فى الوقت الذى تعقدت فيه الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط التى تقترب من حافة الهاوية، بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصرالله، تستعد إسرائيل لعملية برية «محدودة» فى لبنان، فيما يواصل جيشها شن عشرات الغارات على جنوبلبنان ومحيط بعلبك والبقاع، وسط نزوح مليون شخص فرارًا من القصف المستمر. وكشفت مصادر فى الإدارة الأمريكية، أن حكومة بنيامين نتنياهو وجهت ببدء مناورة برية محدودة على حدود لبنان. ووفقًا لتقرير بثته شبكة «إيه بى سي»، فإن المناورة تتم على نِطاق ضيق وفى المناطق القريبة من الحدود اللبنانية وهدفها إلحاق الضرر وتعطيل جميع مواقع حزب الله، وأشار التقرير إلى أن إسرائيل لم تقرر بعد بشكلِ كامل ما إذا كانت ستشن عملية برية أم لا، لكنها مستعدة للقيام بذلك. اقرأ أيضًا | إصلاح مجلس الأمن.. أمل فى انتظاره قارات العالم وإذا حدثت عملية برية فمن المتوقع أن يكون نطاقها محدودًا، وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية مقاطع مصورة لنقل مُعدات ثقيلة إلى الحدود الشمالية، وعلى الرغم من ذلك، فإن مصادر عسكرية إسرائيلية أوضحت بحسب موقع «واللا العبري» أنه لا توجد تحركات لقوات الجيش فى لبنان، ولكن هناك يقظة واستعداد متزايد للمناورات البرية. من جانبه، قال رئيس بلدية كريات شمونة أفيخاى شتيرن، إن قوات الرضوان التابعة لحزب الله لا تزال على الحدود مع إسرائيل، معتبرًا أنه من المستحيل إزالة التهديد الذى يُشكِّله الحزب دون التدخل برًا فى لبنان. وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي، اغتيال نبيل قاووق قائد وحدة الأمن الوقائى فى حزب الله فى غارة أمس الأول على الضاحية الجنوبية، وسط تبادل القصف المستمر بين الجانبين، وواصل الطيران الإسرائيلى صباح أمس شن سلسلة غارات عنيفة على جنوبلبنان ومنطقة البقاع ومحيط مدينة بعلبك طالت المنازل والمعامل والمستودعات والمحال التجارية والمزارع، مما أدى إلى استشهاد نحو 14 شخصًا وإصابة آخرين. وأعلن الجيش الإسرائيلى ضرب مئات الأهداف لحزب الله داخل الأراضى اللبنانية بما فى ذلك منصات إطلاق صواريخ موجهة نحو الأراضى الإسرائيلية، ومنشآت لتخزين الأسلحة وبنية تحتية إرهابية إضافية تابعة لحزب الله، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلى نقلًا عن مسئول، إن الجيش يواصل ضرب قدرات حزب الله. بدوره، أكد الدفاع المدنى اللبناني، مقتل 7 مسعفين فى غارتين إسرائيليتين على بلدتى قبريخا وطيردبا جنوبىلبنان، مشيرًا إلى مقتل 9 سوريين فى غارة إسرائيلية على بلدة العين فى قضاء بعلبك، وكشفت صحيفة «بوليتيكو» أن إسرائيل دمرت نحو نصف ترسانة «حزب الله» الصاروخية خلال أسبوع من الضربات، ونقلت الصحيفة عن المتحدث باِسم قوات الدفاع الإسرائيلية «نداف شوشاني» قوله إن القوات فى حالة تأهب قصوى بعد اغتيال نصر الله. وعلى الجانب الإنساني، أعلن وزير البيئة رئيس خلية الأزمة فى حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ناصر ياسين، نزوح نحو مليون مواطن عن مناطق الجنوب، وذلك بعدما أصدرت إسرائيل خلال اليومين الماضيين توجيهات للسكان بإخلاء منازلهم، وأطلق برنامج الأغذية العالمى عملية طارئة لتقديم المساعدات الغذائية لمليون شخص متضرر من الصراع فى لبنان، وأشار البرنامج إلى أن لبنان على حافة الانهيار ولا يمكنه تحمل حرب أخرى، جاء ذلك مع إعلان وزارة الصحة اللبنانية أن أكثر من ألف شخص استشهدوا وأصيب ما يزيد على ستة آلاف جراء الهجمات الإسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين. فى المقابل، أعلن حزب الله قصف معسكر أوفيك الإسرائيلى فى الجولان بدفعة من صواريخ «فادى 1»، وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، إطلاق صافرات الإنذار فى مناطق واسعة بمحيط طبريا وجنوب الجولان، ودعت الجبهة السكان فى الجولان وصفد إلى البقاء قُرب الأماكن المحصنة، ورفع جهاز الصحة بإسرائيل حالة التأهب واستعد لمواجهة أى تحديات فى ظل تزايد التوترات على الحدود الشمالية مع لبنان، وأشار إعلام إسرائيلى إلى اندلاع 3 حرائق فى طبريا ومحيطها عقب سقوط صواريخ أطلقت من الجنوباللبناني. من جهتها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلًا عن مسئول عسكرى إسرائيلي، إن حزب الله بدأ يخطط لقصف تل أبيب، وأضاف المسئول أن هاشم صفى الدين القيادى فى حزب الله المرشح لخلافة حسن نصر الله بدأ يسيطر على حزب الله وهو أكثر تشددًا من نصر الله، كما كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن حزب الله يحتفظ بآلاف المقاتلين المتمرسين وترسانة كبيرة يمكنه استخدامها رغم مقتل نصر الله، فى غضون ذلك، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسئولين أمريكيين، أن واشنطن حذرت من أن الغزو البرى للبنان قد يشعل حربًا إقليمية.