لم يكن يوم السادس من أكتوبر عام 1973 بنصر لمصر فقط بل للأمة العربية لما تحقق فيه من بطولات شملت الجندى المصرى، وقواتنا المسلحة بل امتدت إلى الشعب نفسه وبجانبه شعوب العالم العربي بالكامل . إن ما تحقق فى نصر أكتوبر بمثابة بطولة حقيقة للجيش المصري الباسل مع الجيوش العربية. فعندما نتذكر خطة العبور نجدها عبقرية حقيقية فى الوقت والزمن مع اعتبار أن الحرب فى شهر رمضان وفى فترة الصيام والعبور فى الساعة الثانية ظهراً من أصعب الأوقات الا اننا عبرنا بامتياز وتم رسم البطولات من الجندى المصرى منذ الدقيقة الأولى من العبور حتى تحقق النصر. وعندما نروي بعض من بطولات الجيش المصرى، نراها تمر وكأنها أنغام متناسقة ،تتسم بالقوة والإرادة التي يتميز بها المقاتل المصرى الذى لا يهاب الموت ويذهب إلى الشهاده فى حب الوطن هذه الروح لم تجدها سوى داخل المقاتل والجيش المصرى. فقد قام أفراد الشعب المصرى منذ الساعات الأولى من العبور بالذهاب الى المعسكرات فى جميع المحافظات ليس للاطمئان على ذويهم بل للتطوع فى الجيش دون السؤال على أخوتهم فى الجبهة بل للمشاركة في عبور قناة السويس. وأعتقد أن روح أكتوبر ممتدة داخل وجدان أبناء نصر أكتوبر فى التصدي للإرهاب خلال الفترة الماضية ودوره الحاسم في استئصال جذور الإرهاب واستشهاد أشقاء لنا من الجيش والشرطة المصرية ،وتدافع الجنود للحاق بزملائهم فى التصدى للإرهاب وقد كان حكاية الصول الراحل أحمد إدريس أن تكون شفرة حرب اكتوبر باللغة النوبية، على اعتبار أنها لغة محادثة وليست لغة كتابة، ويتحدث بها أبناء النوبة فى مصر فقط. ونال الاقتراح إعجاب الجميع ونفذ من خلال الاتفاق على استخدام اللغة النوبية كشفرة بالاستعانة بالمجندين النوبيين من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات وتدريب الجميع عليها، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 حتى حرب 1973. والكلمة "أوشريا" كانت الكلمة الأشهر فى قاموس الشفرات النوبية خلال الحرب ومعناها العربى "اضرب"، أما "ساع آوى" فتعنى "الساعة الثانية" وبالتالى بتلقى كل الوحدات كلمة "أوشريا" وكلمة "ساع آوى" بدأت ساعة الصفر، وانطلق الجيش المصرى ليبنى بدمائه المجد ويحقق النصر لمصر ويسترد أرضه المحتلة.. وأعجبت جدا باللقاءات المتعددة الذى اجراها اللواء أركان حرب أحمد العوضى رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب وواحد من أبطال حرب أكتوبر المجيدة ،حول جاهزية الجيش المصرى فى تأمين الحدود ومدى قوة الجيش المصرى فى امتلاك وتطوير السلاح القتالى. وقد شهدت الفترة الماضية قدرات الجيش المصرى فى التصدي للارهاب داخل أرض سيناء، وتضحيات رجال القوات المسلحة لاستقرار وحماية الشعب المصرى ومقدرات الدولة . وعندما نعود للذكريات و مشاهد نصر أكتوبر عام 1973 نجد ان الدولة المصرية قامت بعدة خدع للعدو قبل حرب أكتوبر للتجهيز للمعركة وذلك عندما تم إخلاء لحالات داخل المستشفيات العامة ، عن طريق تسريح اطباء من الدمرداش، بمستشفى وتعيينه بخدمة المستشفى بحجة اكتشاف تلوث داخل المستشفى، ليعلن وجود ميكروب، ووجوب إخلاء المستشفى من المرضى من أجل اجراء تطهير ، وفي اليوم التالى نشرت جريدة الأهرام الخبر معربة عن مخاوفها من أن يكون التلوّث قد وصل إلى مستشفيات أخرى. فصدر قرار باخلاء باقي المستشفيات وذلك للتحضير لمعركة أكتوبر . أرى أن نصر أكتوبر سيظل رمزا للعزة والكرامة والنضال لاسترداد الحق، وقد قال الرئيس الراحل السادات أننا سنحتفل بنصر أكتوبر ونتحدث لأبنائنا وأحفادنا عن هذه البطولات العظيمه. مقولة أخرى للرئيس السادات ولست أتجاوز إذا قلت أن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم 6 أكتوبر 73 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع وعبور الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه لقد كانت المخاطرة كبيرة والتضحيات عظيمة لمعركة 6 أكتوبر خلال الساعات الست الأولى من حربنا وكان بطل الحرب والسلام السادات يؤكد دائما فى خطاباتة نبض المعركة من خلال شرح احداث الانتصار مؤكدا الى ان الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وباسم هذا الشعب وبإسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة فى قواتنا المسلحة ثقتنا فى قياداتها التى خططت وثقتنا فى شبابها وجنودها الذين نفذوا بالنار والدم ولابد أن نعرف جيدا ان انتصارات أكتوبر سطّرت أعظم ملاحم التكاتف بين الشعب المصري وقواته المسلحة والشعوب العربية وستظل علامة بارزة في تاريخها عبر العصور ، فى ظل دور القوات المسلحة في تحقيق التنمية والرخاء وحماية مقدرات الدولة المصرية ،. وتأكيدا نقول ان ثقتنا فى القوات المسلحة فى قدرتها لحماية الدولة المصرية واضحا وجاليا وأن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن إنه يمتلك درع وسيف حفظ الله مصر [email protected]