■ عواصم - وكالات الأنباء: من دون سابق إنذار، فوجئ اللبنانيون بصرخات تتعالى أول أمس من مئات الأشخاص بعد انفجارات طالت أجسامهم من أجهزة اتصالات لاسلكية تسمى «بيجرز» لتتضح الصورة كاملة عن عملية اختراق أصابت شبكة اتصالات حزب الله وحمل الأخير إسرائيل المسؤولية كاملة عنها. بلغة الأرقام، يحمل آلاف العناصر من حزب الله جهاز «بيجر»، وحتى الآن تشير التقارير إلى ما يقارب من ثلاثة آلاف مصاب وعشرة قتلى، فيما تتركز الإصابات بين أصابع اليد والعيون. ومنذ اللحظات الأولى لانفجار أجهزة بيجرز فى لبنان، تضاربت الروايات عن أسباب الانفجارات، ما بين شريحة ما تم زرعها فى كافة الأجهزة قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر حزب الله، ثم جرى تفعيل هذه الشريحة من خلال موجات الراديو المرسلة عبر طائرات مسيرة تم إطلاقها فى مختلف أرجاء لبنان من قبل إسرائيل، بحيث تعمل تلك الموجهات على تفجير الشريحة أو رفع سخونة بطارية الجهاز، مما يؤدى إلى انفجارها. كما تم برمجة الأجهزة لإصدار صوت تنبيه لعدة ثوان قبل الانفجار.وبدأ الهجوم الساعة الثالثة والنصف عصرًا بتوقيت لبنان، حيث أرسلت الأجهزة رسالة فى البداية لتبدو وكأنها قادمة من قيادات حزب الله، ثم بدأت تلك الرسالة بتفعيل الشحنة المتفجرة. ◄ اقرأ أيضًا | 10 إصابات نقلوا لمستشقى رياق فى البقاع بسبب انفجار أجهزة بيجر مصدر لبنانى أوضح بدوره أن أجهزة الاتصال التى انفجرت كانت مفخخة بشكل مسبق، وأن زنة العبوة التى تم تفجيرها لم تتجاوز 20 جرامًا من المواد المتفجرة، مشيرًا إلى أن أجهزة الاتصال التى تعرضت للتفجير تم استيرادها قبل خمسة أشهر. بحسب ما نقلته «رويترز» عن مصادر لبنانية فإن الأجهزة تعد أحدث طراز جلبه حزب الله خلال الأشهر القليلة الماضية. فيما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن شركة «لوبك إنترناشيونال» الأمنية قولها إن سبب الانفجار هو على الأرجح برمجيات خبيثة، مضيفة أن تلك البرمجيات رفعت حرارة البطاريات، مما أدى إلى انفجارها. أما صحيفة «نيويورك تايمز» فنقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن أجهزة بيجر طلبها حزب الله من تايوان، لكن تم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان، موضحين أن المواد المتفجرة التى دست فى تلك الأجهزة تزن حوالى أونصة إلى اثنتين. لكن الشرطة التايوانية بدأت التحقيق مع شركة «جولد أبولو» المصنعة للأجهزة.وما بين هذا وذاك، ألقت شركة «جولد أبولو» التايوانية بالكرة فى ملعب المجر، مؤكدة أنها سمحت بظهور علامتها التجارية على أجهزة بيجر التى انفجرت فى لبنان وسوريا، ولكنها كانت من صنع شركة «باك» ومقرها فى بودابست.