أعتقد أن لجنة جائزة نوبل للسلام لم تجد فى العالم من يستحق الجائزة. بحثت كثيرًا وطويلًا لكنها لم تعثر، فى عالم تعلو فيه طبول الحرب على رايات السلام، على من يستحق الجائزة. لكن رئيس لجنة نوبل النرويجية يورغن واتنى فريدنيس ظهر أمام الإعلام حاملًا هاتفًا يعرض شعار المنظمة اليابانية نيهون هيدانكى التى فازت بجائزة نوبل للسلام لهذا العام. هى منظمة يابانية شعبية للناجين من القنبلة الذرية. فازت لجهودها «من أجل تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية». قالت اللجنة إنها منحت الجائزة للمنظمة اليابانية، التى أسسها الناجون من القنبلتين الذريتين اللتين ألقتهما طائرات أمريكية على هيروشيما وناجازاكى فى عام 1945 «لإظهارها من خلال شهادة الشهود أن الأسلحة النووية يجب ألا تستخدم مرة أخرى أبدًا». لجنة نوبل قالت: «فى يوم من الأيام، لن يكون الناجون من القنبلة الذرية من هيروشيما وناجازاكى بيننا كشهود للتاريخ.. ولكن مع ثقافة الذكرى القوية والالتزام المستمر، فإن الأجيال الجديدة فى اليابان تحمل تجربة الشهود ورسالتهم». كل هذا جميل، لكن الأجمل ما قاله شيجياكى مورى، مواطن يابانى نجا من القصف النووى على هيروشيما، لوكالة رويترز: إنه يأمل أن تساعد جائزة نوبل للسلام فى التركيز على نزع السلاح النووى. وأن تستمر جهود المنظمة فى تحذير العالم من مخاطر الأسلحة النووية، وتكريمًا للمعاناة التى شهدتها هيروشيما وناجازاكى، المدينتان الوحيدتان اللتان تعرضتا لمثل هذه الهجمات فى العالم. وأن تؤدى هذه الجهود فى نهاية المطاف إلى حظر شامل للأسلحة النووية. يأتى هذا فى ظل عالم مجنون بأسلحة الدمار الشامل، وهو ما نراه فى الأسلحة المحرمة دوليًا التى تستخدمها إسرائيل بدعم أمريكى ضد الشعب العربى بفلسطين وسوريا ولبنان. وفى ظل تهديدات إسرائيلية وأمريكية لضرب المفاعل النووى الإيرانى، وتهديدات باستخدام الأسلحة النووية فى حرب أوكرانيا وروسيا. دعاء: اللهم احفظنا.