يبدو أن الاعتذارات المبررة أو غير المبررة هى السمة الأبرز لمهرجان الموسيقى العربية فى دورته ال32 التى تستمر فعالياتها حتى 24 أكتوبر الجارى، حيث شهدت كواليس المهرجان اعتذار الفنان أحمد سعد عن تقديم حفله الذى كان مقررًا إقامته السبت الماضى على مسرح النافورة بالأوبرا، وذلك لأسباب طبية طارئة تعرض لها سعد استدعت -على حد قول مدير أعماله- إلى أجراء جراحة عاجلة فى الوجه، ولم تجد إدارة المهرجان سوى اللجوء إلى الفنان تامر عاشور ليحيى حفلًا إضافيا السبت بعدما حقق حفله الجمعة الماضية نجاحًا كبيرًا، ليكون تامر عاشور ضيف مسرح النافورة يومين متتاليين الجمعة والسبت لينقذ المهرجان من إحراج كبير. ولم يكن اعتذار سعد هو الأول إنما سبقه اعتذار اللبنانيان عاصى الحلانى ووائل جسار بسبب تعرض بيروت للقصف الإسرائيلى الغاشم، فيما اعتذرت كل من أنغام وأصالة وشيرين عبد الوهاب وماجدة الرومى عن تقديم حفل بالمهرجان بسبب ارتباطهن بحفلات خارجية، وقد تواصلت إدارة الأوبرا مع الفنانة أنغام عن طريق وزارة الثقافة لإحياء حفل استثنائى ضمن فعاليات المهرجان إلا أن ارتباطات أنغام حالت دون ذلك ولكن تم الاتفاق على تقديم حفل كبير لأنغام نوفمبر القادم داخل الأوبرا. اقرأ أيضًا | المفكر اللواء د. سمير فرج: قدمت سيرتى عبر عدة مؤلفات.. وكتابى الجديد عن المؤثرين فى حياتى ورغم التوترات التى أحاطت بالمهرجان وفشل إدارته فى جذب أسماء لامعة لفعالياته فإن الحفلات التى أقيمت حتى الآن حظيت بحضور جماهيرى كبير ومنها حفل الفنانة السورية لينا شامميان التى تحدثت على هامش حفلها عن الأزمات التى تمر بها البلاد العربية، فتقول: مررنا بكثير من الحروب فى سوريا وفلسطين وتذوقنا مرارتها وتجرعنا ويلاتها واليوم تمر لبنان بهذا الأمر الذى أحزن له كثيرًا فلا تبعد بيروت عن بيتى فى سوريا سوى ساعة فقط بالسيارة، ورغم كل هذه الحروب والأزمات مازال لدى القوة لأقف على المسرح وأغنى، فيجب ألا يمحو الموت والدمار أصواتنا ، فيجب أن تختفى صوت الدانات وتعلو الموسيقى. وقدمت شامميان فى حفلها مزيجًا من الأغنيات الجديدة مثل أغنية «غريب» التى تحكى عن الشعوب العربية المكلومة، وعددا من الأغنيات القديمة مثل «لبيروت» لفيروز التى غيرت مقطعها الأول وغنت من مصر سلامًا لبيروت، كما قدمت عددًا من الأغنيات لسيد درويش وأم كلثوم. وعما تستعد له قالت: أقوم بتحضير ألبوم «نيل» الذى يحكى عن إقامتى فى مصر وشعبها الرائع وتعلقه بالنيل ويضم 7 أغنيات تعاونت فيه مع عدد كبير من الشعراء والملحنين المصريين ويشهد ألوانًا غنائية مختلفة، كما أننى أدين بالفضل للجمهور المصرى الذى يدفعنى دومًا للأمام منذ تقديمى لأغنية «هنعيش ونشوف» التى أتت فى تتر مسلسل «قسمتى ونصيبى». وتحدثت شامميان عن مهرجان الموسيقى العربية فقالت: «هو الأعرق ضمن المهرجانات وله تاريخ عريق وشعبية جارفة ويشرف أى فنان الغناء ضمن فعالياته، كمان أننى كنت دومًا أتمنى الغناء داخل الأوبرا المصرية، فهى لها رونق خاص ويقصدها جمور يعنى معنى الأغنية الجيدة، كما أننى أسعى دومًا للغناء على المسرح والشعور بتفاعل الجمهور المباشر أكثر من التفاعلات على السوشيال ميديا. وعلى هامش الحفلات تحدثت أيضا الفنانة نسمة محجوب عن المهرجان قائلة: شرف كبير لأى فنان المشاركة فى مهرجان الموسيقى العربية وقد شاركت بالفعل فى دورتين سابقتين إلا أن هذه الدورة مميزة لأننى قدمت حفلى على المسرح الكبير وهو أمر مميز وخاص، وقد استعددت للأمر بصورة جيدة، حيث اخترت الأغنيات ذات الريتم الهادئ ونوعت اختياراتى بين أغنيات لأم كلثوم وماجدة الرومى ووردة وبين عدد من أغنياتى الخاصة وبالفعل تفاعل الجمهور وطالب أثناء الحفل بتقديم بعض الأغنيات باللغة الانجليزية. وعن تعليقها على اعتذار بعض النجوم اللبنانيين قالت: إنه لا يمكننا لوم أحد على حبه لوطنه، فحب الأوطان يجرى فى دمائمنا وأتمنى أن تمر أزمات الدول العربية على خير وتخرج بلداننا أقوى من ذى قبل. وتستمر فعاليات الدورة ال 32 دورة فنان الشعب سيد درويش- من مهرجان الموسيقى العربية حتى 24 أكتوبر القادم وتشمل 47 حفلًا تضم 113 فنانًا بينهم 76 مطربا ومطربة وتقام فعاليات المهرجان فى القاهرة على مسارح: النافورة، الكبير ، الصغير ، الموسيقى العربية والجمهورية، وفى محافظة الإسكندرية على مسرح سيد درويش ودار الأوبرا بالإسكندرية وتقام بعض الفعاليات على مسرح أوبرا دمنهور بمحافظة البحيرة. وتضم فعاليات المهرجان عددا من نجوم الفن منهم مدحت صالح الذى قدم حفل الافتتاح وهانى شاكر، أحمد سعد، لينا شامميان، نسمة محجوب، عزيز مرقة، الموسيقار عمر خيرت، على الحجار، نادية مصطفى.