■ كتب: محمد كمال قررت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، في دورتها ال 40 التي ستقام في الفترة من 1 إلى 6 أكتوبر، برئاسة الناقد الأمير أباظة، تكريم ممثلتين ومنتجتين من إيطاليا، الأولى فرانسيسكا ريتونديني، التي ولدت في فيرونا، ودرست البيانو والجيتار الكلاسيكي قبل أن تنتقل لدراسة التمثيل، وأصبحت ممثلة تتنقل بين المسلسلات التلفزيونية والسينما، كما عملت مع مخرجين كبار مثل، لينا ويرتمولر وإيتور سكولا ورومانو سكافوليني وستيف باك وسينزيا ث. توريني، واليوم تعمل فرانشيسكا كمنتجة جائزة في مهرجان سترايلايت الدولي للسينما في دورته الحادية عشرة، الذي يُقام خلال مهرجان فينيسيا الدولي للسينما، ومهمة إنتاجها السينمائي (Sileo Productions) هي دعم الأعمال ذات الخلفية الاجتماعية. أما الثانية فهي إيزابيل أدرياني، المعروفة بشغفها في سرد القصص وتنوعها عبر عديد من الفنون، والحاصلة على درجة الدكتوراة في التاريخ، ولديها خلفية في العمل الصحفي، وتجمع بين حبها للأدب والتاريخ والسينما، ومثلت في أكثر من 30 فيلمًا دوليًا، وشاركت نجوم كبار مثل جورج كلوني، بينيلوبي كروز، جون كيوساك وجيم كافيزيل، كما ظهرت في السينما الإيطالية إلى جانب تشيكو زالوني في فيلم "Chebellagiornata" الذي حقق إيرادات بلغت 52 مليون يورو، وعملت مع لوكا أرغنتيرو، لينو بانفي، ماسيمو بوالدي وتيرينس هيل، وهي أيضًا مؤلفة سلسلة من 12 كتابًا بعنوان "The DNA of Fairy Tales"، التي تستكشف الأصول التاريخية للحكايات الشهيرة، بما في ذلك "The True Story of Cinderella"، التي تحكي قصة "عبدة" يونانية تزوجت من فرعون قبل 2650 عامًا بفضل حذاء، يقدم هذه الرواية الرائدة أول "سندريلا" تاريخية، ممزوجة بالتاريخ والأسطورة. قضت إيزابيل سنوات في دراسة الجوانب الأثرية والتاريخية لهذه الحضارة الجذابة كعاشقة متحمسة لمصر القديمة، وحبها العميق لمصر هو جزء كبير من عملها، مما يجعل جائزة الإنجاز مدى الحياة في عام 2024 مميزة بشكل خاص. تعد إيزابيل مخرجة ومنتجة سينمائية بارعة، بالإضافة إلى إنجازاتها في التمثيل والآدب، وتعمل حاليًا على 3 أفلام روائية طويلة، هي ": Magic Dreams"، المقرر عرضه على "أمازون" المملكة المتحدة، و"Fairy Garden" إنتاج "X4 Pictures"، وThe Meaning of Life""، الذي يعد أحدث مشاريعها، وجعل إبداعها المتنوع وتفانيها في حرفتها من إيزابيل شخصية قوية في عالم السينما، وتحمل أيضًا لقب "Miss Cinema" المرموق في إيطاليا، وتم تكريمها لإسهامتها الفنية بعدد من الجوائز الدولية، احتفالاً بإلتزامها مدى الحياة بالسينما والآدب والثقافة. وأعلنت إدارة المهرجان عن نتائج استفتاء أجراه لاختيار أفضل 100 فيلم رومانسي في تاريخ السينما المصرية، وذلك على هامش دورته الأربعين، وجرى الاستفتاء بمشاركة 52 ناقد وكاتبا وإعلاميا، ويأتي ليعبر عن شعار الدورة "الرومانسية"، وتتصدر البوستر الخاص بها النجمة الراحلة هند رستم، ويعد الاستفتاء مكملًا لمسيرة مهمة يقوم بها المهرجان لمشاركة النقاد والكتاب في اختيار أهم الأفلام التي تعبر عن نوعيات مختلفة كالكوميدية والغنائية والإستعراضية، ومنها استفتاء هذا العام الخاص بالرومانسية. وكشف الاستفتاء الذي سيتم طبعه في كتاب يوزع في أثناء الدورة، حيث جاءت النتائج لتعبر عن أن تاريخ السينما المصرية حافلًا بالأعمال الرومانسية، وجاء ترتيب أول 10 أفلام كالتالي، حيث حصل فيلم "حبيبي دائمًا" بطولة النجم الراحل نور الشريف والنجمة بوسي، على المركز الأول، وفي المركز الثاني "الوسادة الخالية"، والثالث "أغلى من حياتي"، والرابع "نهر الحب"، والخامس "بين الأطلال"، ثم السادس "أيامنا الحلوة"، والسابع "رد قلبي"، وفي المركز الثامن "معبودة الجماهير"، والتاسع "دعاء الكروان"، وحصد فيلم "سهر الليالي" المركز العاشر. وكشفت إدارة المهرجان عن وجود برنامج خاص بالسينما الفلسطينية، وذلك دعما للقضية الفلسطينية والشعب المناضل الذي يتعرض لحرب ضارية منذ السابع من أكتوبر الماضي، في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم المستمر. ويضم البرنامج الفلسطيني 9 أفلام، هي الروائي القصير "بلا جواب" للمخرجة رازن ياغي، الذي يروي قصة حقيقية واحدة من عديد من القصص غير المروية للعائلات الفلسطينية خلال النكبة في عام 1948، الفيلم مبني على رسالة مأخوذة من الأرشيف الفلسطيني، و4 أفلام تسجيلية، الأول "الحجارة الناطقة"، للمخرج خليل حمادة جبران، يتناول الفيلم قصة المسجد الأقصى المبارك المكانة الروحانية والدينية وقداسته ومكانته في الإسلام ورحلة المعراج، كما يتناول الفيلم قصة بناء قبة الصخرة المشرفة وأهميتها الإسلامية والمعمارية وصخرة الإسراء، ويعرج الفيلم أيضا على موضوع الجامع القبلي أحد أهم المعالم في الأقصى تاريخ البناء وأهمية موقعه وموضعه. اقرأ أيضا: الإسكندرية السينمائى يٌكرم «فرانشيسكا» الثانى "بعيدا عن الشمس"، للمخرج فايق جرادة، ويتحدث عن أنواع التعذيب داخل سجون الاحتلال، وقضية الأسرى التي تعد قضية إنسانية وجوهرية، وليست خبر أو مشروع موسمي، ويتناول الفيلم قصص وحكايات المعذبين داخل سجون الاحتلال، وهي الشكل والمضمون الإنساني للقضية الفلسطينية، وقضية وطن بأكمله، أما الفيلم الثالث فهو "فنانو غزة: هل تسمعوننا"، للمخرج مصطفى النبيه، ويرصد واقع مجموعة من الفنانين نزحوا من بيوتهم وعاشوا معاناة الخيمة والفقد والحرمان وتحولوا من مبدعين إلى أناس متسولين يلهثون وراء الطعام والشراب والأمان بعد أن تم تجريدهم من كل معاني الحياة واسقطوهم في جحيم أعد سلفاً، رغم موتهم المؤجل مازالوا ينتصرون للحياة. الفيلم التسجيلي الرابع، هو "شيرين"، للمخرج معن سمارة، ويتحدث عن شيرين أبو عاقلة الصحفية الفلسطينية التي استشهدت في جنين أثناء تغطيتها للعدوان الإسرائيلي على المدينة التي تقع شمال الضفة الغربية. بينما تشارك مصر ب3 أفلام تسجيلية تدعم القضية الفلسطينية، الأول "خبرهن عاللي صاير"، للمخرج عمر وليد، وهو محاولة لتوثيق المشاعر تجاه ما يحدث الآن في مدينة غزة من منظور المنزل "المكان" الذي تم تهجير أهله وتركوه وحيداً، ومن خلال جمل بسيطة نستخدمها بشكل شبه يومي في حياتنا العادية يظهر التباين بين ما يحدث في غزة وبين أبسط المتطلبات الإنسانية اليومية، حتى نصل إلى مكالمة من فتاة صغيرة تُدعى "حبيبة" تلخص كل ما يحدث بصوتها الطفولي ومشاعرها الصادقة. الثاني فيلم "لاجئ"، للمخرجة دعاء شعبان، يتناول قصة إنسانية تتوج القضية الفلسطينية حيث تمزج المخرجة أحداث العدوان على فلسطين مع مشاعر الأمل والصمود والرغبة في الحياة التي تملأ الفلسطينيين الذين شاركوا في الفيلم سواء من أهل البلد أو اللاجئين، أما الفيلم الثالث بعنوان "من أين تأتي الصورة؟"، للمخرج يوسف منيسي، ويعرض الفيلم قصص الناجين الذين عانوا من المجازر على يد الجيش الإسرائيلي، ويكشف الفيلم من خلال شهاداتهم التفاصيل المدمرة لهذه الأحداث وتأثيرها على المدى الطويل. بينما يشارك من العراق فيلم التحريك "شيرين الصحفية"، للمخرج زيد شكر، الذي يستخدم فنون التحريك ليقدم شهادته للعالم عن اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي اغتالتها يد الخسة وهي تناضل بقلمها من أجل أرض فلسطين الحبيبة، ويوضح الفيلم في مشاهد قليلة ودقائق قصيرة كيف تربصت يد الغدر بالشهيدة التي ظلت تناضل بقلمها والكاميرا من أجل تحرير شعبها وأرضها.