توصل فريق من الباحثين في جامعة واترلو الكندية، إلى اكتشاف جديد قد يُحدث فرقًا في تحسين التمثيل الغذائي لدى كل من الرجال والنساء. وتشير الدراسة إلى أن تناول أطعمة مختلفة خلال وجبة الفطور يُعد خطوة هامة نحو تطوير استراتيجيات تغذية شخصية تساهم في معالجة مشكلات صحية عديدة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن. يُظهر البحث، المنشور في دورية Computers in Biology and Medicine، كيف يمكن لتحديد نوع الفطور أن يكون له تأثير كبير على الصحة العامة وعمليات التمثيل الغذائي. متلازمة التمثيل الغذائي وتحديات الصحة العامة متلازمة التمثيل الغذائي هي مجموعة من المشكلات الصحية التي تشمل ارتفاع ضغط الدم، زيادة مستوى السكر في الدم، تراكم الدهون في الجسم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، هذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، السكتة الدماغية، ومرض السكري من النوع الثاني. ويُعد تحسين النظام الغذائي والتغذية جزءًا أساسيًا من الحلول المقترحة لمواجهة هذه المتلازمة، وقد أكدت الأبحاث الحديثة أن نوع الطعام، خاصة خلال وجبة الفطور، يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في تعزيز التمثيل الغذائي. أهمية الفطور وتأثيره على التمثيل الغذائي تعتبر وجبة الفطور "أهم وجبة في اليوم" حسب العديد من الخبراء، فإن تناول الفطور بشكل صحيح يساعد في دعم مستويات الطاقة على مدار اليوم وتحسين أداء التمثيل الغذائي، وتُظهر الدراسة الكندية أن هناك اختلافات بين الرجال والنساء فيما يتعلق بتأثير وجبة الفطور على التمثيل الغذائي، استخدم الباحثون نماذج رياضية مُعقدة لتحليل استجابة الجسم بعد تناول وجبات مختلطة تختلف في مكوناتها الغذائية بين الكربوهيدرات والدهون، كان الهدف من هذا البحث هو فهم كيفية تأثير هذه المكونات الغذائية على عملية التمثيل الغذائي بشكل مختلف بين الجنسين. نتائج البحث وأكدت ستيفاني أبو، الباحثة المشاركة في الدراسة والمرشحة لنيل درجة الدكتوراه في الرياضيات التطبيقية، على أهمية نمط الحياة في الصحة العامة، وأضافت "في ظل نمط الحياة السريع والمزدحم الذي نعيشه اليوم، يصبح من الضروري فهم تأثير الخيارات الغذائية التي قد تبدو صغيرة على صحة الفرد ومستويات طاقته"، يُظهر البحث أن تناول وجبة فطور غنية بالكربوهيدرات أو الدهون قد يُحدث فرقًا ملحوظًا، سواء كان الشخص يحاول فقدان الوزن أو الحفاظ على طاقته خلال اليوم. المغذيات الأساسية وأهمية النماذج الرياضية في التحليل تستند الدراسة إلى فكرة أن هناك ستة مغذيات أساسية ضرورية لصحة الجسم، وهي الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون، الفيتامينات، المعادن، والماء، استخدم الباحثون نموذجًا رياضيًا يحاكي ديناميكيات المستقلبات الأساسية في الجسم بعد تناول وجبات مختلفة هدفهم كان تحديد الفروق بين الجنسين في كيفية تعامل الجسم مع الكربوهيدرات والدهون، واقتراح الآليات البيولوجية التي تفسر هذه الاختلافات. أهمية النمذجة الحسابية النمذجة الحسابية تُعد أداة بحثية قوية لتبسيط الأنظمة المعقدة والتنبؤ بسلوكها، استخدم الباحثون نماذج رياضية تعتمد على الأحياء والكيمياء الحيوية للكشف عن السلاسل السببية للأحداث التي تربط بين كمية واحدة والتغيرات التي تحدث في أخرى، ويُعتبر هذا النهج مفيدًا للتحقيق في العمليات المتعلقة بالتمثيل الغذائي، حيث يسمح بفحص الفرضيات بسرعة وفعالية دون الحاجة إلى تجارب مكلفة أو معقدة على البشر. اختلافات التمثيل الغذائي بين الجنسين: الشوفان للرجال والعجة للنساء أظهرت الدراسة أن هناك فروقات واضحة في استجابة الجسم للوجبات الغنية بالكربوهيدرات أو الدهون بين الرجال والنساء، بعد فترة قصيرة من الصيام، كان التمثيل الغذائي للرجال يستجيب بشكل أفضل لوجبة غنية بالكربوهيدرات، مثل الشوفان أو الحبوب، في المقابل، كانت النساء أفضل حالاً عند تناول وجبة تحتوي على نسبة أعلى من الدهون، مثل العجة أو الأفوكادو، ويُعتقد أن هذه الاختلافات تعود إلى كيفية تخزين العناصر الغذائية في الكبد والأنسجة الدهنية بين الجنسين. دور الدهون في التمثيل الغذائي لدى النساء أضافت بروفيسور أنيتا لايتون، التي قادت الدراسة مع ستيفاني أبو، أن النساء يخزنن المزيد من الدهون فور تناول الوجبة، لكنهن أيضًا يحرقن نسبة أكبر من الدهون خلال فترات الصيام، على الرغم من أن النساء يمتلكن في المتوسط دهونًا أكثر من الرجال، إلا أن عملية حرق الدهون لديهن كانت أعلى مما هو متوقع، مما يجعل تأثير الوجبات الغنية بالدهون على التمثيل الغذائي لديهن مثيرًا للاهتمام. مستقبل البحث والنماذج المستقبلية يتطلع الباحثون إلى تطوير نماذج رياضية أكثر تعقيدًا تأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل وزن الفرد، عمره، أو مرحلة الدورة الشهرية، يُمكن لهذه النماذج المستقبلية أن تساهم في تحسين استراتيجيات التغذية الشخصية ومعالجة الأمراض الأيضية بشكل أكثر دقة، كما يمكن استخدامها في تطوير الأدوية واختبار تأثيرها على التمثيل الغذائي من خلال محاكاة الاستجابات الأيضية. أهمية تخصيص استراتيجيات التغذية تعكس نتائج الدراسة الحاجة إلى تخصيص استراتيجيات التغذية بناءً على الجنس والاحتياجات الفردية لكل شخص، وتشير الأبحاث إلى أن تناول نوع معين من الفطور يُمكن أن يُحسن من كفاءة التمثيل الغذائي بشكل كبير، مما يفتح المجال أمام تطورات جديدة في مجالات التغذية الشخصية والصحة العامة.