«نشكركم على حُسن تعاونكم معنا».. جملة شهيرة لا زالت مترسخة في أذهان وعقول المصريين، وجهها البطل الراحل أحمد الهوان الشهير ب «جمعة الشوان»، الذي استطاع اختراق وخداع الموساد الإسرائيلي، وتقديم معلومات هامة ساعدت مصر في هزيمة العدو الصهيوني. بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء والوطنية، تحول فيها «الشوان»، من بحار بسيط كان يعشق موسيقى السمسمية وحياة البحر في خليج السويس، إلى أكبر عميل جندته الاستخبارات المصرية داخل دوائر صنع القرار في إسرائيل، واستطاع خلال مهمته خداع جهاز كشف الكذب وإنشاء علاقات صداقة مع كبار رجالات إسرائيل مثل بيريز ووايزمان واليعازر، وحصل لمصر على أحدث أجهزة التجسس في العالم، ختمت بعدها المخابرات المصرية قصة تجنيده برسالة إلى الموساد تضمنت نشكركم على حسن تعاونكم معنا طوال 11 عامًا. اقرأ ايضا| تزوج من سعاد حسني..أسرار في حياة البطل جمعة الشوان ◄ رحلة الشوان ولد البطل أحمد الهوان «جمعة الشوان» في أول يوليو 1937 بمدينة السويس، ونشأ وتربى بها ثم اضطر للهجرة منها هو وعائلته بعد نكسة يونيو 1967، بعد أن فقدت زوجته بصرها نتيجة للقصف الإسرائيلي لمنزلهم بالسويس، وأدى القصف إلى تدمير لنش صغير كان يمتلكه الشوان. سافر «الشوان» إلى اليونان لمقابلة رجل أعمال ورد اسمه في مسلسل «دموع في عيون وقحة» باسم «باندانيدس» كان مدينا للشوان بحوال 2000 جنيه ولكنه لم يكن موجودًا في اليونان، وهناك قابل الشوان الريس زكريا، اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية الأسبق، بالمخابرات العامة وحاول إقناعه بالعودة. وبعدها قرر العودة إلى مصر ثم عرف أن «باندانيدس» قد عاد وذهب لزيارته وهناك قام بندانيدس بتشغيله على إحدى سفنه الذاهبة إلى بريستون بانجلترا. ◄ جوجو اليهودية أحب «الشوان» جوجو الفتاة اليهودية التي أغرته للعمل معها، وبعد سفر السفينة التي كان يعمل عليها لم يكن أمامه سوى العمل بالشركة التي يملكها والد جوجو، وبها قابله أحد رجال الموساد على أنه سوري واسمه أبو داود في الحقيقة «شمعون بيريز»، الذي أصبح رئيس لوزراء إسرائيل، ثم رئيسًا في الوقت الحالي، وطلب منه أن يعود إلى مصر ويجمع بعض المعلومات عن السفن الموجودة بالقناة. وعندما عاد «الشوان» إلى مصر افتتح محل بقالة وأخذ يجمع المعلومات التي طلبت منه، ولكن الشك دفعه للذهاب إلى مقر المخابرات المصرية وهناك التقى بالضابط «مدحت» والذي عرفه بالريس زكريا وحكى له بكل ما لقاه وهنا قرر التعاون مع المخابرات المصرية لتلقين الموساد درسًا. ◄ جهاز الإرسال وبدأ تعاون «الشوان» مع الإسرائيليين، وبعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجتهم إليه، ولذلك قرروا اعطائه أحدث أجهزة الإرسال في العالم «يرسل الرسالة في 6 ثواني فقط»، وهنا قرر الشوان الذهاب إلى إسرائيل للحصول على الجهاز، وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب والذي تدرب عليه جيدا، مما جعله ينجح في خداعهم جميعا ليحصل على أصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت. وبمجرد وصوله إلى أرض مصر وفي الميعاد المحدد للإرسال قام بإرسال رسالة موجهة من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الإرسال. وحاول الموساد القضاء على «جوجو» التي أحبت «الهوان» بجرعة زائدة من المخدرات ولكنها لم تمت، وهنا قررت الانتقام فساعدت المخابرات المصرية على تأمين «الهوان» بإسرائيل والاتصال به في الوقت المناسب وأتت «جوجو» لمصر وأسلمت وسمت نفسها فاطمة، وقامت المخابرات المصرية بسداد تكاليف عملية زوجة الهوان في مصر على يد طبيب أجنبي متخصص ونجحت العملية يوم العبور الكبير في السادس من أكتوبر عام 1973. ◄ دموع في عيون وقحة عرفت الشعب المصري والعربي قصة الشوان أو «الهوان» من خلال مسلسل «دموع في عيون وقحة»، بطولة الفنان الكبير عادل إمام، وحول المسلسل قال «الشوان»: التقيت عادل امام كثيرًا خلال عام 1978 لألقنه أساليب الموساد. وقبلها جلس معي أكثر من ثلاثين مرة ليقنعني بأن أوافق على أن يقوم هو بالدور. وذكر «الشوان» أن عادل إمام كان منبهرًا في المسلسل، لكن مسلسل رأفت الهجان البطل المصري الآخر الذي نجح في اختراق إسرائيل، تفوق على دموع في عيون وقحة لأسباب عديدة منها أن مسلسل «الشوان» لم ينفق عليه جيدًا، وتم تصويره في الاستديوهات، ولم يقدم كل التفاصيل، حيث تضمن مسلسل دموع في عيون وقحة 20 % من قصة الشوان، كما أن مسلسل رأفت الهجان عرضه التليفزيون على أجزاء مما أعطاه شعبية كبيرة على امتداد مصر والوطن العربي. ◄ حقيقة زواجه من السندريلا وقال «الشوان» منذ سنوات إنه تزوج الفنانة سعاد حسنى بعقد عرفي عام 1970 واستمر الزواج لمدة 8 أشهر ثم انفصلا وأضاف: «سعاد حسنى في ذمة الله ولا داعي للحديث عنها، وإنما يجب فقط أن ندعو لها بالمغفرة والرحمة». وعلى الجانب الآخر نفت جانجاه شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسنى هذا الموضوع وقالت: «سعاد لم تتزوج جمعة الشوان مع احترامي له كبطل ورغم أنني في عام 1970 كنت صغيرة جدًا لكنني أعلم جيدًا الذين تزوجتهم المرحومة سعاد، ولا داعي لمثل هذا الكلام. وفى سنواته الأخيرة عاش البطل ظروفا صحية صعبة، حتى تدخل المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع خلال تلك الفترة، وأمر بعلاجه على نفقة القوات المسلحة، ثم وافته المنية عن عمر يناهز 74 عامًا بعد صراع طويل مع المرض.