ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن أكراد سوريا يحاولون حاليا تنظيم شكل حياتهم. ويحاول العديد منهم الانتقال للإقامة في المناطق الشمالية الشرقية من البلاد في محاولة لنيل الانفصال والحصول على حكم ذاتي خاص بهم عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا. واستدلت الصحيفة، في مقال أوردته على موقعها الألكتروني، الثلاثاء 2 أكتوبر، على هذا الطرح بقيام أكراد سوريا بفتح أقسام للشرطة ومحاكم ومجالس محلية خاصة بهم في المناطق الواقعة بشمال شرق البلاد والتي تحتوى على جزء كبير من احتياطيات النفط "المحدودة" في سوريا. وأوضحت أن أكراد سوريا، والبالغ عددهم نحو 7ر1 مليون شخص أي يمثلون ما يقرب من 10 % من تعداد السكان، هم الطائفة الوحيدة صاحبة التاريخ الطويل في المعارضة المنظمة في وجه نظام الأسد بيد أنهم قرروا، مع ذلك، عدم المشاركة في المعارضة المسلحة. ونقلت الصحيفة عن أحد السكان الأكراد في سوريا قوله: "إننا نعمل حاليا على تحقيق الحكم الذاتي ومن ثم إدارة أنفسنا... حيث يتعين علينا الآن أن نستعد لسقوط نظام الأسد". وسردت الصحيفة محاولات الأكراد في سوريا لإرساء دعائم حكم ذاتي خاص بهم، ملقية الضوء على انتشار الأعلام والشعارات المكتوبة باللغة الكردية في محافظة الحسكة الشمالية الشرقية مما يعطي انطباعا بنيل ما يشبه الاستقلال عقب أعوام سعى فيها حزب البعث الحاكم إلى كبح جماح أي أنشطة كردية في سوريا وقمع ما يعبر عن الهوية الكردية على نحو أدى إلى اعتقال الآلاف من الناشطين الأكراد لمحاولاتهم الخروج على تعليمات النظام في هذا الصدد. وقالت الصحيفة إن جهود تحقيق حكم ذاتي لأكراد سوريا تتواصل في الوقت الذي تحافظ فيه قوات النظام على تواجدها بأغلب المدن السورية مما يدل على تعمده غض الطرف عما كان يعتبره في الماضي تهديدا جسيما يحدق بقوته. وعزت الصحيفة السبب وراء تقاعس النظام في قمع جهود الأكراد للاستقلال عن النظام السائد في البلاد إلى رغبته في تجنب فتح جبهة مواجهة جديدة أو الرغبة في تنشيط الحركة الكردية الانفصالية في تركيا من أجل إرباك أنقرة بسبب دعمها المتواصل للجيش السوري الحر المعارض.