أمران استطاعا أن يلفتا نظر الجمهور في مسلسل "حكاية حياة" ويثيران انتباهه، أولهما الديكورات الفخمة والقصور والفيلات والشقق التي تتمتع بفخامة شديدة على رأسها الفيلا التي تسكن بها أسرة حياة والتي تشبه مول العرب كما وصفتها الفنانة غادة عبد الرازق في أحد البرامج، ويبدو أن غادة أرادت أن تستعرض مهاراتها الإنتاجية في أول تجربة إنتاجية لها مشتركة مع المنتجة مها سليم، واستطاعت الفيلا الزجاجية والمصمم بها جراج ترى منه السيارة التي بداخله من وراء الحائط الزجاجي أن تلفت نظر الكثيرين حتى من الأشخاص غير المتابعين للمسلسل. على الجانب الآخر احتوى المسلسل على ألفاظ كثيرة خارجة وتلميحات جنسية أثارت الكثيرين حيث مثلت صدمة لجمهور الدراما الرمضانية الذي لم يعتد على هذه الجرأة في الألفاظ والشتائم مما أثار استياء الكثيرين من الجمهور، وعلى الرغم من كتابة تنويه في بداية تتر المسلسل بأنه يحتوى على ألفاظ وإيحاءات غير مناسبة إلا أنها مناسبة مع دراما المسلسل من وجهة نظر صناعه. إلا أن هذا التنويه غير كافٍ فمسلسل بمثل هذه الألفاظ والتلميحات الجنسية كان من الأولى كتابة لافتة "للكبار فقط". وعلى الرغم من أن المسلسل يتناول حالة إنسانية تستحق أن يتعاطف الجمهور معها وهي "حياة" التي تعاني من خيانة زوجها لها مع شقيقتها وخيانة والدتها لوالدها وحرمانها من ابنها الذي تنسبه أختها لنفسها وضياع 13 سنة من عمرها في مستشفى الأمراض النفسية وغيرها من الصراعات التي تعيشها مع عائلتها التي ترفض وجودها وتسعى لحبسها طول عمرها بهذه المستشفى، إلا أن الألفاظ والتلميحات الخارجة أساءت كثيراً للمسلسل كما أن الديكورات الفخمة جعلت الكثيرين يركزون عليها أكثر من تركيزهم في العمل نفسه. على الجانب الآخر رغم أن المسلسل يضم نفس فريق عمل مسلسل "مع سبق الإصرار" إلا أن جميع الممثلين حرصوا على الظهور بأدوار مختلفة تماماً للهروب من فخ التكرار حيث تقدم الفنانة غادة عبد الرازق شخصية تعرضت للظلم من كل أهلها وتعيش صراعاً داخلياً ما بين رغبتها في الانتقام منهم وما بين رغبتها في استرداد ابنها والتنازل عن حقها فيما فعله زوجها وأهلها معها. استطاع الفنان طارق لطفي أن يقدم ببراعة شخصية الطبيب النفسي الذي يتعاطف مع "حياة" ويساعدها في الهرب وحصولها على ابنها وميراثها، الأمر الذي يجعل دروه من أفضل الأدوار الثانية في المسلسل، حيث صنع لطفي للشخصية طريقة وأسلوباً مختلفاً في التعبيرات والانفعالات والمشاعر والأداء وحتى في المظهر الخارجي للشخصية. كذلك الفنان أحمد زاهر استطاع أن يقدم الشخصية الشريرة بشكل مختلف عن أدوار الشر التي قدمها من قبل لأن شخصية "يوسف" رجل الأعمال وشقيق حياة يعيش صراعاً نفسياً بين الطمع في المال والسيطرة على ميراث شقيقته وبين إحساسه بخيانة زوجته له، كما أنه بذل مجهوداً كبيراً في إنقاص وزنه ليظهر بهذا الشكل حرصاً منه على أن يتناسب شكله مع الشخصية. والفنانة روجينا التي تطل على جمهورها من خلال هذا المسلسل بشخصية لم تقدمها من قبل ونجحت في نقل انفعالات الشخصية وعصبيتها الشديدة بطريقة توضح مدى بشاعة هذه المرأة التي تخطف زوج شقيقتها وتنسب ابنها لنفسها وتتعامل مع كل من حولها بعدم احترام وعصبية شديدة. أما الفنانة رزان مغربي فالدور الذي قدمته عادي حتى الآن وكان من الممكن أن تقدمه أي ممثلة فهو ليس مؤثراً في الأحداث بشكل كبير فهي مجرد صديقة للبطلة المرأة القوادة التي تحاول مساعدة "حياة" وتوحي لها بأفكار لأخذ حقها من أسرتها.