ذكرنا بالأمس ونؤكد اليوم الحقيقة الواضحة للعيان ولكل من يتابع التطورات الجارية على أرض الواقع المدمر فى غزة والجنوب اللبنانى، أنه من الخطأ أن يتصور البعض أن الولاياتالمتحدةالأمريكية مجرد داعم أو مؤيد فقط لإسرائيل فى عدوانها الوحشى واللاإنسانى على الشعبين الفلسطينى واللبنانى. وأكدنا أن الدور الأمريكى لا يتوقف عند حدود التأييد والمساندة للعدوان الإجرامى فقط، بل إنه ومنذ اللحظات الأولى كان مشاركا مشاركة فعلية وعملية فى كل منهما، وإن هذه المشاركة شملت كل مراحل التخطيط والإعداد والتنفيذ أيضا. وأحسب اننا جميعا قد تابعنا الاستنفار والحشد الأمريكى الواضح والمعلن، للدعم والمساندة الواضحة والمؤكدة لكل ما تتخذه إسرائيل من قرارات وخطوات عملية للعدوان على غزة، وممارستها لأبشع جرائم القتل والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى، وهو ما أدى لاستشهاد ما يزيد على اثنين وأربعين ألفا من الأطفال والأمهات والنساء والشيوخ، وإصابة ما يصل إلى المائة ألف من المواطنين العزل خلال الاثنى عشر شهرا الماضية على العدوان الذى لم يتوقف حتى الآن رغم دخوله العام الثانى له. وتكرر ذات المشهد ونفس السلوك الأمريكى تجاه العدوان الإسرائيلى على لبنان، حيث أعلنت أمريكا المساندة والدعم الكاملين لإسرائيل، وأكدت التزامها بمد إسرائيل بكل ما تحتاجه من دعم مالى وعسكرى دون قيد أو شرط،..، وهو ما يؤكد الشراكة الكاملة وليست مجرد داعم أو مساند. وفى هذا السياق يصبح من الضرورى والمهم أن نلتفت ونلقى نظرة فاحصة ومتأملة، على التصريحات المتكررة التى يدلى بها القادة الإسرائيليون وخاصة رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو»، عن أنهم يهدفون من وراء عدوانهم اللاإنسانى والوحشى على غزةولبنان إلى ثلاثة أهداف رئيسية،...، أولها القضاء على حماس، وثانيها القضاء على حزب الله،...، أما ثالثها فهو إعادة تشكيل ورسم خريطة جديدة للمنطقة. والمنطقة التى يقصدها «نتنياهو» هى بالطبع المنطقة العربية والشرق الأوسط،..، وهو ما يعنى إعادة رسم وتشكيل خريطة المنطقة التى نحن فى قلبها، وهو ما يتطلب منا الكثير من الاهتمام والتدقيق خاصة فى ظل الشراكة الأمريكية الإسرائيلية غير المحدودة.