من قاع جدول ترتيب المجموعة الرابعة إلى الصدارة فى بطولة الكونفيدرالية، رحلة «ضرب» خلالها فريق الكرة الأول بنادى الزمالك أروع الأمثلة فى الإصرار والعزيمة، ورد لاعبوه عملياً فى أرض الملعب على اتهامهم بالتقصير وأنهم ليسوا على قدر المنافسة القارية، وانفجرت طاقات اللاعبين فى ملعب برج العرب وأمطروا شباك جورماهيا الكينى برباعية صعدت بالفريق إلى قمة جدول الترتيب برصيد 8 نقاط، قبل خوض مواجهة الحسم أمام نصر حسين داى الجزائرى الأحد المقبل بالجزائر، والتى يحتاج خلالها الزمالك فقط إلى نقطة وحيدة لضمان التأهل إلى دور الثمانية فى البطولة، خاصة وأن نصر حسين داى وبترو أتليتكو لديهما 7 نقاط فى المركزين الثانى والثالث على الترتيب وأخيراً جورماهيا رابعاً بست نقاط. وقد أشعل فوز الزمالك المنافسة وأربك فرق المجموعة. ففى بداية مشوار دور المجموعات نظر الجميع إلى هذه المجموعة باعتبارها الأقل فنياً والأكثر سهولة، لكنها الآن تؤكد أنها مجموعة معقدة بدليل أن الفرق الأربعة لديها نفس الحظ فى التأهل لدور الثمانية وفق نتائج الجولة السادسة التى يضمن فوز أى فريق بها التأهل للدور التالي. ومع اعتراف الجميع بأن الزمالك نجح فى الدفاع عن سمعته وتاريخه من خلال «قلب الطاولة» على منافسيه فى الجولتين الرابعة والخامسة بفوزين متتاليين، إلا أن هذا النجاح سيتوقف على ما سيحققه الفريق فى الجولة الأخيرة والتى يحتاج فيها لنقطة التعادل، وإذا كان هناك من يعتقد أن هذا الأمر سهلاً، فهذا خطأ كبير خاصة أن صاحب الأرض يحتاج للفوز لضمان التأهل والتعادل يقصيه خارج البطولة، وهذه الحسبة البسيطة تؤكد أن القلعة البيضاء مقبلة على مواجهة صعبة جداً، لكن ما يبعث الاطمئنان هو أن الجميع استشعر معدن اللاعبين وقدراتهم الحقيقية وقت الصعوبات، والنتيجة تصدر فرق المجموعة الرابعة برصيد 8 نقاط. وفاجأ رئيس الزمالك لاعبيه بمنح مكافأة فورية 50 ألف جنيه بخلاف ما تنص عليه لائحة الفريق كنوع من التحفيز قبل السفر إلى الجزائر وخوض مواجهة نصر حسين داي، ولم تكن تلك المكافأة الوحيدة، بل أن رئيس الزمالك وعد كهربا وحميد أحداد برفع عقوبة غرامة ال300 ألف جنيه للأول بسبب إيقافه من قبل والثانى بسبب وقوفه على الكرة خلال مواجهة جورماهيا، شرط أن يحرز كل لاعب هدفين فى مرمى نصر حسين داى بواقع 150 ألف جنيه مقابل أى هدف يتم تسجيله، وبطبيعة الحال فإن رئيس النادى يسعى من خلال هذا لتحفيز لاعبيه لبذل الجهد وتسجيل الأهداف لتخطى هذه العقبة الصعبة والمهمة فى مصير الفريق بالبطولة القارية. وعاش الجهاز الفنى ليلة سعيدة تنفس فيها الصعداء بعد أن أنجز المطلوب بنسبة تقارب ال80% وتبقى خطوة واحدة لحسم التأهل، وتحدث جروس عن براعة لاعبيه فى تنفيذ الأفكار وسعادته بالأهداف الأربعة وغضبه فى نفس الوقت بسبب ضياع أكثر من فرصة كانت كفيلة بخروج الفريق بنتيجة أكبر. وقال جروس: حققنا الأهم وهو الوصول للنقطة الثامنة وتصدر المجموعة، لكن مازال ينتظرنا الأهم وهو مواجهة نصر حسين داي، والتى نحتاج خلالها لنقطة لضمان التأهل، لكننا سنلعب على الفوز وحصد النقاط الثلاث. أما أمير مرتضى المشرف على الكرة فقال: الفريق عاد لموقعه الطبيعي، وتصدرنا المشهد، وأصبح مصير الفريق فى أقدام لاعبيه. وعلى صعيد آخر، ساد ارتياح داخل الجهاز الفنى بعد تأجيل مواجهة المقاولون رسمياً إلى 20 مارس الجارى بدلاً من الخميس القادم، لتتاح الفرصة أمام الجهاز الفنى للإعداد بشكل سليم لآخر مباراة فى دور المجموعات الأحد المقبل أمام نصر حسين داي، ويبدأ الفريق تدريباته اليوم بعد راحة سلبية 24 ساعة أمس عقب الفوز الكبير على جورماهيا الكينى.
