تركزت أنظار المراقبين على الزيارة التاريخية لوفد روسي عالي المستوى إلى القاهرة، ورأى تقرير بريطاني أن روسيا بدأت استعراض عضلاتها في منطقة الشرق الأوسط. تجري الخميس محادثات مصرية - روسية على أعلى مستوى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي السابق العام 1991 وسقوط حكم الإخوان في تموز (يوليو) الماضي. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أوضح أن زيارة وزيري خارجية ودفاع روسيا لمصر تحمل رسالة سياسية مهمة جدا إلي العالم الخارجي، وأكد ان مصر وروسيا حريصتان علي فتح آفاق جديدة للتعاون بينهما، مشيرا إلي أن مصر تتطلع إلي تعميق التعاون مع روسيا في جميع المجالات. وألقت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية، الخميس، الضوء على زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين سيرغي شويغو وسيرغي لافروف إلى القاهرة لإجراء محادثات مع نظيريهما المصريين، في خطوة من جانب موسكو لفتح جبهة جديدة في إطار مساعيها لانتزاع القوة في الشرق الأوسط من قبضة واشنطن، بحسب تقرير للصحيفة. تسليح وأضافت الصحيفة أن مصر تسعى لشراء معدات عسكرية بعد توقف جزئي في دعم بعض حلفائها الغربيين ومنهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا على خلفية مقتل المئات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي قبل ثلاثة أشهر. وأوضحت الديلي تلغراف أن "قائمة مشتريات" مصر ربما تشمل معدات لمكافحة الشغب وأسلحة متقدمة لقواتها الخاصة لاستخدامها في المعركة ضد المسلحين الاسلاميين في شبة جزيرة سيناء. وقالت الديلي تلغراف إن صفقات السلاح التي يجري التفاوض بشأنها حاليا ستكون الأكبر من نوعها منذ عقود. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات سابقة لوزير الخارجية المصري الجديد نبيل فهمي كان قال فيها إنه "يسعى لتحويل السياسة الخارجية للقاهرة عما كانت عليه خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك" الذي كان بتمتع بصلات قوية مع واشنطن. ويشار إلى أن رئيس الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف بزيارة للقاهرة وأجرى نقاشات، حول "إمكانية إقامة قاعدة عسكرية روسية في مصر". موقف السعودية ولم يغفل تقرير (الديلي تلغراف) الإشارة إلى موقف السعودية وهي من أكبر الدول الداعمة لمصر حاليا حين صدمها عدم تدخل واشنطن لانقاذ حليفها مبارك عام 2011، كما ساءها امتناع الولاياتالمتحدة عن مواصلة الضغط من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. ويقول مراسل الصحيفة في القاهرة إن السعودية أنفقت الكثير من الأموال منذ الإطاحة بنظام مرسي وسيكون لديها استعداد بالضرورة لتغطية أي نفقات عسكرية مصرية كبيرة. وإلى ذلك، وصرح السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن نبيل فهمي وزير الخارجية سيلتقي نظيره الروسي الخميس يعقب اللقاء مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية. محادثات رباعية وأضاف أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، القائد العام وزير الدفاع، سيلتقي نظيره الروسي اليوم، ثم يلتقي الوزراء الأربعة المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، ثم يجتمعون علي غداء عمل، وتعقبه جلسة مباحثات رباعية (2+2). ومن جهته، أشار موقع (بلومبرغ) الأميري إلي أن روسيا تتفاوض حاليا علي أكبر صفقة أسلحة مع مصر منذ الحرب الباردة، وقال: إن الصفقة تتضمن طائرات ميغ 29 المقاتلة، بالإضافة إلي نظم دفاع جوي، وصواريخ مضادة للدبابات، كرد علي خفض الولاياتالمتحدة المساعدات العسكرية لمصر. وذكر موقع (ديبكا) الإسرائيلي الإخباري أن لافروف يزور مصر للاتفاق علي نظام للدفاع الجوي، وصواريخ، وبناء منشآت للبحرية الروسية في ميناء الإسكندرية. ونقل الموقع عن مصدر عسكري تفاصيل أنواع الأسلحة التي ستمد بها موسكوالقاهرة، ومنها درع دفاعية ضد الهجمات الصاروخية تحمي قناة السويس والبحر الأحمر والمياه الإقليمية نقلا عن الموجز