تبدأ فعاليات اللقاء الفكري الذي ينظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بعنوان "مستقبل حرية الفكر والتعبير في مصر"، مساء الجمعة بالإسكندرية. ويستمراللقاء لمدة يومين بمشاركة نخبة من المفكرين وأساتذة الجامعات وعدد من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية وشباب الإعلاميين من جميع وسائل الإعلام المختلفة وشباب الأكاديميين من مختلف جامعات مصر. صرح بذلك مدير عام الهيئة القبطية القس أندريه زكي، والذي أضاف أن الحق في حرية الرأي والتعبير دعامة أساسية للدول ذات النظام الديمقراطي فالإنسان بطبيعته يحتاج إلى التعبير عن ذاته وحرية الرأي هي خير وسيلة لهذا التعبير فهي تتيح للفرد أن يعبر عن رأيه في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، الأمر الذي يساهم في تكوين رأي عام مستنير قادر على تقدم المجتمع ورفاهيته من خلال بلورة الأفكار والبرامج والسياسات ومراقبة القائمين على تنفيذ هذه البرامج على نحو يحول دون انحرافهم عن تحقيق رفاهية المجتمع وتحقيق مصلحة كافة أفراد وفئات المجتمع . وأضاف د.أندريه زكي قائلا: لعل المبادرة الأولى التي تكتسب أهمية كبيرة ولافتة في هذا السياق، هي مبادرة شيخ الأزهر فضيلة د.أحمد الطيب الذي يعمل جاهدا على استعادة الدور التنويري والإصلاحي القديم للمؤسسة الدينية، هذه المبادرة تجسدت في الوثيقة التي أصدرها ودعا نخبة من المثقفين والمفكرين والسياسيين المصريين إلى مناقشتها، وعرفت باسم "وثيقة الأزهر"، ومما جاء فيها: "تلتزم منظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والمرأة والطفل، وتأكيد مبدأ التعددية واحترام الأديان السماوية، واعتبار المواطنة مناط المسؤولية في المجتمع، والاحترام التام لآداب الاختلاف وأخلاقيات الحوار، وضرورة اجتناب التكفير والتخوين واستغلال الدين واستخدامه لبعث الفرقة والتنابذ والعداء بين المواطنين". حظيت هذه الوثيقة باهتمام كبير لدى المثقفين والنخب المصرية لما فيها من حرص على تأكيد مبادئ حرية الفكر والاختلاف، من دون إخلال بتأكيد حرية النقد، شرط التقيد بالنهج العلمي والتزام آداب الحوار. وأختتم د.أندريه تصريحاته بأن هذا اللقاء سوف يتناول عدد من المحاور من بينها: قراءة في واقع حرية الفكر والتعبير في مصر بمشاركة كل من وزير الثقافة الأسبق د.جابر عصفور والأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية سابقا د.محمد الشحات الجندي والكاتب الصحفي والإعلامي الأستاذ حسين عبد الغني، وجلسة رؤية وطنية لحرية الفكر والتعبير بمشاركة كل من مستشار شيخ الأزهر للحوار د.محمود عزب والكاتب الصحفي والخبير الإعلامي الأستاذ ياسر عبد العزيز ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان الأستاذ حافظ أبو سعده، وجلسة التشريعات وحرية الفكر والتعبير بمشاركة كل من رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر د.القس صفوت البياضي ورئيس محكمة النقض السابق المستشار محمود الخضيري والفقيه القانوني والدستوري د.جابر نصار.