لشهر أكتوبر ذكريات خاصة لدى كل مصرى وعربى، شهر الانتصارات، شهر المعجزات على أرض سيناء، شهر البطولات للجندى المصرى غيرت وجه مصر فى تلك الفترة، إذا سألنا كل مصرى عايش هذا اليوم العظيم عن ذكرياته ستمتلئ الكتب والأوراق حتى عنان السماء، يوم فاجأت الجيوش العربية إسرائيل، يوم اقتحم الجيش المصرى خط بارليف المنيع وحقق ملحمة النصر، ورفع العلم المصرى على أرض سيناء، نعم حرب أكتوبر المجيدة علامة مضيئة فى تاريخ العسكرية المصرية العريقة نعتز ونفخر بها. فى شهر أكتوبر من كل عام تطل علينا نسائم الانتصارات والحرية، وما حققته مصر فى حرب أكتوبر المجيدة سيظل أبد الدهر، كما قال الرئيس السيسى، شاهداً على قوة إرادة الشعب المصرى وكفاءة قواته المسلحة وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم. حين يطل علينا شهر رمضان من كل عام تطل علينا أشهر مسلسلات من ملفات المخابرات المصرية التى كان لأبطالها الفضل بالمشاركة فى إنجاح العبور العظيم، ومن أشهرها رأفت الهجان ودموع فى عيون وقحة « جمعة الشوان «، ولمسلسل رأفت الهجان ذكريات صحفية خاصة لي، لقد كنت أول صحفية تدخل منزل البطل رفعت الجمال الشهير برأفت الهجان فى الدور الأخير بإحدى البنايات المطلة على تراك الفروسية بنادى الشمس الرياضي، لأقضى مايقرب من خمس ساعات مع زوجته فالتراو بيتون، وابنه دانيال حين كانوا فى مصر فى نوفمبر عام 1988، وقد كتبت تفاصيل تلك الزيارة فى يوميات سابقة بعنوان «يوم فى منزل رأفت الهجان» وهوَ المنزل البسيط الملىء بالأجهزة والمفروشات صناعة مصرية خالصة، وهيَ تستحق القراءة. ورغم مرور أكثر من خمسين عاما على انتصارات أكتوبر المجيدة، ورغم كل ماكُتب ونشر عنها، فمازال الكثير والكثير عن هذه البطولات لم تنشر بعد ونأمل أن تفرج عنها المخابرات المصرية.