على مشارف منطقة حى الجامعة بمدينة الفيوم، تقع كيمان فارس، مدينة قديمة غارقة فى الغموض والتراب، تحمل بين تلالها آثار حضارة سادت منذ آلاف السنين. رغم أن اسمها قد لا يكون مألوفًا لكثيرين، إلا أن هذه المدينة كانت يومًا ما مركزًا مهمًا للزراعة والعبادة، إذ شهدت تعاقب حضارات الفراعنة والإغريق والرومان، وتركت وراءها إرثًا يروى قصة مصر القديمة، تبدو التلال الترابية فى كيمان فارس وكأنها صامتة، لكنها فى الواقع تحتوى على طبقات من التاريخ.. يقول سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم الأسبق، إن منطقة كيمان فارس تبلغ مساحتها 220 فدانا وتعد من أوسع ما عُرف من بقايا المدن المصرية، ويقع إلى الشمال من المدينة المعبد الرئيسى من عصر الدولة الوسطى، وعثر بها على آثار تضم تمثالا لإمنحات الثالث من الجرانيت الأسود وبرديات وعملات برونزية وتماثيل فخارية، مشيرا إلى أن هيئة الآثار قامت بحصر ما تبقى من هذه الآثار وأحاطتها بسياج.. اقرأ أيضًا| محافظ الفيوم يناقش استعدادات المحافظة لاستضافة «ماراثون الرمال الدولي 2023» ويتابع أنه كان فى كل مرة يحفر علماء الآثار فى هذه التلال قديما، يظهر معبد جديد أو بيوت أو أوانٍ فخارية، ونقوش تسرد قصصًا عن حياة الناس آنذاك، وأن تلك الحفريات تشير إلى أن كيمان فارس كانت جزءًا من نظام زراعى معقد يعتمد على مياه بحيرة موريس التى كانت شريان الحياة للمنطقة، لافتا إلى أنه لم تكن كيمان فارس مجرد مدينة زراعية، بل كانت أيضًا مركزًا دينيًا وتجارياً فى زمن الفراعنة، حيث كانت الفيوم مركزًا لعبادة الإله سوبك، الذى مثّل قوة الطبيعة والزراعة، أما فى العصور اليونانية والرومانية، فقد ازدهرت المدينة وأصبحت محطة تجارية مهمة.