استقبلت محافظة شمال سيناء، اليوم الإثنين، أول قطار بعد توقف دام أكثر 50 عامًا متتالية، حيث تم تشغيل خط سكة حديد «الإسماعيلية- الفردان- بئر العبد» بشمال سيناء، بمناسبة الذكرى ال51 لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة بحضور الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة والنقل واللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء ومحافظ الاسماعيلية. اقرأ أيضا| عرض «أكتوبر الذهبي» يضيء سماء سيناء بمسرح المواجهة والتجوال ويرجع تاريخ إنشاء خط سكة حديد الشرق، عندما بدأ الإنجليز في إنشاء الخط لخدمة مهامهم وأغراضهم العسكرية، وبالفعل في مطلع شهر يناير من عام 1917م وصل الخط إلى مدينة العريش ومن ثم إلى رفح في مارس من العام. وامتد الخط بعد استقرار الأوضاع إلى القدس وبئر السبع. ويقول محمود الشوربجي، الباحث في التراث السيناوي، أن في بداية الحرب العالمية الأولى وتحديدا سنة 1916م، وخلال الاحتلال، "أن فكرة القطار لم تكن في عهد الإنجليز كما يظن البعض، لكن فكرته بدأت في عام1853م في عهد الدولة العثمانية خلال ولاية الخديوي عباس حلمي الأول، حيث بدأت انتشار خطوط السكة الحديد في مختلف ربوع مصر. ولفت «الشوربجي» وفقًا لما تردد على لسان الأجداد قبل أكثر من 100 عام، أن فكرة إنشاء قطار سكة حديد داخل سيناء كانت مطروحة بالفعل قبل الحرب العالمية الأولى، لكن الذي أعاقها هي فكرة حفر قناة مائية تربط بين خليج السويس والبحر المتوسط (قناة السويس). وبالرغم من أن إنشاء خط سكة حديد الشرق هو لغرض حربي، وذلك خلال الحرب العالمية الأولى وتم استخدامه أيضا في الحرب العالمية الثانية، إلا أنه بعد انتهاء الحرب تم استخدامه لعبور المواطنين من القاهرة إلى سيناء ومن ثم إلى دول الشرق. ، ففي فترة الأربعينيات من القرن ال19 كانت رحلة الذهاب والعودة من القاهرة إلى القدس مع الإقامة لمدة 4 أيام بثمن 255 قرشًا. كما شهدت فترة ما قبل 1967م زيارات عديدة من أبناء سيناء لزيارة القدس الشريف والصلاة داخله، حيث كانت التكلفة من محطة العريش الواقعة على ساحل البحر المتوسط أقل ثمنًا من القاهرة. وأضاف «الشوربجي»، أن إنشاء خط سكة حديد داخل سيناء له جدوى اقتصادية عالية تعود بالنفع على الدولة إذا ما تم استغلاله أيضا في نقل البضائع إلى الأردن والسعودية ودول الخليج في حال استكماله للوصول إلى طابا والعقبة، كما يمكن استخدامه كدرب جديد للحاج المصري للوصول إلى أقرب نقطة برية واصلة إلى الأراضي الحجازية. ولفت إلى أن خط السكة الحديد أو قطار الشرق كان يحظى بشهرة عالمية والتي ذكرتها رواية الكاتبة والأديبة العالمية أغاثا كريستي في ثلاثينيات القرن الماضي، وهي رواية تحقيق بوليسية تحولت إلى فيلم سينمائي عالمي بعنوان جريمة في قطار الشرق السريع.