رغم إيثار زوجته وأطفاله على نفسه والعطاء الذى لم يضع له حدوداً، فقد الشاب أحمد عطية حياته بعد تلقيه أعيرة نارية أطلقها عليه شقيق زوجته، حينما دب خلاف بينه و بين زوجته بعد طلبه منها بيع بعض مصوغاتها الذهبية التى اشتراها لها بماله، ليوفر ثمن جلسات علاج والدته من مرض السرطان. لم تصن الزوجة معروفاً لزوجها، الذى عمل فى 3 مهن ليوفر المال ويشترى لها شقة جديدة فى منطقة أكثر رقياً، وسيارة موديل حديث توفر لها رفاهية فى التنقل هى وأطفالها، لكنها خذلته حين ضاقت عليه الدنيا ومرضت والدته. عاش أحمد حياة بسيطة مع أسرته، بين سعى واجتهاد أصبح فنى كهرباء ماهراً، أتاح له ذلك العمل فى ميناء السخنة، وظيفة توفر دخلاً يمكنه أن يقيم أسرة، قرر الزواج واختار إحدى الفتيات كان يعرفها جيداً قبل الزواج منها، أسس وجهز بيته قبل 15 عاماً فى منطقة الألبان الشعبية بحى الأربعين. عمل أحمد فنى تكييف وتعلم فن صقل وتوضيب الأحجار الكريمة، قبل شهور رُزق أحمد بمولود ذكر بعد 4 بنات، كان قرة عينه لم تنتقص محبته من محبة أخوته البنات، بعد المولود الخامس طلبت أمه من أحمد أن يشترى لها سيارة، استجاب الزوج واشترى سيارة موديل حديث توفر لها وسائل الرفاهية وسهولة التنقل من مكان لآخر هى والبنات. رغم عمله فى أكثر من مكان ورعاية أسرته لم يقصر أحمد فى اهتمامه بوالديه، اللذين كان يوليهما عناية كبيرة وكذلك أشقاؤه الأصغر سناً، كانت والدته تعانى بعض الآلام فى جسدها، بعد الكشف عليها فى السويس جاءته الفاجعة، السرطان ينهش فى جسدها العجوز، رأى أحمد أنه لزاماً عليه أن يوفيها حقها ولم ينتظر دورها فى العلاج على نفقة الدولة، لم يدخر جهداً ولا وقتاً فى السفر للقاهرة لتشخيص الحالة وتحديد برنامج العلاج وتلقى جلسات الكيماوي، استنزف ذلك الكثير من المال، دون إرادة منه وأثر ذلك على نفقات أسرته، ومصروفات زوجته. ضائقة مالية لم تمر عليه بتلك الشدة من قبل، أراد أن يستكمل جلسات علاج والدته، والتى إن توقفت يضيع مفعول ما سبقها من جرعاتٍ تحملت فيها دواء يسير كالنار فى عروق الجسم، ستسوء حالتها سريعاً بعد تمكن المرض مرة أخرى منها. وعملاً بنصيحة زوجته، كان أحمد يدخر المال فى شكل مصوغات ذهبية وحلى تتزين بها الزوجة، أراد أن يسترد بعضاً مما أدخر، طلب منها أن تعطيه قليلاً من الذهب ليستكمل علاج والدته، وقبل حادث مقتل أحمد عطية بساعات كان وزوجته فى قسم الشرطة، يحاول درء بعض الخلافات التى تحولت إلى بلاغات رسمية، اتفقا على أن يوقعا على مذكرة صلح، عسى أن تصفو الحياة لهما مرة أخرى، يعود أحمد وزوجته إلى البيت ومعه والدتها، لكن فى البيت يتجدد الخلاف بعد حضور أشقاء زوجته وأقاربها. وسط الشجار يُخرج أحدهم سلاحاً نارياً غير مرخص ويهدد أحمد، يطلق عيارين الأول يستقر بين قدميه، والآخر فى صدره، وبينما الدماء تسيل منه هرب الضيوف وبقيت الزوجة والأم، حضر رجال الإسعاف لإنقاذ أحمد لكنه فارق الحياة.