مجلة أكتوبر ترجمة حقيقية لروح نصر أكتوبر العظيم فى «73» التى كانت تجيش وتتفاعل فى صدور جموع المصريين خلال تلك الحقبة التاريخية، حيث أهلت طوائف الشعب للوحدة والتماسك كيد واحدة وعزيمة على النصر. فكان لابد من قرار الرئيس الراحل أنور السادات صاحب قرار الحرب بإصدار صحيفة تخلد أسطورة النصر، فوكل الأستاذ والفيلسوف الكبير أنيس منصور- رحمه الله- فى وضع سياسة تحريرها وتأسيسها.. وأخذ على عاتقه المسئولية وطبع عدة أعداد تجريبية حتى صدر عددها الأول فى 31 أكتوبر 1976 وسرعان ما صعدت إلى سماء الصحافة وصارت نجما. وكان مخطط لها أن تكون مؤسسة صحفية قومية مستقلة بذاتها تصدر المجلة وصحفها التابعة لها.. ولكن لم يمهل القدر تحقيق هذا الحلم ومات فى مهده.. واستمرت تصدر من دار المعارف. وتجسيد فلسفة روح أكتوبر وتخليدها كان الهدف الحقيقى فى إصدارها، واستطاع «الأستاذ» بمهنية صحفية متميزة فى ترجمتها وشاركه العمل تلاميذه وأبناؤه من كُتاب وصحفيى المجلة، وحاولوا الاستمرار والسير على نفس الخطى.. ثم تراجعت تحت ضغط وتوجهات النظام السابق، ولكن سرعان ما عادت الروح إليها وتفجرت على صفحاتها بعد ثورة 25 يناير، لأن روح المجلة ترفض الفساد والهيمنة ولا تستقيم معها. والذى يعرفه الجميع أن «الأستاذ» أول من طبق عليه الإحالة إلى المعاش عند بلوغه سن الستين، وذلك فور تولى الرئيس المخلوع الرئاسة.. واستشعر أبناؤها فترة تجاهل خلال هذه المرحلة. ونعود إلى نجاح «الأستاذ» فى رسم الملامح الرئيسية للمجلة وترسيخ قدميها على الأرض لتنافس فى ذلك التوقيت أعتى الصحف ويرتفع بتوزيعها إلى أرقام قياسية حتى سمعنا لأول مرة الطبعة الثانية لمجلة أسبوعية.. وكان يتناقل عنها لوكالات الأنباء العالمية.. وفتحت صفحاتها لكبار الكتاب والمفكرين.. وتنوعت صفحاتها وأخبارها من السياسى إلى الطريف. وأصدر «الأستاذ» ملاحق متخصصة ومتنوعة مع المجلة تعبر عن خطط التنمية والمشروعات المستقبلية الحضارية التى كان يؤمّل لها أن ترقى بمصر إلى مكان الصدارة فى العالم. نعم نجح مع تلاميذه فى أن يتلهف القارئ على شرائها أسبوعيا ويحرص عليها فأصبح لها قارئ منتظم رغم ما واجهته من معوقات وتحاول الآن تجاوزها. ترك «الأستاذ» الدنيا فى شهر أكتوبر حتى تتواكب ذكراه دائما عند إصدار كل عدد.. فهو فى ذمة الله ورحمته.. وعزاؤنا عودة روح أكتوبر إلى صفحاتها مرة أخرى..