اسمحوا لي أن أتحدث اليوم عن تجربتي مع مجلة اخبار السيارات وانطلاقتها الجديدة ضمن خطة تطوير ضخمة نقوم بها وبدعم كبير من قيادات المؤسسة ، فعندما شرفت بتولي قيادتها كنت في حالة قلق شديد لأن كل زملائي رؤساء التحرير كل منهم تولي الاصدار المتخصص فيه ، ومن السهل جدا التطوير والعمل ، ولم يزعجني تخصص لم توجد خبرة سابقة لي فيه لايماني بأن الصحفي المحترف يستطيع ان يحقق النجاح في أي مجال وتجاربي السابقة في تولي مجلات وجرائد مختلفة التخصصات وما تحقق لها من نجاح يعطي مؤشرا بقبول التحدي ، ولكن هذه التجارب نجحت لأنني صاحب الاختيار في الفريق المتعاون ، ولكن هل ستتوفر هذه العناصر وما مدي الحرية التي ستمنح لي لاختيار العناصر المتميزة التي تتضافر لتحقيق انطلاقة كبري تليق باسم أخبار اليوم كمؤسسة عريقة مشهود لها في العالم العربي ، وهل الانطلاقة الصحفية بمفردها هي كل النجاح ، فمن السهل تحقيقها بالبذخ في الانفاق ولكن العائد المادي هو الأهم ، فكم من الاصدارات التي نجحت صحفيا وحققت توزيعا ولكن النتيجة النهائية خسائر بالملايين . أياما طويلة وقاسية لم أنام وأنا عاكف علي قراءة جميع المجلات العالمية المتخصصة في السيارات , وبحث في جميع المواقع علي شبكة الانترنت ، جلسات عمل مع أصدقاء في المهنة أستمع اليهم ، وأتعرف علي السوق ومفرداته ، أتعرف من القراء عن الماده المحببة والشيقة التي تجذبهم لمثل هذه المجلات ، وباعة الصحف والموزعين لأتعرف منهم عن سر الصنعة . التحديات كثيرة والطريق ليس ممهدا ولكنه التحدي الذي أحبه والصعاب التي أعشقها !. ما هي الرؤية والي أي مدي يصل الطموح وما هي الأدوات ؟ بالطبع لكي أحقق أي نجاح لابد أن تكون لي رؤية واضحة للتطوير وتحقيق النجاح بشقيه الصحفي والاعلاني ، الصحفي نملك منه الكثير بخبرات من يعملون بالمجلة مثل هلال عويس مدير التحرير وله باع طويل في التخصص وعلاقات متميزة ومتشعبه من المصادر، ومعه رانيا غنيم سكرتير التحرير التي تحولت لمحررة ، والمحررة المتميزة هند عبدالرحمن التي انتقلت للشقيقة الكبري جريدة اخبار اليوم ، وشاركني المسئولية الصديق العزيز زكريا أبوحرام مدير تحرير مجلة أخر ساعة ووقف الي جوارنا أخي الأكبر وليد عبدالعزيز مدير تحرير الأخبار ، وتولي مسئولية الديسك المركزي الصديق سالم الحافي مدير تحرير كتاب اليوم والذي انتقل رسميا للمجلة مؤخرا ، والعنصر الهام والذي حقق لي رؤيتي في مجلة ب »ديزاين« عالمي ومحتوي عربي وتفوق علي نفسه وجعل عناصر النجاح الصحفي تظهر بشكل مبهر هو أخي الأصغر أحمد كمال سكرتير تحرير الأخبار وعبقري الاخراج الصحفي ، فلمساته الساحرة غيرت شكل المجلة تماما وكانت هي المؤشر الحقيقي للانطلاق ، وكان هو فريق العمل الذي تحمل المسئولية بحب وحماس. كتيبة إعلانات الشق الأخر الذي تحمل المسئولية الأكبر هم الزملاء الذين يعملون في اعلانات السيارات ، ولم أكن أتصور أن هذه الفرقة شكلت كتيبة تملك من القوة والصلابة ما يجعلها توافق علي التحدي ، وكانت طلباتهم بسيطة للغاية ألا وهو ظهور منتج يليق بمؤسسة أخبار اليوم ، وبالفعل تحملت هذه الكتيبة مهمة مضاعفة عدد الصفحات الاعلانية مع زيادة عدد صفحات المجلة للنصف لتصبح 100 صفحة بدلا من 68? وشاهدت الاخلاص والعزيمة في رجال لا يمكن ان أصفهم الا بالأبطال فقد حققوا ما وعدوا به ، ولهذا أرفع لهم القبعة جميعا وأشكرهم علي جهودهم وهم أشرف أحمد ، أسامه البلك ، عصام عمر ، عماد سالم ، طارق عبدالمنعم ، محمد عزب ، ولن أنسي مجهود الكبار ميشيل فهمي ومجدي كمال ، حسين اسماعيل ، عادل القشيري ،ومعهم الشباب اسلام الأبجي وهشام بونو وحازم البنا ، ومعهم أخرون ممن يعشقون النجاح ويساهمون في صنعه يقودهم صاحب الخلق سعيد البنا مدير عام الاعلانات ومساعداه ضياء حافظ وأسامه كمال ، ولن أنسي مساهمات المحترم حسن فرغل . أخبار سارة الجميع أنجز المهمه بنجاح حتي الجندي المجهول محمد عبده الذي قدم لنا مساعدات لوجستية لا تنسي ، يبقي فقط الانجاز ، ولكن هناك عائق بسيط هو موعد افتتاح معرض باريس الدولي للسيارات ، وهو الحدث الأهم عالميا ومحليا وانتظاره يؤجل الطبع أسبوعا ، فكان قرار التأخير في الطباعة وعمل ملف كامل لهذا المونديال السنوي ، وكان التأجيل في صالحي للوفاء برحلة عائلية أسرية الي الولاياتالمتحدة الأمريكية ، وهناك كانت البروفات تصلني بشكل يومي علي الايميل ، وقبل أن أخرج من مطار القاهرة بعد وصولي كان تليفون الأستاذ أحمد سامح رئيس مجلس الادارة يطمئن علي المجلة ، واتفقت معه علي ذهابي مباشرة للجريدة ولقائه لاطلاعه علي ماتم من خطوات ، وهو ما حدث بالفعل والتقيت مع أسرة التحرير وقضينا ليلة معا في ارسال الصفحات كانت الأصعب في حياتي ، ليس من عدم النوم لليلتين ، وانما انتظار للنتيجة ، والحمد لله كانت مطمئنة وذهبت للنوم لأستيقظ من جديد علي مكالمة تهنئة من الأستاذ أحمد سامح بعد أن وصلته المجلة من المطبعة بقوله " لقد أنجزتم عملا يليق باسم أخبار اليوم " فشكرا لكم !!. طفرة في التوزيع توالت ردود الأفعال الطيبة والتهاني من الزملاء والقراء وموزعي الصحف ، وكانت مكالمة الأستاذ سعيد عبده رئيس قطاع التوزيع هي الفارقة والتي حملت لنا الخبر السعيد :" ألف مبروك لقد حققتم انجازا كبيرا لقد تضاعف حجم التوزيع ، وبلا مرتجعات ، والموزعين يريدون مضاعفة الكميات " .. انه خبر بقدر ما أسعدني الا أنه حملنا عبء مضاعفة النجاح ، وعلي الله قصد السبيل . يبقي الطموح الي أي مدي يصل طموحك ؟ هذا السؤال أردده مع نفسي دائما ، فطموحي مضاعفة عدد الصفحات أيضا والوصول بالمجلة الي العالمية بعد أن احتلت القمة عربيا ، وانشاء موقع خاص بالسيارات بجانب موقع المجلة يكون هو الموقع الأول عربيا ثم عالميا ، فالسيارة أصبحت سلعة لا يستغني عنها الانسان وحلم الشباب ، وموضوعاتها وطرازاتها متجددة دائما ، وأدعو الله عز وجل أن يوفقنا في مهمة صعبة ولكنها شيقة ويحقق طموحنا الذي نصبو اليه .