عجبا لمن يقف تحت الشمس ثم يبحث عن الضوء! وعجيب أمر من يغمره نور القمر فى تمامه، ثم يلجأ لمصباح يرشده فى مسيره ليلاً! أما الأكثر مدعاة للعجب العُجاب فأن يشير المسلم لأخيه أو ولده، باتباع نجم، أو عَلم، أو مُبدع،.. ، .. أو كائنٍ من كان باعتباره القدوة التى يمثلها، أو المثل الأعلى الذى عليه أن يتبع خطاه فى مسيرته، ومشوار حياته. لقد كان لنا فى رسول الله أسوة حسنة، كما جاء التوجيه الإلهى الواضح الذى لا لبس فيه، ولا مجال لخلاف حوله، ومع ذلك نقتدى بسواه، ونتمثل فى سلوكياتنا غيره! لا بأس أن يكون ثمة إعجاب أو اهتمام بأحد جوانب شخصية فذة، أو مبدعة، ولاخير عندئذ فى الاستفادة من هذا الجانب فى حياتنا، لكن الخطوة تكمن فى التأسى بالإمّعات والرويبضة، ولا لشىء إلا لأن بعض هؤلاء له بريق خادع، أقرب إلى ما يعكسه الوحل عند الظهيرة من أشعة! لقد أهدى الخالق العظيم البشرية جمعاء، خاتم الأنبياء والمرسلين، الذى جاء ليتمم مكارم الأخلاق، عبقرى فى كل أداءاته، ومهامه، وأدواره الدنيوية والدينية على السواء، ثم إنه جمع كل الفضائل فى صدره، وتحلى بصفات لم يحزها غيره، فهل ثمة عاقل يتسلح بالوعى أن يبحث حوله، أو على صفحات التاريخ عن قدوة سوى سيد الخلق؟! وإذا كان هناك من يصفنى بالتحيز للرسول الذى أؤمن برسالته، فهل كان المسيحى الأمريكى مايكل هارت منحازاً عندما صنف فى كتابه: «المائة: تقويم لأعظم الناس أثراً فى التاريخ» أن يتصدر نبينا الكريم هؤلاء؟ فى سطوره الأولى يقول هارت: لقد اخترت محمداً «» فى أول هذه القائمة ولابد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار ومعهم حق فى ذلك، ولكن محمداً عليه السلام هو الإنسان الوحيد فى التاريخ، الذى نجح نجاحا مطلقا على المستوى الدينى والدنيوى. ثم يضيف مختتماً شهادته: إن الامتزاج بين الدين والدنيا هو الذى جعلنى، أؤمن بأن محمدا «صلى الله عليه وسلم» هو أعظم الشخصيات أثراً فى تاريخ الإنسانية كلها.. لا تبحثوا عن قدوة، وأنتم أتباع سيد الخلق ولا تدلوا من يسألكم عن مثل أعلى إلا على انتهاج منهجه، ولا تنصحوا من تحبون إلا بالتأسى بخلقه، لأنه الإنسان الكامل . ردوا الشىء لأصله، ولتكن قدوتكم الرسول «» حتى تتنكبوا الطريق القويم.