في قرية صغيرة من قرى الفيوم، تعيش سلوى حسين، أم لأربعة أبناء، تناضل من أجل توفير حياة كريمة لعائلتها، في منزلٍ متواضع مكون من جدران غير مكتملة وسقفٍ متهالك، تواجه سلوى تحديات يومية بعد أن أصيب زوجها، أحمد، بمشاكل صحية في القلب جعلته غير قادر على العمل بانتظام. لم يكن أمامها خيار سوى العمل في جمع القطن وحصاد القمح لتأمين لقمة العيش. اقرأ أيضا| بحضور وزير الأوقاف: «القومي للمرأة» ينظم ورشة عمل للقادة الدينيين تغيرت حياة سلوى بشكل جذري عندما نجحت ابنتها الكبرى في امتحانات الإعدادية.. كان حلم سلوى أن تدخل ابنتها مدرسة التمريض، لكن العوائق المالية كانت كفيلة بتعكير صفو أحلامها. وفي لحظة قدر، صادفت سلوى محافظ الفيوم، الدكتور أحمد الأنصاري، خلال جولة له في منطقتها. وبحماسٍ ممزوج بالقلق، استوقفت سلوى المحافظ، وعبرت له عن أمنيتها في مساعدة ابنتها. ما حدث بعد ذلك كان بمثابة طوق نجاة، استمع الأنصاري لمشاعر سلوى، ولم يتوان عن مساعدتها، عرض عليها المساعدة من خلال توفير بعض الماشية. بفضل تلك الماشية، استطاعت الأسرة تأمين دخل إضافي من الألبان والجبن، مما ساهم في تحسين وضعهم المالي. أصبح التواصل بين سلوى والمكتب الخاص بالمحافظ مستمرًا، حيث تلقى دعمًا غير محدود من الأنصاري. كانت سلوى تحمل شكرًا عميقًا في قلبها، وقررت أن تعبر عن امتنانها بطريقة خاصة. بعد فترة من المساعدة، أعدت سلوى هدية بسيطة من "عيش فلاحى" الذي تخبزه في بيتها، لتقدمه لمحافظ الفيوم، عربون شكر لما قدمه لها ولعائلتها. تقول سلوى: "لم أجد ما أقدمه له سوى هذا الخبز، لكنه يحمل في طياته كل مشاعري." بالنسبة لها، كانت تلك الهدية أكثر من مجرد خبز، كانت تعبيرًا عن الأمل والعزيمة التي تحيا بها، وعن كيفية تحوّل الحياة من الظلام إلى النور بفضل القلوب الطيبة التي تمتد للمساعدة. قصة سلوى حسين هي مثال حي على كيف يمكن أن تتغير حياة إنسان بلمسة إنسانية، من امرأة بسيطة تكافح من أجل تأمين حياة لأبنائها، إلى شخص يشعر بالأمل بفضل دعم المسؤولين، تبقى سلوى رمزًا للإصرار والإيمان بأن الخير موجود دائمًا، وأن كل لقمة خبز تحمل في داخلها وعدًا لمستقبل أفضل.