يترقب العالم نتائج الانتخابات الأمريكية من أجل معرفة أين ستتجه دفة السياسة الأمريكية في حال فوز المرشح الجمهوري ميت رومني، أو الديمقراطي بأراك أوباما بالرئاسة. وفي نفس السياق تسود حالة من الجدل داخل الأوساط السياسية المصرية، تجاه سياسة البيت الأبيض في الشرق الأوسط، في حال فوز أحد المرشحين بالرئاسة الأمريكية. يتوقع أستاذ العلوم السياسية د. جمال زهران، في حال فوز المرشح الجمهوري ميت رومني، بأن الولاياتالمتحدة ستدخل في مواجهة مع إيران، وأن أوضاع منطقة الشرق الأوسط ستكون غير مستقرة، على خلفية الخلايا الإرهابية الإرهاب المنتشرة في عدة دول بالمنطقة، مرجحا احتمالية التدخل الأمريكي في عدة مناطق بالشرق الأوسط. وأضاف زهران، أن سياسة الولاياتالمتحدة عادة ما تميل في عهد الجمهوريين إلي العنف وإثارة الأزمات، إذ يعتقدون أن ذلك قد يؤدي لخروج مرشحهم من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع الأمريكي والتي ظهرت بشدة في فترة رئاسة الديمقراطي باراك أوباما الذي لم ينجز في هذا الملف كما أنجز فيه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. وأوضح أن استمرار بوش الابن لفترتين رئاسيتين جاء بسبب حربه في في أفغانستان والعراق، على عكس باراك أوباما والديمقراطيين الذين يميلون للهدوء والاستقرار. وأشار زهران إلى أن فوز رومني سيؤدي إلي اشتعال ثورات جديدة في الدول العربية نتيجة الضغط التي سيمارسها الجمهوريون على النظم الحاكمة، وتوقع زهران فوز ميت رومني بالرئاسة الأمريكية. وعن القضية الفلسطينية وموقف كلا المرشحين منها، قال زهران إن القضية الفلسطينية لم تتقدم في عهد أوباما، حيث يرى زهران أن الولاياتالمتحدة لا تعترف حتى الآن بالقضية الفلسطينية، وأن أوباما قد افتقد للمصداقية في هذا الملف، وقال إن تأكيد رومني على أن القدس هي عاصمة لدولة إسرائيل هو شعار انتخابي الهدف منها جذب الأصوات اليهودية. من جانبها قالت أستاذة العلوم السياسة والمتخصصة في الشأن الأمريكي د.شرين فهمي، أنه في حالة فوز أوباما بالرئاسة لفترة ثانية، ستكون السياسة الأمريكية الخارجية تجاه المنطقة العربية هي نفس سياسة بوش الابن، ولكن بوجه أكثر مرونة. وأوضحت أن أوباما سيدعم إسرائيل في عملية تهويد القدس، أما بالنسبة لدول الربيع العربي فسيعمل أوباما على جذب الإسلاميين إلي سياسة البيت الأبيض، وإيهامهم بأنه يوالي عمليات التحول الديمقراطي اهتماما أمريكيا، ولكن في نفس الوقت ستبقي أزمات دول الربيع العربي معلقة. وأضافت أن أوباما سيسعى لكي تظل المنطقة العربية تابعة للولايات المتحدة ولن يسمح لدول المنطقة بفرصة الاستقلال الوطني والسياسي والاقتصادي لأن الولاياتالمتحدة استمرت في الهيمنة على المنطقة العربية لمدة 30عاما.
وأوضحت أنه في حال فوز ميت رومني، فإن سياسته ستكون هى نفس سياسة الجمهوريين ولكن بوجه قبيح. وقالت إن الفارق بين المرشحين هو أن السياسة واحدة ولكن قد تمارس بوجه قبيح لرومني أو وجه جذاب لأوباما. وأضافت أن رومني سوف يسير على نهج الجمهوريين وسياستهم التي تتسم بالتعصب تجاه المسلمين وتجاه العرب، وسيكون شرسا جدا في التعامل مع العالم العربي والإسلامي، وأنه سيعمل على دعم إسرائيل وسيعيد سياسة الحرب ضد الإرهاب. وقالت أن بارك أوباما قد أشار في خطابه السابق بجامعة القاهرة إلى أنه سيحافظ على المصالح الإسرائيلية بالمنطقة، موضحة أن الحزب الديمقراطي والجمهوري يجمعهما أهدافا واحدة ولكن الفارق بينهما هو طريقة أداء كل حزب، فالسياسة الأمريكية واحدة والمرشح الجمهوري أو الديمقراطي ملتزماً بتنفيذها.