تمر علينا الذكرى الثامنة على رحيل الإذاعي والأديب فاروق شوشة الذي ولد يحمل درعا وسيفا يدفع به الأذى عن اللغة العربية، ويعيد لها بريقها وانتشارها بين العامة والمثقفين عبر ما قدمه طيلة حياته خادما في محراب لغة الضاد، هو أحد أشهر أعلام الأدب والشعر العربي المعاصر في العصر الحديث الذي عشقه المثقفون، فاروق شوشة رئيس الإذاعة المصرية الأسبق والأمين العام الأسبق لمجمع اللغة العربية وفي حوار خاص ل "بوابة أخبار اليوم" يقول العالم والمفكر الأستاذ الدكتور حافظ شمس الدين، عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كان الأستاذ فاروق شوشة يمثل أمة وحده، لغة وخلقا وشخصية كان في مجمع اللغة واسطة العقد النظيم الذي لاانتظام له بغيابها ولا ائتلاف لحباته بفقدها في لغته كان حجة، ويمثل واحةً ظليلة نلجأ إليها إذا اشتد لفح الجدل والنقاش، وأردنا الاحتكام للقول الفصل ، كنّا دوما نجده عند الأستاذ فاروق ، وهو الإذاعي الأشهر على مدى ستين عاما الذي جعل من اللغة العربية نبعا سلسبيلا رقراقا وفى فن الإدارة كان نموذجا فريدا يندر ،تکراره وفى تعامله كان يمثل الرقة والدقة ودماثة الخلق. رحمة الله عليك وبركاته وغفرانه، ألحقك الله بالصالحين المتقين العابدين فى جنات الخلد، وعزاء لأسرتك الكريمة ومحبيك وحوارييك وعارفى فضل علمك ولغتك وخلقك الكريم . فاروق شوشة (1354-1438ه = 1936-2016م) فاروق محمد محمد البغدادي شوشة: شاعر كبير، وإذاعي قدير، والأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ عام 2005م. وُلِد في قرية الشعراء بمحافظة دمياط، وتخرج في كلية دار العلوم عام 1956م. وفي كلية التربية بجامعة عين شمس عام 1957م، عمل بالتدريس لمدة عام ثم تركه ليعمل بالإذاعة المصرية مذيعًا ومقدمًا للبرامج، وظل يتدرج في المناصب الإذاعية، حتى أصبح رئيسًا للإذاعة المصرية، صاحب برنامج تليفزيوني شهير هو "أمسية ثقافية"، وبرنامج إذاعي أشهره هو"لغتنا الجميلة"، وهو أحد الكُتّاب في جريدة "الأهرام المصرية". عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة. انتُخب رئيسًا لجمعية المؤلفين والملحنين سنة 1994-2000م، ورئيسًا لاتحاد الكتاب المصريين سنة 1998-2000م. انتُخب عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1999م، ثم انتخب أمينًا عامًّا للمجمع عام 2005م. حصل على العديد من الجوائز، منها: جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عام 1986م، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1996م، وجائزة النيل في الآداب عام 2016م. صدر له أكثر من سبعة عشر ديوانًا شعريًّا، وست مجموعات شعرية للأطفال، بالإضافة إلى عدد من الدراسات النقدية، والكتب الثقافية العامة. تُرجمت بعض دواوينه إلى اللغة الإنجليزية، كما تُرجمت بعض قصائده إلى عدة لغات أوربية وآسيوية. ومن دواوينه: "إلى مسافرة"، و"العيون المحترقة"، و"في انتظار مالا يجيء"، ومن أعماله الأدبية والثقافية: "لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة"، و"العلاج بالشعر"، و"زمن للشعر والشعراء"، و"أحلى عشرين قصيدة حب"، كما صدرت مادة بعض حلقات برنامجه الإذاعي "لغتنا الجميلة" في خمسة مجلدات.