تعود أحداث الواقعة في الستينيات، حيث أصبح اسمها يرعب قلوب الأمهات في الإسكندرية، بعدما دفنت مشاعرها وسط أنقاض من السخط والكراهية والرغبة في الانتقام من كل الناس الذين يعيشون حولها. إن "ريا وسكينة" سفاحتي حي اللبان أصبح اسمها يتضاءل أمام الهانم الجديدة التي كونت أخطر هواية لخطف الأطفال. واتجهت نعمات هانم إلى الجريمة، رغم أنها ثرية، وثروتها تقدر بالملايين، وحاصلة على دبلوم خياطة من باريس، وتجيد اللغة الفرنسية، والإنجليزية. وبسبب جرح دفين في أعماقها، بعدما تزوجت 3 رجال ذابت في حب كل منهم على التوالي. لكنهم تركوها واحدا وراء الآخر لأنها عاقر لاتنجب. بدأت نعمات هانم تكره الدنيا ومافيها، بسبب فشلها في الحب وعدم الانجاب، وقررت الانتقام، وكان انتقامها يتلخص في رغبتها بهدم البيوت الزوجية السعيدة، وكونت عصابة خطيرة بدأت بواسطتها تخطف أطفال من الإسكندرية والقاهرة كي تحرق قلوب أمهاتهم! لم تتضح جرائم هذه المرأة الرهيبة للناس إلا عندما رأى رجال المباحث فتاة سمراء في الرابعة عشرة من عمرها وهي تحمل طفلة على ذراعيها، وبدت عليها حالة من الارتباط والاطفال وهي تسير في ساعة متأخرة من الليل. وبسؤالها قالت إنها تعمل خادمة عند نعمات هانم السيدة القرية بالاسكندرية، والمقيمة في فيللا أمير الشعراء أحمد شوقي، والطفلة الذي تحملها ابنة خادمة تعمل معها عند الهانم. قام رجال المباحث بتسليمها إلى قسم الأحداث الذب امر باستدعاء الهانم لاستلام خادمتها بعد دفع التكاليف، وبالفعل جاءت الهانم، إلى مكتب الأحداث بالإسكندرية، سيدة وصورة، شخصيتها قوية، ولم يشك أحد من رجال مباحث الأحداث في أمرها. وبعد إجراءات تسليمها الخادمة والطفلة، تشكك أحد ضباط المباحث في أمرها عندما شاهد أنها حضرت ومعها محام، والمسألة لا تتطلب إلى وجوده، إذ أن الأمر لايعدو بأن ندفع الغرامة وتتسلم الخادمة والطفلة. وتم محاصرتها والخادمة بالأسئلة، ولم تفلح في الإفلات من رجال المباحث، وانهارت أعصاب الخادمة، وبدأت تروي اعترافاتها المثيرة، حيث أن الطفلة التي كانت تحملها، متوجهه إلى أحد المنازل لتسليمها لأحد الأشخاص، وتتسلم منه مبلغا من المال، وأنها ضلت الطريق وضاع منها عنوانه. على الفور قامت فرقة من رجال المباحث وتوجهوا إلى فيللا أمير الشعراء التي استأجرها الهانم، وكانت المفاجأة حيث وجدوا 10 أطفال تتراوح أعمارهم مابين العام والثمانية أعوام، وكل طفل ينام في حجرة وسرير خاص به. وتوكلت الاعترافات، الاي اتضح بها أن نعمات هانم تتاجر قي الاطفال، وتتكلم عصابة لسرقتهم، ولها شركاء كثيرون بالقاهرة والاسكندرية. وألقي القبض عليهم جميعا، وأحيلوا إلى النيابة التي قررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات. وحاولت نعمات هانم أن تبدو أثناء التحقيقات على أنها سيدة مجني عليها، حرمت من نعمة الاطفال، وأنها ارتكبت هذه الجرائم وهي في حالة جنون، واقعة تحت تأثير ظروف معينة في حياتها. المصدر مركز معلومات أخبار اليوم