كشف الصول أحمد إدريس أحد أبطال حرب أكتوبر أن أصوله النوبية ساعدته على ابتكار الشفرة السرية الجديدة التى استخدمت فى نقل الرسائل والتعليمات بين الجنود المصريين وقيادته بناء على تعليمات الرئيس السادات قائد حرب أكتوبر. وكان الصول فى موقع خدمته العسكرية إبان حرب الاستنزاف، عندما علم أن الرئيس الراحل أنور السادات يبحث عن آلية جديدة للتغلب على أزمة فك الشفرات المصرية خلال الحرب من قبل العدو الإسرائيلى، فعرض الصول إدريس على أحد قادته فكرة استخدام اللغة النوبية فى الشفرة للمراسلات الحربية وإصدار الأوامر العسكرية، وقال له إن اللغة النوبية يتحدث بها أهل النوبة فقط، ولكنها لا تكتب وغير موجودة فى القواميس، ولهذا لن تعرف بها إسرائيل ولن تستطيع التقاط أى إشارات أو رسائل لقادة الجيش المصرى. وعلى الفور قام رئيس الأركان بدوره بعرض فكرة الصول على الرئيس السادات، الذى وافق على الفور، بل قام الرئيس السادات باستدعائه إلى مكتبه، وكانت المرة الأولى التى يرى فيها الصول أحمد إدريس رئيساً لمصر وجهاً لوجه، ووضع السادات يده على كتفه مثمناً فكرته، ثم جلس على مكتبه وابتسم وقال له: فكرتك ممتازة، لكن كيف ننفذها؟ فقال الصول بذكائه الفطرى: لابد من جنود يتحدثون النوبية وهؤلاء موجودون فى النوبة، لذا يجب الاستعانة بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيى 1964، وهم متوافرون فى قوات حرس الحدود، وأمن السادات على كلام الصول وقال: بالفعل بعد عودة الصول إلى مقر خدمته العسكرية، علم أنه تم الاتفاق على استخدام اللغة النوبية كشفرة، وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع عليها وذهبوا جميعاً وقتها خلف خطوط العدو لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 حتى حرب 1973، وهى الشفرة التى حيرت العدو الإسرائيلى ولم يتمكنوا أبداً من حلها وفك أسرارها، واستمرت هذه الشفرة متداولة حتى عام 1994 وكانت تستخدم فى البيانات السرية بين القيادات العسكرية.. وكانت كلمة «أوشريا» الأشهر فى شفرات حرب أكتوبر، وتعنى «اضرب»، وكلمة «ساع آوى» وتعنى «الساعة الثانية»، وعندما تلقت الوحدات العسكرية المصرية كلمتى «أوشريا» و«ساع آوى»، بدأت ساعة الصفر، وانطلقت القوات المصرية كل فى تخصصه للهجوم على العدو حتى تحقق النصر.