لقد تقلصت فرص التوصل إلى هدنة بغزة وسط تمسك حماس وإسرائيل بشروطهم، حماس وإسرائيل ترفضان حلول الوسطاء، وواشنطن تؤكد مواصلة العمل «الدؤوب» فى القاهرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والمفاوضات مستمرة ولا مستمرة، شهور طويلة ونحن نعيش مسرحية بطولة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، البطل لا يريد لعرض المسرحية أن ينتهى حتى ولو كان على جثث الأحياء..أقصد المتفرجين..! والمُخرج الأمريكى يوفر الحماية والدعم لاستمرار هذه الحرب، لا يريد إنهاء العرض رغم تصريحه بالشعور بالقلق إزاء تصاعد الصراع فى الشرق الأوسط إلى حرب أوسع نطاقاً..! المخُرج الأمريكى مستفيد من هذا الصراع مادام سيحكم سيطرته على المنطقة ومادامت أرباح شركات الأسلحة الأمريكية فى ارتفاع مستمر. ولا عزاء للمشاهدين طالما هُم صامتون والجميع سيدفع الثمن..! رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يستخدم السياسة التصعيدية، يتحكم فى العالم بشعوبه وملياراته، لا تردعه قوانين ولا يردعه أى تهديدات خارجية أو داخلية وكأننا فى غابة..! لكل ظالم ضمير ميت، لقد غرته سطوته وغرته الحياة الدنيا « وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ لله جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ العَذَاب «. تجاوز عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة 75 ألف ما بين شهيد وجريح، لقد ارتفعت حصيلة الشهداء حتى أمس إلى40738 شهيداً منهم 16673 من الأطفال، و 11269 من النساء منذ السابع من أكتوبر الماضي..هذا العدد الكبير يشرخ قلوب الشعوب فى العالم بشرقه وغربه وشماله وجنوبه ولا تهتز شعرة من ساسته الذين تحجرت قلوبهم وقست نفوسهم متناسين أن بعض الجروح لا تلتئم وفى القدس يوماً ما سينطق الشجر ويصرخ الحجر. ويا شجرة الغرقد هميّ بنا إلى آخر الزمان فلم نعد نحتمل صراخ أطفال احتضنتهم قذائف الاحتلال. ونساء ثكلتهم الأيام.