أيام ويبدأ عرس السينما العالمية في مصر.. هاهو مهرجان القاهرة يتخطي أزماته ويعود ليحتضن كافة المدارس السينمائية في العالم وهي فرصة لعشاق الفن السابع ليشاهدوا أحدث ما أنتجته استديوهات السينما من أفلام وتجارب جديدة . مهرجان القاهرة يحتفل هذا العام بدورته ال35 كأبرز المهرجانات في المنطقة العربية وأكثرها رسوخا وتميزا، فهو ينطلق من مصر التي عرفت صناعة السينما قبل أكثر من مائة عام ، حققت ومن خلال فنون الغناء والثقافة وحدة عربية لم تفلح في تحقيقها خطب الزعماء وخطط الساسة . يعود المهرجان ببداية جديدة بعد أن تأجلت دورة العام الماضي للظروف السياسية التي أحاطت بمصر عقب ثورة 25 يناير ليستمد من هذه الثورة روح جديدة تنطوي علي تحد واصرار وثقة وايمان باقامة دورة ناجحة تؤكد مكانة بلادنا وقدرتها علي الصمود والوقوف من جديد. يحتل مهرجان القاهرة السينمائي المركز ال11 في قائمة المهرجانات العالمية والذي كاد أن يفقده ويشطب من قائمة هذه المهرجانات من قبل الاتحاد العالمي للمنتجين الذي تفهم الظروف السياسية المحيطة بمصر عقب ثورة شعبها علي الفساد ووافق عل تأجيل دورة العام الماضي ، غير أن الخلافات كادت تعصف بالمهرجان والنزاع القانوني بين جمعية كتاب ونقاد السينما وجمعية مهرجان القاهرة كاد يؤجل هذه الدورة أيضا وكان هذا كفيلا بشطب المهرجان من قائمة المهرجانات العالمية وهو ما يمثل خسارة كبيرة لأنه يهدر جهود جبارة قام بها الراحل سعد الدين وهبة ورفاقه للحصول علي صفة الدولية ولأنه أيضا يحتاج لجهود سنوات أكثر لاستعادة الثقة به . قرار وزير الثقافة د.صابر عرب باقامة المهرجان تحت اشراف وزارة الثقافة كان طوق النجاة لانقاذ هذه الدورة التي تحتاج دعم جميع الهيئات الرسمية والقائمين علي صناعة السينما في مصر ووزارة السياحة التي يجب أن تستغل هذه الفرصة الذهبية للترويج السياحي . فالمهرجان رغم ميزانيته المحدودة يمثل نافذة نطل منها علي أحدث الابداعات العالمية في الفن السابع ، كما أن نجاحه يعد شهادة لمصر أمام العالم باستقرار أحوالها وهو ما نحتاجه بشدة في هذه الأوقات العصيبة. ويجسد تعامل الفرنسيين مع مهرجان كان السينمائي نموذجا لما يمكن أن يتوفر لهذا الحدث من خلال مشاركة ودعم الجمهور والمستفيدين منه ، فعلي الرغم من الميزانية الهائلة المخصصة لمهرجان كان والتي تبلغ 50 ألف دولار ، نجد أن معظم سكان الضاحية الفرنسية يدعمون المهرجان حتي نقابة سائقي التاكسي هناك والتي تجد في المهرجان موسما سياحيا لا يتكرر سوي مرة واحدة سنويا.فيحقق رواجا لمدينتهم ولفرنسا كلها. أنني أتمني أن يحظي مهرجان القاهرة ببعض من هذه المساندة من الفنانين الذين يجب ألا يكتفوا بحضور حفلي الافتتاح والختام وحفلات المهرجان وينصرفوا عن المشاركة في الندوات والأفلام وهذا هو الأهم ،اذ أن المهرجان يعد فرصة كبيرة لمشاهدة مدارس سينمائية مختلفة واتجاهات جديدة في المعالجة والأداء والتصوير والمونتاج. الجمهور أيضا من عشاق السينما وما أكثرهم في بلادنا يجب أن يساند المهرجان بحضور العروض خاصة وأنه سيتاح له ولاول مرة دخول كل الأفلام ببطاقة واحدة بسعر مخفض لتشجيع جمهور الفن السابع وسوف يجد أفلاما عربية وغربية ترضي كافة الأذواق ونأمل أن يكون المهرجان فرصة لكي نستزيد ثقافة ومعرفة بالفن الساحر فن السينما. نأمل أيضا أن ينعكس المهرجان ايجابيا علي صناعة السينما في بلادنا والتي تمر بظروف انتاجية وتسويقية صعبة ففي ظل تواجد شركات الانتاج العالمية والعربية ،نأمل أن تعقد اتفاقيات في الانتاج المشترك أو الترويج لمصر كمكان يسوعب بامكاناته السياحية تصوير الأفلام العالمية بعد أن نجحنا بجارة في تطفيش أهم الأفلام من التصوير في مصر. أن أخبار النجوم من منطلق ايمانها بأهمية هذا المهرجان لمصر فنيا وسياحيا تري أن مساندته واجب وطني وقد بدأنا بأنفسنا وقررنا اصدار هذا العدد الخاص عن المهرجان في دورته ال 35 التي تحوي مفاجآت عديدة بين يديك عزيزي القارئ عدد مميز جدا يتضمن كل شئ عن مهرجان القاهرة.