عواصم - وكالات الأنباء: مع توسع نطاق الحرب على مدار اليومين الماضيين، تكثفت النداءات الدولية لوقف العدوان الاسرائيلى والتحذيرات من انفلات المواجهات الجارية الى حرب إقلمية أوسع. وفى لبنان، شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتى أمس على أن «العدوان الإسرائيلى المتمادى على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى ومخطط تدميرى يهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية. ودعا ميقاتى الأممالمتحدة ومجلس الأمن والدول الفاعلة للوقوف مع الحق وردع العدوان. وأشار فى جلسة لمجلس الوزراء إلى «ما أعلنه السكرتير العام للأمم المتحدة بشأن مخاوفه من تحول جنوبلبنان إلى غزة ثانية وأنها حرب يجب أن تنتهى». واعتبر أن «هذا الموقف يجب أن يكون حافزا للجميع لا سيما لدول القرار للصغط على إسرائيل لوقف عدوانها وتطبيق القرار الدولى الرقم 2735 الصادر عن مجلس الأمن وحل القضية الفلسطينية على قاعدة اعتماد حل الدولتين والسلام العادل والشامل». وكان جوتيريش قد حذر خلال لقاء مع «سى إن إن» من أن لبنان قد يتحول إلى «غزة أخرى» بعد الهجمات التى وقعت هذا الأسبوع على «حزب الله» فى إشارة لتفجير إسرائيل لأجهزة «البيجر» الخاصة بعناصر «حزب الله» الأسبوع الماضى. ومن جانبه، قال رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يراهن على استدراج «حزب الله» ليبادر إلى توسيع الحرب، لكنه سيكتشف أن رهانه لن يلقى التجاوب. وأشار برى فى مقابلة إعلامية إلى أن نتنياهو يستمر فى تحويل البلدات الجنوبية إلى أرض محروقة غير مأهولة يصعب العيش فيها بإتلاف مساحاتها الخضراء الصالحة للزراعة بالقنابل الفوسفورية الحارقة، وتدمير المنازل وتسويتها بالأرض، وقتل المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ ومسعفين وعاملين فى القطاع الصحى. وشدد على «أننا من جانبنا لا نريد الحرب ولن ننزلق إليها، لكن من حقنا الدفاع عن النفس بكل ما أوتينا من قوة وإمكانات، ولن ندّخر جهدا لتأمين مقومات الصمود لأهلنا فى الجنوب لمنع إسرائيل من تهجيرهم». واتهم برى نتنياهو بأنه «يضغط بالنار لجر لبنان والمنطقة لحرب كبرى، ونحن من جانبنا لن ننجر، ولن نقع فى الفخ الإسرائيلى، لا بل سنقاوم مخططه، ونتمسك بقواعد الاشتباك، ونطالب بتطبيق القرار 1701، وما على المجتمع الدولى إلا الضغط لتطبيقه على جانبى الحدود بإلزام إسرائيل بوقف خرقها الأجواء اللبنانية». وفى واشنطن، أعرب الرئيس الأمريكى جو بايدن عن قلقه إزاء التوترات فى الشرق الأوسط، وأكد أنه يبذل «قصارى جهده» لتجنب اتساع رقعة النزاع. وصرح بايدن من البيت الأبيض: «سنبذل قصارى جهدنا لتجنب اندلاع حرب أوسع نطاقا. ولا نزال ندفع بقوة» فى هذا الاتجاه. كما صرح منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض، جون كيربى، بأن تصعيد العمل العسكرى ليس فى مصلحة إسرائيل. ومن الجانب الإيرانى، قال وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى أمس إن إيران مستعدة لبدء مفاوضات نووية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك إذا «كانت الأطراف الأخرى راغبة فى ذلك». جاء ذلك فى مقطع مصور نشره عراقجى على قناته على تطبيق تليجرام. وفى نيويورك أيضا، أكد الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان أمس أن رسالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعالم هى «الأمن والسلام». وشدد بزشكيان على أنه «بدلا عن الحرب وسفك الدماء والقتل يجب أن نصنع عالما يعيش فيه جميع البشر براحة بمنأى عن اللون والعرق والقومية ومنطقة العيش». وفى طهران، نقلت رويترز عن مسئولين أمنيين إيرانيين بارزين أن الحرس الثورى أمر جميع أعضائه بالتوقف عن استخدام أى أجهزة اتصال بعد تفجير آلاف الأجهزة اللاسلكية التى يستخدمها حلفاؤه فى جماعة حزب الله فى لبنان فى هجمات دامية الأسبوع الماضى. وقال مسئول إيرانى آخر إن الشاغل الرئيسى للجمهورية الإسلامية هو حماية المنشآت النووية والصاروخية فى البلاد، وخاصة تلك الموجودة تحت الأرض.