أكدت النتيجة النهائية للجان العامة بالإسكندرية انحياز الناخبين إلى الثورة والحرية كونها رمزا للتعددية والتنوع، حيث جاء حمدين صباحى بالمقدمة بعدد أصوات بلغ 602634 صوتا ثم أبوالفتوح بعدد أصوات بلغ 387747، يليه عمرو موسى 291950، ثم محمد مرسى 269455 صوتا، وفى المؤخرة جاء شفيق بعدد أصوات بلغ 212197. وجاءت تلك النتيجة بعد مؤشرات أولية كانت تشير إلى احتمال حصول عبدالمنعم أبوالفتوح على عدد كبير من الأصوات نظرا لتأييد ودعم الدعوة السلفية التى تتخذ من مدينة الإسكندرية معقلا لها إلا أن هذه التوقعات تبدلت تماما داخل صناديق الاقتراع بانحياز المواطنين السكندريين لحمدين صباحى. وجاء عبدالمنعم أبوالفتوح فى المركز الثانى بأصوات بلغت 387747 ليدلل هذا الأمر على انحياز الناخبين لمرشحى الثورة دون النظر إلى المرجعيات، حيث جاء فى المرتبتين الرابعة والخامسة كل من محمد مرسى وأحمد شفيق. الدكتور يسرى حماد المتحدث الإعلامى لحزب النور فى أول ردود فعل له عقب تلك النتائج أكد فى تصريحات خاصة ل«الشروق» أن نتائج الانتخابات الرئاسية عكست بشكل كبير تشرذم القوى الثورية وعدم اتفاقها فيما بينها على دعم مرشح رئاسى واحد يعبر عن مطالبها. واتهم حماد الإعلام خلال الحملات الانتخابية لمرشحى الرئاسة بشن حرب على التيار الإسلامى والتهويل منه دون التركيز على ضرورة عدم اختيار رموز النظام السابق والتنبيه من خطورة ذلك على الثورة. كما انتقد حماد طريقة تفكير القوى الثورية متهما إياها بالتفكير بذات العقلية التى كانت موجودة فى ظل النظام السابق، مشيرا إلى أن غالبية تلك القوى لم تستوعب دروس الماضى بعدم اتفاقها فساهمت بذلك بإنتاج النظام القديم من جديد. وأكد حماد أن الكتلة التصويتية للأقباط لعبت دورا كبيرا فى تقدم الفريق أحمد شفيق الذى رأى أن قوته الحقيقية لن تتجاوز ال2 مليون صوت على اعتبار أن هناك 2 مليون قبطى قاموا بالتصويت له مع كتلة رجال الأعمال وأعضاء الحزب الوطنى. وحول نتيجة الانتخابات بمدينة الإسكندرية التى تعتبر أحد معاقل الدعوة السلفية وحزب النور المؤيد للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أوضح حماد أن النتيجة كشفت عن حجم التشرذم الموجود داخل التيار الإسلامى فضلا على التأثير السلبى الذى لعبه الشيخ حازم أبوإسماعيل للتيار السلفى. وأكد حماد أن النتيجة بالإسكندرية لم تكن معبرة عن حجم التيار الدينى ولا تتناسب بأى حال من الأحوال مع حجمه فى الشارع السكندرى، مفسرا حدوث ذلك نتيجة تمزق الصوت السلفى بالأسكندرية لعدم تأييد عدد من كبار شيوخ الدعوة السلفية لأبو الفتوح من بينهم الشيخ سعيد عبدالعظيم وأخرين. وأضاف حماد أن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح حصل على أكبر الأصوات له من بين جميع المحاقظات داخل الإسكندرية، مشيرا إلى أن تفوق حمدين صباحى عنه بفارق كبير جاء بسبب جماعة الإخوان المسلمين التى قامت بتحييد عدد كبير من المواطنين السكندريين ممن لا يرغبون فى التصويت لمرشح الإخوان ودعتهم لترشيح حمدين صباحى كى لا تذهب هذه الأصوات لأبوالفتوح. ودعا حماد جماعة الإخوان المسلمين إلى دعوة جميع القوى الإسلامية لإقامة مصالحة وطنية تهدف إلى توحيد الصفوف من خلال تشكيل مجلس رئاسة برئاسة الدكتور محمد مرسى، ومعه نائبان له هما حمدين صباحى وأبوالفتوح. كما دعا حماد جماعة الإخوان المسلمين إلى ضرورة إجراء إصلاحات فى السيطرة السياسية فى الخمس سنوات المقبلة داخل البرلمان حتى تستقر من الداخل. جدير بالذكر أنه فور إعلان نتائج الانتخابات فى محافظات مصر والتى أظهرت تقدم الفريق أحمد شفيق دعا نشطاء بالإسكندرية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» إلى رفع الرايات السوداء على غالبية الشواطىء تعبيرا عن استيائهم من تلك النتيجة.