كان يثق في جو هارت ببداية الموسم. ارتباط مانشستر سيتي الوثيق بحارس مرمى بايرن ميونيخ "مانويل نويير" على مدار الأسبوعين الماضيين، بعرضه لمبلغ 40 مليون جنيه إسترليني، ضاعف من محنة حراسة المرمى وهذا ما ظهر خلال مبارياتي الأسبوع الماضي في البريميرليج وأبطال أوروبا أمام ساوثامبتون وبايرن ميونيخ. لا تزال مشكلة الحراسة أكثر المشاكل التي تؤرق بيلجريني بعد تلقي بانتليمون لهدف من لاعب ساوثامبتون "أوزفالدو" كلف فريقه التعادل 1/1 ثم تلقي جو هارت لهدفين من بايرن ميونيخ بمنتهى السهولة في آليانز آرينا بالذات الهدف الثاني الذي سجله "ماريو جوتسه" فحين قام بالتسديد ارتمى هارت بطريقة كوميدية ومندفعة جداً توضح مدى معاناته!. الدرس الأساسي في المحاضرات ✗ هل تتذكرون هدف لوكاكو الأول في مرمى السيتي؟ من تمريرة طولية للمدافع الدولي الإنجليزي "فل جاجيلكا"؟ هل تتذكرون كيف ضربت هذه التمريرة خط دفاع السيتي في حضور كومباني وليسكوت؟ هل تتذكرون كيف تسلم لوكاكو الكرة وسدد في المرمى بكل أريحية بعد اقتحامه منطقة الجزاء؟ نفس الطريقة التي مرر بها جاجيلكا من فوق الرؤوس هي نفسها الطريقة الت ي استخدمها مدافع بايرن ميونيخ "دانتي" لضرب دفاع السيتي في لعبة الهدف الأول الذي سجله توماس مولر. بصرف النظر عن أن هدف مولر مشكوك في صحته بداعي التسلل الذي لم يضبطه (الحكم المساعد)، فمن الواضح أن هناك درس يُدرس للمدافعين قبل مقابلة مانشستر سيتي في كيفية ارسال التمريرات الطولية في منطقتي عمق الدفاع وعلى الأطراف. الخصوم أصبحوا على ثقة تامة في أن التمريرات الطولية أقصر طريق للوصول لمرمى مانشستر سيتي، وآرسنال يمتلك المقومات لارسال تلك الكرات في التوقيت المناسب، فسواء ميرتساكر أو كوسيلني أو آرتيتا أو كاثورلا جميعهم يستطيعون تعليق هذه الكرات من فوق رؤوس المدافعين. التذبذب ✗ إذا سألتني عن أهم نقطة ضعف في مانشستر سيتي لا أمل من تكرار الحديث عنها، هي من دون شك التذبذب المستمر في مستوى أهم عناصر الفريق. ميلنر كان خارقاً أمام البايرن وعذب فليب لام، لكن هل سيواصل على نفس النسق؟ وسمير نصري لعب مباريات رائعة في الفترة الماضية، فهل سيتألق أمام فريقه القديم أم سيتأثر عاطفياً؟ ونفس السؤال موجه لجايل كليشيه وجوليون ليسكوت وكولاروف وفرناندينيو. أكثر لاعب أراه يحافظ على مستواه من مباراة لأخرى هو "زاباليتا، أجويرو، توريه، نافاس" وهذا لا يكفي بالنسبة للسيتي إذا أراد التتويج بلقب هذا الموسم.
