يتميز الريف المصري بطبيعته الساحرة، وتمسك أهله بالعادات والتقاليد الأصيلة، وبالرغم ما يشهده الريف المصري من تطور في المرافق والخدمات، وتغير في شكل الحياة، إلا أن بعض سكان الريف مازالوا محتفظون بأساليب الحياة القديمة التي ورثوها عن آبائهم، وأجدادهم، ومن تلك الأساليب الاحتفاظ بالساقية التي تستخدم في ري الأرض، مع إدخال بعض التعديلات عليها لتواكب التكنولوجية الحديثة. ومع انحسار عدد السواقي واختفائها تدريجيا، واعتماد المزارعين على طرق الري الحديثة، مثل ماكينات الري المطور، وطرق الري بالتنقيط حسب طبيعة التربة الزراعية لكننا نجد أن بعض أصحاب الأراضي الزراعية في محافظة كفر الشيخ مازالوا متمسكين باستخدام الوسيلة التي ورثوها عن الآباء، لري أرضهم الزراعية وهي الساقية الزراعية أو «الساقية الدوارة»، والتي كان المزارعون يستخدمونها قديما، ويصل عمرها لمئات السنين. اقرأ أيضا | بالصور.. انفجار إطار سيارة نقل يتسبب في زحام مروري أعلى دائري الهرم يقول محمد خير ، مالك ساقية زراعية، بمحافظة كفر الشيخ: لقد نشأنا على وجود الساقية الزراعية، واستخدامها في ري الأرض فكانت تعمل من خلال ربط أحد المواشي بذراعين من الخشب وتقوم الماشية بالتحرك والدوران لدفع الساقية ورفع المياه، وكان ري الفدان الواجد يستغرق من 5 إلى 6 ساعات، وتعتبر الساقية هي أقدم وسيلة لري الأرض لأن المصريين عرفوها قبل 2000 عام، ثم ادخلوا عليها بعض التعديلات توفيراً للوقت والجهد، ومع بداية الستينات من القرن الماضي بدأت الساقية الزراعية تدور باستخدام السولار، وتم الاستغناء عن الماشية. بعدها قرر والدي أن يقوم بتركيب ساقية جديدة وترك الساقية القديمة والتي تم إهمالها حتى أصبحت مثل الأثر القديم ولم يتبقى منها سوى أنقاض وبعض أجزاء القرص الدوار يأتي الناس من داخل المحافظة وبعض المحافظات الأخرى لمشاهدتها. وأضاف مالك الساقية الزراعية، مع التطور التكنولوجي الحديث تم الاستغناء حتى عن استخدام السولار في تشغيل الساقية الزراعية، واستعنا بموتور كهرباء خاص يوجد به سرعات مختلفة تشبه تلك السرعات الموجودة في موتور السبارة، كما يوجد غرفة للتحكم تحتوي على زرار تشغيل وعداد كهرباء خاص بالساقية، وبعض المعدات الخاصة بالصيانة، ورغم المظهر التراثي للساقية إلا أنها تعمل بكفاءة تواكب التكنولوجيا الحديثة في الري وتتفوق عليهم، لأن وحدة تشغيل الساقية ويطلق عليها اسم " كورونا" يوجد بها 4 سرعات مختلفة، لو تأملنا شكل الساقية نجد أن الماء يتدفق من الجانبين وتروي عشرات الأفدنة في وقت قياسي، بما يوفر علينا الوقت والجهد والمال في ري الأراضي، بعكس الساقية القديمة كان الماء يخرج من جانب واحد فقط منها.