أسرة صغيرة بسيطة، لايعنيها من الدنيا شيئٌ سوى قدوم عائلها، بعد عودته من عمله لتأنس به ويأنس بها، ويمكثا سويًا ما قُدر لهما من وقت، ولم تكن تعلم العائلة المنكوبة بأنهم سيموتون غرقًا في نهر النيل. بداية النهاية عندما عاد الأب الذي اعتاد التفاني في عمله، واستقبلوه استقبال الفاتح، تعلو وجوههم سعادة غامرة، وابتسامة عريضة يتسابقون في احتضان أبيهم، وبعد أن تبادلا الضحكات والأحزان طلب منه ابنه الوحيد لأربعة شقيقات أن يصطحبهم في نزهة إلى النيل حيث حرارة الجو الحارقة، وازدادوا في الإلحاح، فما كان منه إلا الموافقة، وانطلقت الصرخات التي يشوبها سعادة وفرحة عارمة. اقرأ أيضا| «لحام الأوكسجين».. ومتعة ب 150 ألف جنيه وتوجهوا إلى شاطئ النيل ولم يعلموا بأن النهاية قد اقتربت، وافترشوا الملاءة فوق الخضرة، وتبادلوا الضحكات والنكات، واقترب الابن من الأب يطلب منه أن يسمح له بالتنزهة في مياة النيل بجوار الشاطئ. وجاءت ساعة الصفر حيث الابن الصغير جرفته مياة النيل لعدم إجادته للسباحة، وتحولت ضحكات الفرح إلى صرخات مدوية حزينة يسبقها دموع كالشلالات، حيث الصغير يطفو ويغرق داخل مياة النيل، وفي لمح البصر قفز الأب وشقيقاتاه في محاولة لانقاذه من الغرق لكن دون جدوى وأخذوا يصارعون الغرق وخارت قواهم، ولقوا جميعا مصرعهم غرقا. وبورود بلاغ لغرفة النجدة بمديرية أمن الجيزة يفيد بغرق 4 أشخاص في نهر النيل بإحدى قرى أطفيح.. على الفور انتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ وتبين أن أب و3 من أبناءه تعرضوا للغرق، وتم الاستعانة برجال قوات الإنقاذ النهري لانتشال جثث العائلة المنكوبة وسط مشهد يدمي القلوب. وصرحت النيابة العامة بدفن الجثث بعد العرض على الطب الشرعي الذي أكد من خلال مناظرة الجثث، عدم وجود أي إصابات ظاهرية، وأن سبب الوفاة هو إسفكسيا الغرق.