حذر رئيس الوزراء التركي طيب أردوجان، الجمعة 5 أكتوبر، من أن بلاده "ليست بعيدة" عن خوض حرب مع سوريا بعد هجمات عبر الحدود بين البلدين هذا الأسبوع مما يسلط الضوء على خطر انزلاق دول الجوار إلى الصراع الدائر في سوريا الذي بدأ بانتفاضة لإسقاط الرئيس بشار الأسد. وفي خطاب حماسي أمام حشد من الجمهور في اسطنبول، حذر أردوجان حكومة الأسد من أنها سترتكب خطأ فادحا إذا اختارت خوض حرب ضد تركيا. وجاء خطاب أردوجان بعد سقوط قذيفة مورتر على بلدة بجنوب شرق تركيا مما تسبب في مقتل خمسة مدنيين، الثلاثاء 3 أكتوبر. وقصفت المدفعية التركية أهدافا عسكرية سورية، يومي الأربعاء 4 أكتوبر والخميس 5 أكتوبر، ردا على الهجوم السوري مما أسفر عن مقتل عدد من الجنود السوريين وصرح البرلمان التركي بشن هجمات عبر الحدود في حالة وقوع مزيد من الاعتداءات على الأراضي التركية. وقال أردوجان "نحن لا نريد حربا لكننا لسنا بعيدين عنها أيضا." وأضاف "وأقول لمن يحاولون اختبار قدرة تركيا على الردع والحسم وقدراتها من هنا إنهم يرتكبون خطأ قاتلا." وأدان مجلس الأمن الدولي الهجوم السوري على البلدة التركية ودعا إلى الوقف الفوري لمثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي. وقالت الولاياتالمتحدة أنها تقف إلى جوار تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي وتساند حقها في الدفاع عن نفسها ضد الأعمال العدائية التي تتعرض لها بسبب الحرب في سوريا. وكان العنف عبر الحدود الأسبوع الحالي هو الأخطر حتى الآن منذ بدء الصراع. وتستضيف تركيا أكثر من 90 ألف لاجئ سوري وتخشى من حدوث تدفق للاجئين على غرار نزوح نصف مليون من اكراد العراق إلى أراضيها بعد حرب الخليج عام 1991. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن نحو 180 شخصا قتلوا في انحاء سوريا في اعمال عنف يوم الخميس بينهم 48 جنديا من القوات الحكومية. وقال معارضون سوريون مسلحون أنهم سيطروا على قاعدة للدفاع الجوي بها كمية من الصواريخ خارج دمشق في تقدم نادر نحو المدينة بعد سلسلة من الانتكاسات التي واجهتها المعارضة في العاصمة. ويظهر مقطع مصور على موقع يوتيوب اقتحام قوات المعارضة المسلحة للقاعدة في منطقة الغوطة الشرقية على بعد بضعة كيلومترات إلى الشرق من دمشق يوم الخميس. واظهر المقطع المصور عشرات من قوات المعارضة السورية يرتدون ملابس عسكرية ويحتفلون بينما يتصاعد الدخان الاسود من منشأة عسكرية من خلفهم. ويقول رجل في منتصف العمر يحمل بندقية ان القوات التي شنت الهجوم على القاعدة هي كتيبة من بلدة دوما. وأظهرت اللقطات المصورة أيضا قوات معارضة بالقرب من كمية من الأسلحة بينها ما بدا أنها صواريخ ارض-جو. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من صحة هذه اللقطات. وتفرض السلطات السورية قيودا على عمل الصحفيين في سوريا.