الأحد ال4 من نوفمبر هي الذكرى ال17 لرحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين على خلفية توقيعه اتفاقية أوسلو للسلام على يد اليهودي المتطرف إيجال أمير. ولد رابين بمدينة القدس عام 1922 لأبوين روسيين، درس في المدرسة الزراعية اليهودية "كادوري" بالجليل، وانضم إلى قوات البلماح عام 1941 و التي تعد القوى المحركة للعمليات التي كانت تشنها الكتائب اليهودية على المواطنين الفلسطينيين.
وتدرج رابين في المناصب داخل تلك القوات المتطرفة ليشغل منصب نائب رئيس القوات ومن بعدها أصبح هو القائد لتلك القوات و لعب تلك القوات دوراً هاماً بحرب فلسطين عام 1948 و التي هزمت بها الدول العربية. وشغل رابين منصب قائد أركان حرب القوات المسلحة الإسرائيلية في الفترة من عامي 1964 و 1968 وهي الفترة التي شهدت حرب67 و التي فقد خلال العرب أجزاء من أرضيهم و احتلت إسرائيل سيناء و هضبة الجولان و الضفة الغربية و قطاع غزة و القدسالشرقية.
وتحول رابين بعد تفوق القوات الإسرائيلية على الجيوش العربية إلي بطل قومي للكيان الصهيوني و مثل أعلى لعدد من الشباب اليهودي.
وتقاعد رابين من الجيش الإسرائيلي عقب الحرب وعُين سفيراً لإسرائيل لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1968 . وفي عام 1974 وقعت أزمة سياسية بإسرائيل عقب إعلان تقرير بشأن مدى استعداد الجيش لحرب أكتوبر 1973، و أدت ردود الفعل الغاضبة داخل الدولة العبرية إلى إجبار رئيسة الوزراء آن ذاك جولدا مائير على الاستقالة وتم انتخاب رابين رئيساً لحزب العمل و يخلف جولدا مائير في رئاسة الوزراء. ولم يستمر رابين في رئاسة الوزراء سوى عامين فقط حيث أجبر عام 1976 على الاستقالة من منصبة عقب الفضيحة المالية التي تسببت له فيها زوجته و التي كانت تمتلك حسابات غير مشروعة ببنوك الولاياتالمتحدةالأمريكية . ولم يبتعد رابين كثيراً عن المناصب الحكومية داخل إسرائيل حيث شغل منصب وزير الدفاع في الفترة ما بين 1984 حتى 1990 وكان من أول قراراته و الذي يعد الخطوة الأولى له نحو السلام سحب الجيش الإسرائيلي من لبنان و التي كان قد اجتاحها في عام 1982 . وفي ال13 من سبتمبر عام 1993 و على الرغم من تعامل رابين العنيف مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى وقع على اتفاقية أوسلو و التي كانت أول اتفاقية رسمية بين الجانب الإسرائيلي متمثلاً في رابين و الجانب الفلسطيني متمثلاً في الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات برعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون . ونصت الاتفاقية على منح منظمة التحرير الفلسطينية الحكم الذاتي على عدد من المناطق التي احتلتها إسرائيل و الذي عرف باسم اتفاق "غزة و أريحا " و تم منح رابين نوبل للسلام عقب تلك الاتفاقية مناصفة بينه وبين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات و شيمون بيرز . سادت أجواء من الغضب داخل المجتمع اليهودي وبخاصة المنتمين للتيار اليميني المتطرف الذي نادي باغتياله لخيانته لإسرائيل . ولم يكتفي رابين بالسلام مع فلسطين فقط ولكنه قام بعمل اتفاقية أخرى مع الأردن سميت باسم وادي عربة وهي معاهدة سلام تناولت الحدود الفاصلة بين الدولتين والمارة بوادي عربة في 26 أكتوبر 1994 . وكانت خطوات رابين الهادفة نحو السلام أثارت غضب اليمين المتطرف داخل إسرائيل و التي وصلت لحد المطالبة بقتلة و الذي نجح في تنفيذ هذا المخطط كان أحد الشباب ويدعي إيجال أمير وتمت عملية الاغتيال بثلاث رصاصات في الظهر خلال الاحتفالات الإسرائيلية بالسيطرة على الانتفاضة الفلسطينية وكانت الإصابة قاتلة إذ مات على إثرها على سرير العمليات في المستشفى عندما حاول الأطباء إنقاذ حياته.