منذ أسبوع قررت الاستغناء تماماً عن استقلال السيارة فى التنقلات الفردية واستقلال وسائل المواصلات العامة .. فقمت بتجربة جميع الوسائل وبالطبع أفضلها هو مترو الأنفاق.. ولكن عندما تخرج من أى محطة تجد موقفاً عشوائياً إما للتوكتوك أو للتمناية أو الميكروباص .. وتجد سائقى تلك المركبات فى حالة يرثى لها فمنهم من يتعاطى المواد المخدرة .. ومن خلال التجربة لم أصادف أبداً قيام أى جهة بالتفتيش عليهم .. لذا تمنيت أن يقوم المسئولون عن تلك المواقف سواء شرطة أو محليات بتفتيشات سرية.. فلماذا لا يستقل رئيس الحى مثلاً أى من تلك الوسائل وهو متخفى ليرى بنفسه سلوك هؤلاء ؟! . فظاهرة الميكروباص و«التمناية».. المحصلة النهائية لتجربة الميكروباص في مصر منذ الموافقة على تسييره كوسيلة نقل جماعى للأفراد فى السبعينيات غير إيجابية بالمرة ،بل أسهمت فى خلق أزمة مرورية مازلنا نعانى منها إلى الآن، وفرضت سلوكيات وأخلاقيات هابطة لا تتناسب وطبيعة المجتمع المصرى.. وظنت مافيا الميكروباص أنها فوق القانون فشاعت الفوضى فى الشارع بجميع أشكالها، وعجزت الحكومات السابقة عن مواجهة هذه الظاهرة التى احتلت كل شبر فى مصر مع تراجع مستوى الخدمة فى وسائل النقل الحكومى على عكس ما يحدث فى الدول المتحضرة. وفى اعتقادى أن الانتصار فى معركة الميكروباص سيكون البداية الحقيقية لفرض هيبة دولة القانون وإعادة الانضباط للشارع المصرى، وبدء وضع حلول عملية وفاعلة لأزمة المرور وخاصة فى القاهرة الكبرى.. وبخصوص القيادة المتهورة وبسرعة جنونية وإساءة معاملة الركاب واستخدام الكاسيت وآلة التنبيه بأسلوب مزعج وبدون داع وتحميل السيارة بأكثر من الحمولة المقررة القانونية، وكذلك فتح باب الميكروباص فى أثناء السير، وتحصيل أجرة أزيد من الأجرة المقررة فلابد من وجود مفتشين على مدار ال24 ساعة يتجولون بالشوارع وليس بالمواقف وليس عن طريق الحملات التى لا تسفر عن ضبط سلوك السائقين.