لا مبالغة فى القول بوجود حقيقة مؤكدة على أرض الواقع، يدركها كل المراقبين والمتابعين للتطورات الجارية على ساحة القتل والدمار وحرب الإبادة المشتعلة فى غزة، وكذلك العدوان المتصاعد لقوات الاحتلال الإسرائيلي، على المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية فى الضفة الغربية، وأيضا الانتهاكات المستمرة للمسجد الأقصى من جانب المستوطنين المتطرفين فى حماية جيش الاحتلال. هذه الحقيقة تؤكد أنه من الخطأ أن يتصور البعض، أن العدوان الوحشى واللا إنسانى الإسرائيلي، يستمد قوته وقدرته على الاستمرار والتصاعد نتيجة الحماية الأمريكية له والموافقة عليه من خلال التصريح الأمريكى المتكرر بحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، الذى أعلنه وأكد عليه الرئيس «بايدن» وكذلك كل المسئولين الأمريكيين طوال الشهور الماضية. ذلك تصور ناقص ويفتقر إلى الدقة الواجبة، نظرا لكونه لا يعبر بصدق عن الحقيقة القائمة على أرض الواقع، والتى تقول بأن هذا العدوان الوحشى والمتصاعد يتم بمشاركة أمريكية واضحة ومعلنة منذ بدايته وحتى اليوم. وإذا كان العالم يشهد ويتابع طوال الشهور الماضية، ما يقوم به جيش الإرهاب والتطرف الإسرائيلي، من جرائم وحشية وحرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى فى عمومه وأهالى غزة على وجه الخصوص،...، فإن على الكل أن يدرك أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست مجرد مؤيد أو داعم لهذه الجرائم بل هى شريك فاعل بها.. ونظرة فاحصة ومدققة لمجريات الأحداث وتطوراتها فى ساحة الحرب فى غزة، تؤكد هذه الحقيقة من خلال الحشد غير المسبوق للقوات الأمريكية البحرية والجوية، وتحريكها لأكثر من حاملة طائرات والعديد من السفن والغواصات وحاملات الطائرات الأمريكية، كى تستقر فى المنطقة ومواقع الأحداث لحماية إسرائيل وإرهاب كل من يحاول تهديدها. كل هذا وغيره كثير، يؤكد الحقيقة الواضحة، وهى أن أمريكا شريك فى العدوان، والإبادة، وليست مجرد داعم أو مساندة لإسرائيل فى عدوانها الإجرامى البشع.