بثقة وهدوء، تحدث اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام، عن محاكمة محمد مرسى اليوم، مؤكداً أن «مرسى» سيكون فى قفص الاتهام، ولا عائق لحضوره، وسيعود إلى مكان احتجازه أو يستقر فى طرة وفقاً لقرار رئيس المحكمة. وقال اللواء سيد شفيق، فى حوار خاص ل«الوطن»: إن قوات الجيش والشرطة استعدت بقوة لما دعا إليه أنصار «مرسى» من عنف واعتصامات. وتابع: «انتهى عصر الطبطبة، وسنواجه العنف بالقانون الذى أعطانا حق استخدام الرصاص». ووصف مظاهرات ودعوات الإخوان للعنف بأنها «رقصة الموت الأخيرة» للتنظيم، والشعب المصرى قادر على مواجهتهم. وتعهد الرجل بإحكام السيطرة على محيط المحاكمة وخارجها، وعلى المنشآت فى القاهرة والمحافظات وسيناء، مؤكداً: «أمّنا محاكمة مبارك ونحن فى حالة ضعف بعد ثورة يناير.. والآن عادت إلينا قوتنا وثقتنا بالنفس». وكشف «شفيق» عن أن الإنتربول المصرى خاطب السلطات اليمنية لتسليم القيادى الإخوانى الهارب محمود عزت، المرشد المؤقت للجماعة. وعن عاصم عبدالماجد قال: «لدينا معلومات عن أنه لا يزال فى مصر ولم يهرب، وتردد أنه فى ليبيا، لكن لم تظهر له فيديوهات مثل عصام العريان، الذى ساعدتنا قناة «الجزيرة» فى الوصول إليه. وأقول ل«الجزيرة»: «شكراً لحسن تعاونكم معنا». ■ ماذا عن تأمين محاكمة «مرسى» اليوم، مع دعوات العنف والتظاهر التى أعلن عنها تنظيم الإخوان؟ وما خطة الداخلية وكيفية التعامل؟ - الداخلية وضعت خطة محكمة للتأمين، ونحن مطلعون على المشهد العام وسنؤمّن فعاليات المحاكمة، ولن نسمح بالإخلال بالأمن فى هذا اليوم، خصوصاً فى محيط المحكمة، وقادرون على التأمين بشكل كافٍ فى أى وقت وظرف، وكنا قد أمّنا محاكمة الرئيس الأسبق مبارك، والظروف لم تكن مواتية بالنسبة لنا، وكان بداية تعافى الشرطة واستعادة أمنها بالتنسيق مع القوات المسلحة. اليوم نحن لدينا خطة محكمة بالتنسيق مع القوات المسلحة. وأؤكد أنه سيكون يوماً عادياً، ولن نسمح بتهديد سير المحكمة وسنؤمّن الهيئة والمتهمين والمحامين والمترددين على المحكمة، واحنا عاملين حسابنا ممكن تحصل مشاكل فى أى مكان لذلك فإننا سنسيطر على الوضع أولاً بأول، ولن نسمح بقيام فصيل أو مجموعة بتكدير أمن مصر هذا اليوم، وعندنا من الإمكانيات والمعلومات ما يمكننا من السيطرة على الأوضاع وإجهاض أى مخطط.إذا طال حكم الإخوان عن السنة كانت سيناء تحولت إلى «أفغانستان» وتخلصنا من 80% من الإرهابيين ■ الإخوان قالوا إحنا هنصلى الفجر ونعتصم فى محيط طرة.. كيف كان التعامل مع حشود متوقع حضورها ودعوات التظاهر فى أكثر من مكان لزيادة ارتباك المشهد الأمنى؟ - لدينا علم بهذا المخطط، ونستطيع إجهاضه إن شاء الله، ولن نسمح باعتصامات تحت أى ظرف وفى أى مكان، عهد الاعتصامات انتهى، ولن نسمح لأى فصيل بتعطيل حركة المرور ومصالح الناس ولن نسمح بتكدير الأمن العام وأعتقد أن ما يفعلونه هو «رقصة الموت الأخيرة» والأمور بالنسبة لهم أصبحت محسومة، ولن يؤثروا فى المشهد العام للدولة، مصر بها 90 مليون مصرى شريف إذا كانت هناك قلة من الإخوان أو المتعاطفين معهم من السذج، وهنقدر نفرض الأمن فى مصر إن شاء الله. ■ كيف سيكون التعامل التدريجى مع العنف، خصوصاً أن الداخلية أعلنت أنها ستستخدم الرصاص حال اللجوء للعنف والهجوم المسلح؟ - حق الدفاع الشرعى مكفول ولن نسمح تحت أى ظرف بتعرض المنشآت العامة والخاصة والقوات للتعدى، الناس لازم تفهم أن عهد الطبطبة انتهى وهنتعامل بالقانون، والقانون بيتيح للشرطة استخدام الرصاص فى حال تفاقم الموقف، وأنا باحذر من يحاول المساس بالمحكمة أو التعدى على القوات الموجودة، من أنه سيواجه بكل حسم، وحط تحت «حسم» دى 100 ألف خط. ■ هل سيعود «مرسى» بعد المحاكمة إلى مقر احتجازه أم سيجرى التحفظ عليه فى سجن طرة لسهولة نقله للجلسة التالية وتجنّب الدخول فى هذا الجدل؟ - مكان احتجاز الرئيس المعزول تحدده المحكمة وإحنا ننفذ ما يصدر من المحكمة من قرارات أو أحكام وإحنا هنفذ أياً كان، وسننتظر قرار المحكمة فى نهاية الجلسة ونوديه أى محبس تحدده المحكمة. ■ محاكمة اليوم والعنف المتوقع يجعلنا نسأل عن سيناء. ما خطة التأمين فى سيناء والأماكن الحيوية والمهمة فى القاهرة والمحافظات؟ - الخطة متكاملة، ولا تقتصر على تأمين محيط المحكمة فقط، ولكن كل الأماكن الحيوية والرئيسية والأماكن الاقتصادية تحت التأمين الكامل والإرهاب ينتحر فى سيناء وما نشهده من عمليات إرهابية هناك هو دليل إفلاس تلك الجماعات التكفيرية، ولن يفلحوا فى وقف خطة التأمين، ولن ينجحوا فى إفشال رغبة المصريين وإرادتهم التى تجلت فى 30 يونيو الماضى. ■ علمنا أن الأمن ألقى القبض على البعض فى محيط سجن طرة، بينهم إسلاميون، وهناك 9 عناصر تحمل الجنسية الليبية والمغربية أُلقى القبض عليهم أثناء التمشيط وتطهير طرة.. ما حقيقة ذلك؟ - لدىّ تحفظ على كلمة «إسلاميين»، نحن لا نصنّف الناس على دينهم، بل نصنّف الناس على مدى حالتهم الأمنية، يوجد إرهابى أو مجرم ومواطن برىء، إحنا فى خطتنا نمشط الأماكن الحيوية أو الأماكن اللى هتشهد المحاكمات، وكل من يثبت أنه فى مكان غير طبيعى بالنسبة له نتأكد من مشروعية وجوده ونفحصه، ودى منطقة تطهير ولازم نتأكد أن اللى فى محيط المحكمة عاديين وليسوا مدفوعين أو إرهابيين هدفهم تعطيل المحاكمة. ■ كم المساحة التى سيقام فيها أول كمين فى محيط معهد أمناء الشرطة؟ - أعتقد أن المسائل التفصيلية هذه لا أستطيع الخوض فيها، نحن نعد خطة محكمة لتأمين المحكمة وستباشر عملها بالكامل وسنؤمّن الهيئة والمتهمين أنفسهم والمحامين، ودى مسئوليتنا طبعاً هنطلع بيها بشكل كامل إن شاء الله، ومسألة تفاصيل الخطة ليس مجالها الآن. ■ قفص الاتهام الذى عاينه وزير الداخلية مساء السبت، هل يوجد به مكان مخصص للرئيس المعزول ومكان آخر لباقى المتهمين ال14 أم كلهم فى قفص واحد؟ - القفص يسع كل المتهمين، ليس هناك تصنيف محدد.. هم أمام القانون سواء، ويواجهون نفس التهم التى يواجهها الرئيس المعزول، وليس هناك مجال للمفاضلة فيما بينهم، وإحنا مأمّنين المحكمة وقاعتها والقفص نفسه.. بصرف النظر عن أنه متقسم، بس هو قفص واحد. ■ هناك أحاديث ترددت عن وضع «مرسى» فى قفص زجاجى لتجنّب كثرة الحديث ومقاطعة المحكمة. - انضباط الجلسة تحت سلطة رئيس المحكمة، لأن لديه من الصلاحيات ما يجعله يتحكم فى الجلسة وسيرها، ولا نتدخل فى عملها على الإطلاق. ■ هل صحيح أنه سيجرى نقل «مرسى» إلى سجن طرة قبل يوم المحاكمة لمنع الجدل عن ترقب الإعلام لوصول الطائرة.. أم سيُنقل قبل المحاكمة مباشرة؟ - هذه التفاصيل أعتذر عن الحديث فيها.. لكنى أؤكد أنه سيكون موجوداً فى الجلسة وفى القاعة والناس هتشاهد كده. ■ نترك ملف المحاكمة قليلاً، ونتحدث عن عصام العريان الذى كان هارباً 76 يوماً، كم محافظة تنقل بينها عصام العريان فى الفترة التى كان هارباً فيها؟ وكيف سُرّبت الفيديوهات إلى قناة «الجزيرة»؟ وكيف توصلت أجهزة الأمن إلى مكان اختفائه؟ - نحن لا نستهدف أحداً بعينه إلا من خلال قرارات النيابة العامة بضبطه وإحضاره.. هو كان من المطلوبين وصادر بحقه قرارات ضبط وإحضار من النيابة فى اتهامات تحريض على العنف، سواء فى رابعة أو النهضة أو الاتحادية التى سيُحاكم فيها اليوم، وهو تنقل بين 3 محافظات، وكنا بنتابعه وخلّى بالك هو يستطيع التخفى بين 15 مليون مواطن فى القاهرة الكبرى، وأعتقد أن ما بثته قناة «الجزيرة» ساعدنا على ضبطه، وشكراً ل«الجزيرة» على هذه الخدمة، وأنا مش هاقدر أدخل فى تفاصيل فنية، وحركته السريعة ساعدت فى القبض عليه. كما نقدم الشكر ل«الجزيرة» أيضاً لأنها بعد سرقة عربات البث الخاصة بالتليفزيون المصرى واستخدامها لها قدّمت لنا أدلة كثيرة على أعمال التحريض والانتهاكات القانونية التى قام بها رموز الإخوان فوق منصة «رابعة».نحتاج إلى دعم وإمكانيات.. ومواكب رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة ليس فيها سيارات لكشف المتفجرات.. والقوات لن تغادر «كرداسة» قبل ضبط المتهمين الأربعة فى «المجزرة» ■ ما ملابسات عملية القبض على «العريان»؟ - حين تأكدنا من وجوده بالفيلا بالتجمع الخامس تحركت القوات، وماحركناش فيها مدرعات عشان ماتتكشفش المأمورية، والمأمورية كانت على قدر الهدف، لما تأكدنا أنه غير مسلح وأنه موجود بالفيلا برفقة أحد أصدقائه، والأمر لم يكن يستدعى قوات ضخمة، وطبيعة المكان أثناء معاينته قبل المداهمة أكدت سهولة السيطرة عليه، فلم يكن هناك داعٍ لقوات كبيرة، وكانت هناك مجموعة من العمليات الخاصة والأمن المركزى ومفتشى الأمن العام والأمن الوطنى وتم ضبطه. ■ هل هناك مأموريات تحرّكت للقبض عليه فى مسقط رأسه بالمنيا فى الأسبوع الأخير أم هناك شكوك بوجوده فى إحدى محافظات الصعيد؟ - لا نحرك المأمورية للقبض على المطلوب إلا حين يتوافر قدر من المعلومات بوجود المطلوب ضبطه فى مكان ما، وحين يتم التأكد منها يتم توجيه المأمورية، وحتى الآن ليست هناك معلومة مؤكدة بوجوده فى مكان محدد. ■ منذ أسبوع نفت حركة حماس وجود القيادى الهارب «محمود عزت» بقطاع غزة، وتردّد أنه موجود هناك. ما مدى صحة هذه المعلومات؟ ومتى خرج من مصر؟ - هو خرج من مصر عقب 30 يونيو وقبل الاعتصام بالنهضة، بعد أن استشعر أن دولة الإخوان انهارت، وهو من العناصر المحنّكة فى التنظيم، وخرج متسللاً إلى غزة، ومنها إلى اليمن. ونحن الآن نُجرى اتصالات بالسلطات اليمنية للتأكد من وجوده هناك بصفة رسمية، وعندها ستتم ملاحقته بالإنتربول. ■ ماذا لو كان ما زال موجوداً فى قطاع غزة.. هل سيجرى اتخاذ نفس الإجراء معه؟ - إذا كان بالفعل فى غزة فسنجرى اتصالاتنا بالسلطة الوطنية فى رام الله. نحن لا نعترف بالحكومة المقالة فى غزة. وما أحب تأكيده أن من خرج من مصر هارباً من العدالة سوف يُلاحق ويتم القبض عليه عاجلاً أو آجلاً. ■ فى الفترة الأخيرة حضرتك أقمت فى سيناء، وتعرض المبنى الذى كنت تقيم فيه إلى القصف، فما تقييمك للأداء الأمنى هناك؟ - ما تم خلال عام فى حكم الإخوان دعم الإرهاب بشكل كبير وسمح لعناصر إرهابية كثيرة بالحضور إلى البلد وسيناء والتدريب فى معسكرات هناك. والمفرج عنهم من أحكام فى قضايا جنائية وإرهابية ساعد فى نمو البنية التحتية للإرهاب فى سيناء. الحمد لله أن فترتهم لم تطل وإلا كنا تحوّلنا إلى «أفغانستان». أكثر من 80% من العناصر الإرهابية فى سيناء قد قضوا أو أُلقى القبض عليهم. وما تبقى فهم المتفرقون فى بعض المدن، سواء فى المناطق السكنية بسيناء أو من تسللوا إلى مدن القناة.. وهم من يقومون بعمليات إرهابية بطريقة عشوائية تدل على أنهم فقدوا الثقة فى رأس التنظيم، وفى البنية التحتية للتنظيم.. وأشيد بأهالينا فى سيناء وتعاونهم مع قوات الأمن والقوات المسلحة.«العريان» تنقّل هارباً بين 3 محافظات.. وأقول ل«الجزيرة» بعد القبض عليه: «شكراً لحسن تعاونكم معنا» ■ كلامنا عن سيناء يقودنا للحديث عن «أنصار بيت المقدس» التى تبنت 4 أو 5 عمليات إرهابية فى غضون شهرين، منها محاولة اغتيال وزير الداخلية وأعمال أخرى بسيناءوالقاهرة.. ماذا علمتم عن هذه الجماعة؟ - هذه رقصة الموت الأخيرة للتنظيم الإرهابى ومخططاته، وأستطيع تأكيد أن وزارة الداخلية وضعت يدها على هذا التنظيم وألقت القبض على عدد من العناصر واعترفوا بضلوعهم فى تلك الجرائم وهناك متهمون هاربون، وسيعلن عن التفاصيل فى وقت لاحق، وهم فى شبكة واحدة عناصر إرهابية انخرطت من عناصر الإخوان وتعمل بتحريض منهم. ■ مَن المحرك لهذه الشبكة التى نفّذت محاولة اغتيال وزير الداخلية؟ - الموضوع ليس به احترافية، دى تصوير سهل ممكن أى حد يصوّر حد فى الشارع. لكن هناك خسة وندالة وأبرياء سقطوا فى هذا الحادث وحدث ترويع للآمنين. وما يحدث هو عمليات انتحارية وليست استشهادية تسىء إلى الإسلام ومصر. ■ أين صُنعت القنبلة التى انفجرت فى موكب الوزير؟ - ضبطنا مصنعين للعبوات، أحدهما فى مزرعة ببلبيس، والآخر فى 6 أكتوبر، ونسعى فى الفترة المقبلة لكسر البنية التحتية للإرهاب. ■ بعد الإعلان عن القبض على الجهاديين المتورطين فى حادث كنيسة العذراء، جرى الإعلان عن مؤتمر صحفى لوزير الداخلية، لكنه لم ينعقد.. ماذا حدث؟ - هذه اجتهادات صحفية، والحقيقة أننا وضعنا يدنا على المخطط والتنظيم ومجموعة من الهاربين، وتأخيرنا عن كشف المزيد من الحقائق والمعلومات للشعب المصرى بأسره، وتمكنا من ضبط حوالى 50 متهماً، وسيجرى الإعلان عن المخطط فى الوقت المناسب، بسبب وقوع أبرياء كثيرين فى كنيسة العذراء. ■ هل هناك تغيير فى خطة تأمين الكنائس بعد الحادث؟ - يوجد الآن وجود شرطى مكثف وتزويد محيط الكنائس بكاميرات مراقبة. ■ متى تغادر قوات الأمن منطقة كرداسة، ومتى يعود مركز شرطة كرداسة للعمل؟ - لن نغادر كرداسة قبل ضبط المتهمين الأربعة المتبقين فى حادث كرداسة والمتورطين فيها. وردود فعل الناس تجاه القوات مُفرحة جداً.. ولن يجرى إعادة بناء مركز شرطة كرداسة فى نفس المكان. فهو تعرض للحريق أكثر من مرة، وتجرى بناؤه فى منتصف المدينة لخدمة الأهالى وتوفير الأمن لهم، ولم يحافظ عليه أحد. وسيجرى اختيار موقع بديل على أطراف المدينة، وذلك بالتنسيق مع محافظ الجيزة. واكتشفنا رؤية جيدة، هى أن المركز يتوسط كتلات سكنية. نحن نعانى فى حالة كرداسة بالتحديد من ردود فعل الضباط والقيادات، وأرجأنا تنفيذ العملية أكثر من مرة، لتأكيد أننا سلطة تسعى للعدل وجهاز وطنى عريق، لذلك لن نسعى لأخذ ثأرنا بيدنا، وتحدثنا مع الضباط بأن حق زملائهم سيأتى بالقانون. ■ هل هناك سيارات لكشف المتفجرات عن بعد فى تأمين مواكب الوزراء وهل هناك تغيير فى خطة تأمين وزير الداخلية؟ - مافيش.. لأننا نحتاج إلى دعم وإمكانيات أكبر من كده، والحالة الاقتصادية لا تسمح، لأنها سيارات حديثة ومكلّفة.