من بين الولاياتالأمريكية الخمسين تحسم سبع ولايات فقط نتائج الانتخابات الأمريكية والتى يطلق عليها الولايات المتأرجحة وهى ولايات بنسلفانيا وجورجيا وميشيجن وأريزونا ونيفادا وويسكونسن ونورث كارولينا ويبلغ مجموع أصواتهم فى المجمع الانتخابى 92 صوتا من بين 538 صوتا هى إجمالى أصوات المجمع الانتخابى ويحتاج المرشح إلى 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابى للفوز فى الانتخابات. وفى انتخابات 2020 ساهم فوز بايدن فى هذه الولايات فى فوزه بالرئاسة. ولأن أصوات هذه الولايات ليست مضمونة لأى من الحزبين مثل باقى الولاياتالأمريكية التى لم يشهد تاريخها الانتخابى تغيير تصويتها من أى الحزبين للآخر، تشتد المنافسة بين المرشحين فى هذه الولايات، ويكثف كل منهما نشاطه للفوز بأكبر عدد منها. اقرأ أيضًا | «ضوء أخضر» لبن غفير لإشعال النار في «الأقصى» وأظهر استطلاع للرأى أجرته «رويترز/إبسوس» أن المرشحة الرئاسية الديمقراطية كاميلا هاريس حصلت على تأييد بلغ 45 بالمائة مقابل 41 بالمائة للمرشح الجمهورى دونالد ترامب وأن هاريس أثارت حماسة جديدة بين الناخبين وفى السباق قبل انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل. وقبل انسحاب بايدن من السباق، أظهرت استطلاعات الرأى باستمرار أن ترامب سيهزمه فى معظم الولايات الحاسمة، على الرغم من فوز بايدن بست من الولايات السبع (باستثناء ولاية كارولينا الشمالية) فى انتخابات عام 2020. وبعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسى قلص ترشح نائبته كاميلا هاريس الفارق بين مرشحى الحزبين فى هذه الولايات، حيث أظهر استطلاع الرأى الذى أجرته صحيفة «ذا هيل» أن هاريس تتفوق على ترامب فى جورجيا (49 فى المائة مقابل 48 فى المائة)، وميشيجن (50 فى المائة مقابل 47 فى المائة)، ونيفادا (49 فى المائة مقابل 48 فى المائة). وفى المقابل، يتقدم ترامب فى أريزونا (50 فى المائة مقابل 47 فى المائة)، ونورث كارولينا (49 فى المائة مقابل 48 فى المائة)، وويسكونسن (49 فى المائة مقابل 48 فى المائة). ويتعادل الاثنان بنسبة 48 فى المائة لكل منهما فى بنسلفانيا. وهناك انقسام صارخ بين الجنسين، مماثل لذلك الذى حدث عام 2020، حيث أكدت نتائج الاستطلاع أن هاريس تتقدم على ترامب بين الناخبين المستقلين فى ست من الولايات السبع المتأرجحة، باستثناء نيفادا، حيث تقدم ترامب على هاريس بين المستقلين. وكذلك يحقق المرشح الجمهورى نتائج أفضل قليلا مع الناخبات فى أريزونا. لكن أداء هاريس أفضل منه مع النساء فى الولايات الست الأخرى. كما تحقق هاريس نتائج أفضل مع الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا فى كل الولايات المتأرجحة. لكن الرئيس السابق يحقق نتائج أفضل عبر الولايات السبع مع الناخبين الذكور. وتشير الاستطلاعات إلى أن فرص الديمقراطيين تحسنت بشدة بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسى حيث كان الديمقراطيون قلقين بشأن قدرتهم على الفوز فى ميشيجن لو بقى بايدن مرشحا، ولكن مع ترشيح هاريس، تبدو هذه الولايات أكثر تنافسية مرة أخرى. وتختلف ميشيجن فى تركيبتها السكانية عن باقى الولايات اذ يسكنها الكثير من العرب والمسلمين والذين يسيطر عليهم مؤخرا حالة من الغضب من سياسة الإدارة الأمريكية الحالية - والتى تعتبر هاريس جزءا منها - من الحرب فى غزة واستمرار دعمها للكيان الصهيوني. وهو ما دفع هاريس لتعيين المحامية الأمريكية من أصل مصرى بريندا عبد العال ضمن طاقم حملتها الانتخابية لتكون مهمتها جذب الناخبين العرب وتقريب وجهات النظر معهم فى الولايات التى يتمركزون بها. وتحظى هاريس بموجة من الزخم بعد انعقاد المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى فى شيكاغو. ويترقب المحللون لمعرفة ما إذا كان ذلك سيترجم إلى أرقام أفضل لها فى الاستطلاعات. حيث أظهر استطلاع مؤسسة «ديسيجين ديسك» أن هاريس تتقدم على ترامب بنسبة 50 فى المائة مقابل 45 فى المائة. ويمثل تقدم هاريس على ترامب فى ولايتى نيفادا وجورجيا المتأرجحتين تحولا للديمقراطيين حيث تستفيد هاريس من الدعم المتزايد من الناخبين الإناث والسود الشباب. وتتلقى هاريس المزيد من الدعم من الناخبين الأصغر سنا والملونين والإناث وفقا لاستطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا، والذى أشار إلى أن هاريس حصلت على دعم من 84٪ من الناخبين السود فى استطلاعات الرأي. وهى حصة دعم أعلى مما كان يتمتع به بايدن قبل الانسحاب من السباق فى يوليو. وسارعت هاريس لبذل المزيد من الجهد مع نائبها تيم والز فى جورجيا فى نفس اليوم الذى أجرت فيه أول مقابلة تليفزيونية لها بعد ترشحها للرئاسة والتى أجرتها مع شبكة «سى إن إن» الإخبارية ومعها نائبها والز. وتبذل هاريس المزيد من الجهد فى هذه الولاية التى صوتت لصالح لجمهوريين فى انتخابات 2016. لكن الديمقراطيين ومرشحهم جو بايدن انتزعوا الفوز فيها فى انتخابات 2020، وتفوقوا على ترامب بنحو 12 ألف صوت فقط، فى عملية اقتراع أدى إقبال السود والشبان على الإدلاء بأصواتهم دورًا حاسمًا فيها.