واصل الجمهوريون الضغوط على الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب مقتل أربعة أمريكيين في ليبيا. وقال عضو بارز في مجلس الشيوخ إن الهجوم يدعم مزاعم حملة ميت رومني بأن سياسة أوباما الخارجية "تتفسخ". واستغل رومني مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية طريقة تعامل إدارة أوباما مع الهجوم على المجمع الدبلوماسي في بنغازي بليبيا لمحاولة تقويض مصداقية سياسة الرئيس قبل الانتخابات المقررة في السادس من نوفمبر تشرين الثاني. وثارت تساؤلات بشأن ما حدث في بعثة بنغازي في مناظرة جرت بين جو بايدن نائب الرئيس وبول رايان المرشح للمنصب على قائمة رومني والذي انتقد "تفسخ سياسة أوباما الخارجية". ويتجه الجمهوريون إلى تكثيف الهجوم في المناظرة القادمة بين أوباما ورومني والمقررة الثلاثاء 16 أكتوبر في نيويورك. وقال لينزي جراهام العضو الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بقناة سي.بي.إس "إما أنهم يضللون الشعب الأمريكي أو أنهم يفتقرون الكفاءة بدرجة لا تصدق." وقال البيت الأبيض في البداية إن الهجوم على بعثة بنغازي كان رد فعل عفويا من جانب مسلمين أغضبهم فيلم مسيء للنبي محمد أنتج في كاليفورنيا. وبعد أيام وصفت الإدارة الأمريكية ما حدث بأنه هجوم إرهابي في الذكرى السنوية الحادية عشر لهجمات 11 سبتمبر عام 2001 . وقال جراهام إن تصريحات إدارة أوباما الأولى بشأن الهجوم الذي قتل فيه السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين استهدفت إخفاء حقائق من اجل الحفاظ على "الرواية" الوردية للنجاح في ليبيا وفي المعركة الأكبر ضد تنظيم القاعدة. وأضاف "أعتقد أن الاعتراف بأن السفارة هوجمت من قبل أعضاء القاعدة وبأنه لم يتحقق نجاح في ليبيا يتناقض مع تلك الرواية." وأضاف "بن لادن ربما يكون قد مات لكن القاعدة مازالت حية وتشن هجمات مضادة في المنطقة بأسرها... والحقيقة هي إن اختيارات الرئيس أوباما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية تسمح للمنطقة بأن تتفكك." جاء هجوم جراهام بعد ان قال رومني إن بايدن أدلى بتصريحات تتناقض مع ما ذكره مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية قبل ذلك بيومين بشأن ليبيا. وهاجم رومني تصريحات أدلى بها بايدن إثناء المناظرة مع رايان. فعندما سئل بايدن إن كان المجمع الدبلوماسي الأمريكي في بنغازي بليبيا قد طلب مزيدا من الأمن قبل الهجوم قال "لم يبلغونا بأنهم يريدون مزيدا من الأمن. لم نعرف أنهم كانوا يريدون مزيدا من الأمن." وكان مسؤولان بوزارة الخارجية الأمريكية قد قالا في شهادة تحت القسم خلال جلسة بالكونجرس في واشنطن إنهما طلبا مرارا تعزيز الأمن في المجمع. وقال رومني خلال تجمع انتخابي في ريتشموند "إنه يتشبث بإنكاره." ودافع البيت الأبيض عن بايدن قائلا انه كان يتحدث باسمه وباسم أوباما وليس باسم مسؤولين آخرين. وقال روب بورتمان السناتور الجمهوري عن أوهايو الذي يساعد رومني في التحضير للمناظرة القادمة التي ستجري الثلاثاء 16 أكتوبر من خلال القيام بدور أوباما إن الأمريكيين "يستحقون تفسيرا" لما حدث في بنغازي. وقال بورتمان لقناة إيه.بي.سي "يريد الناس ان يعرفوا شيئين: لماذا لم يتواجد الأمن هناك ولماذا حاولت الإدارة باستماتة إعطاء انطباع خاطي لما حدث. لقد خرجت عن المسار لإعطاء الانطباع بأن ما حدث كان سببه فيلم فيديو لكن الأمر لم يكن كذلك." ودافع ايليا كامنجز النائب الديمقراطي عن ماريلاند عن طريقة التعامل مع الهجمات واتهم الجمهوريين بتصيد الأخطاء.