قال المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، إن "أي دعم تلقته مصر في الآونة الأخيرة لم يرتبط بأي شروط أو مطالبات من الجهات المانحة"، مؤكدًا أن الدعم السعودي والخليجي الذي تلقته مصر لم يرتبط بأي اشتراطات أو مطالب. وشدد منصور، في الحلقة الثانية من حواره لصحيفة "الشرق الأوسط" على أن مصر لم تكن لتقبل بأي حال من الأحوال بأي شروط، وهو ما قد يدلل عليه موقفنا الأخير من بعض الودائع العربية، في إشارة إلى قطر، مؤكدًا أن كل ما يثار في هذا الصدد ما هو إلا لغو يأمل من يروجونه في تحقيق أهداف تخدم أجندتهم التي تتعارض مع المصالح العربية، ومصر ودول الخليج يدركون ذلك تمام الإدراك، ويقفون في مواجهة تلك التحركات السلبية. "لا غنى للعرب عن مصر.. ولا غنى لمصر عن العرب" وأضاف أن "قطار الديمقراطية في مصر قد أقلع، ولا يمكن لأي طرف، كائنا من كان، أن يوقفه"، مشيرا إلى أن هذا القطار أقلع بمساندة سعودية كاملة إلى جانب المساندة الكاملة لعدد من الأشقاء العرب، لافتا إلى أن ثورة 30 يونيو ترتقي لأن تدرس في تاريخ الثورات البشرية وليس أن يجرى التعامل معها بالشكل الذي تتبعه بعض الدول الغربية. وحول موقف السعودية وقياداتها من 30 يونيو، استخدم منصور وصف التعبير الشعبي، قائلا إنها كانت "وقفة الرجال"، مستشهدا بمقولة الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، التي قال فيها "لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب"، معتبرا كلمته أنها لخصت بوضوح وإيجاز القراءة الاستراتيجية للمنطقة العربية في النصف الأول من القرن العشرين، مثلما تلخصها أيضا في عصرنا الحالي. وأشار "منصور" إلى أن زيارته للسعودية، في المقام الأول شكر وتقدير، وهي واجبة على ما قدمته المملكة، وثانيا سوف يتناول الحديث مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز، تفعيل الشراكة والتعاون الاقتصادي بين البلدين، وتنشيط عمل اللجان العليا المشتركة، لافتا إلى أن مصر والسعودية هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي، وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. وأوضح أنه لا شك أن العلاقات المصرية السعودية، أضيرت خلال العام الماضي، شأنها في ذلك شأن العديد من الملفات الداخلية والخارجية المصرية خلال فترة الرئيس السابق، ومن واجبنا الآن أن نصوب تلك العلاقات ونعيدها إلى مسارها الصحيح. مصر تميز في تقييمها للمواقف التركية ما بين الموقف الذي يتبناه رئيس الوزراء الحالي والشعب وقال الرئيس المؤقت إن "مصر مارست قدرا كبيرا من ضبط النفس في مواجهة التدخل في شؤونها الداخلية، لكنها قادرة على رد الإساءة من قبل بعض ممثلي الشعوب، إلا أنها تسمو وتترفع عن ذلك إيمانا منها بأن العلاقات بين الشعوب أبقى وأهم"، موضحًا أن الاستقواء ببعض الأطراف الخارجية لا يسفر سوى عن مزيد من النبذ المجتمعي لذلك الفصيل الذي أخطأ في حق مصر. وأضاف أن "مصر تميز في تقييمها للمواقف التركية، ما بين الموقف الذى يتبناه رئيس الوزراء الحالى والشعب"، لافتا إلى أن الأمل ما زال يحدونا في أن يراجع كل طرف أخطأ في تقديرات موقفه، وأن يقف مع المصريين وليس مع مصالحه الضيقة مع فصيل جرى نبذه مجتمعيا، ففي علم السياسة تكون الغلبة للشعوب وللمصالح الدائمة للدول، وليس مع أطراف بعينها جرى الاتفاق معها على تصور ما، سرعان ما لفظه الشعب المصري. ونوه "منصور" إلى أنه يرغب في زيارة الأردن بعد المملكة، مضيفا أنه "كان يتمنى زيارة الكويت، لكن صاحب السمو موجود خارج البلاد، وبالتالى سوف تجرى الزيارة بعد عيد الأضحى المبارك، لافتا إلى أنه سيقوم بزيارة الإمارات قريبا، ولكن لم يتم ترتيب بعد المواعيد الخاصة بها". وحول الرؤية المصرية من الأزمة السورية، قال منصور إن "السؤال الذى يفرض نفسه عند تقييم أية خطوات مقترحة للتعامل مع موقف ما، هو: ماذا بعد؟ ينبغى أن نكون حذرين بشكل كبير من أن نقدم على خطوة ما لأسباب آنية، لنجد أنفسنا لاحقا فى موقف قد يكون أصعب من الموقف الحالى"، مضيفا أن "مصر مستعدة للدخول فى حوار مع إيران ومع غيرها، إذا ما احترمت الإرادة الشعبية المصرية وخلصت النوايا". وفى رده على انتقاد الغرب لثورة 30 يونيو، أكد منصور أنه يطلع بشكل عام على التحليلات الغربية المختلفة إزاء الأوضاع في مصر والتفاعلات المختلفة بين دول المنطقة، مؤكدا أن العالم الغربي بحاجة إلى تصويب قراءته للتطورات التي تشهدها المنطقة، وضرورة ألا يستمر أسيرا لبعض القراءات المغلوطة التي توسطت بعض القوى الإقليمية لدى العواصم المختلفة لإقناعها بها وأثبتت الأيام خطأ تلك التصورات، واستحالة ترجمتها على أرض الواقع. ولفت "منصور" إلى أن الدول الأوروبية ليست على قلب رجل واحد فيما يتعلق بتفهمها للأبعاد المختلفة للأزمة المصرية، وهناك بعض الدول التى تتفهمها جيدا، وأخرى فى طريقها إلى ذلك.. وبالمثل، فإن الرسائل الواردة إلينا من الولاياتالمتحدة ليست متناسقة تناسقا تاما.. الوطن