وول ستريت جورنال: واشنطن تخشى تسليح بوتين للحوثيين    فسحة مشؤومة لحديقة الحيوان، لحظة غرق طفلة وإنقاذ والدتها بأعجوبة في نيل أسيوط (فيديو)    وفاء صادق تكشف مفاجأة عن وفاة الفنانة ناهد رشدي    أجمل رسائل المولد النبوي الشريف.. أرسل التهاني للأهل والأصدقاء    تبيه عاجل من جامعة حلوان لجميع الطلاب الجدد    التأكيد على دور النقابات.."عمال مصر" يشيد بتوصيات البريكس    اليوم.. النظر في قضية أمام عاشور وفرد الأمن    تأكيد أمريكي لمقتل 4 قادة بداعش ضمن 14 عنصرا قضوا في عملية مشتركة مع العراق    «اللوحات الفنية» جمال على الجدران    من هو معلق مباراة الأهلي ضد الزمالك في السوبر الإفريقي؟    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف نغم طلعت.. طريقة عمل المانجو الكريمي    احذروا النتائج السلبية في حالة الحساسية| «حقنة المضاد الحيوي» تهدد حياة الأطفال    بالخل وزيت الزيتون.. أسهل 3 طرق للتخلص من تراكم الدهون على حوائط المطبخ    سبب مثير للقلق.. مفاجأة حول الإصابة بسرطان الأمعاء وجرثومة المعدة    «مكانه زحمة».. تعليق مثير من مدرب المنتخب السابق على صفقات الأهلي الجديدة    بعد إعلان الحد الأدنى.. الكليات والمعاهد المتاحة في تنسيق الثانوية العامة الدور الثاني (سجل الآن)    الجرام يتخطى 3980 جنيه.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الكبير (بداية التعاملات)    كامالا هاريس: حان الوقت الآن لوقف إطلاق النار في غزة    استعد لظبط ساعتك.. آخر موعد للعمل بالتوقيت الصيفي 2024 والمواعيد الجديدة لغلق المحلات    الزراعة: الدولة تضع الفلاح المصري على رأس أولوياتها    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مدينة غزة ومخيم جباليا    ليونيل ميسي يعود اليوم إلى الملاعب بعد غياب شهرين    عبدالناصر زيدان: توقعت فشل صفقة بوبيندزا مع الزمالك منذ البداية    موعد مباراة تشيلسي ضد بورنموث في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    تعرف على خريطة إجازات 2025.. وموعد المناسبات والأعياد القومية والدينية    رسميا الآن.. لينك تنسيق الدور الثاني 2024 الثانوية العامة.. سجل رغباتك عبر موقع التنسيق الإلكتروني    حماية الطفل بالمنيا تنظم دورات تدريبية لمعلمات رياض الأطفال    حملات توعية عن قضايا السكان والهجرة غير الشرعية بالمنيا    حلمي عبد الباقي: الجيل الحالي من المطربين محظوظ    بابا الفاتيكان يحث الكاثوليك الأمريكيين على اختيار "أخف الضررين" بالانتخابات    احتفالات المدارس باليوم الوطني السعودي 94 تمتد ل 9 أيام    الدولار يتراجع إلى أقل مستوى في 9 أشهر مقابل الين    "4 أيام متتالية" خطة قطع المياه في القاهرة الجديدة    ضمن مبادرة «صيف شبابنا».. ندوات دينية عن الاحتفال بالمولد النبوي بالمنيا    عمرهما 5 و 6 أعوام.. إصابة شقيقين بطلقات نارية في ظروف غامضة بقنا    انقلاب سيارة نقل على أخرى ملاكي وإنقاذ صاحبها ونجله بأعجوبة بحدائق أكتوبر (فيديو)    انتشال جثة شاب غرق في ترعة المحلة الكبرى    موعد مباراة الزمالك والقنوات الناقلة في كأس الكونفيدرالية الإفريقية.. موقف الصفقات الجديدة اليوم    مرتضى منصور: لماذا لا ندعم المظلومين إلا بعد وفاتهم؟ (فيديو)    بحضور نجوم كرة القدم.. أول صور من حفل زفاف ابنة ربيع ياسين    برج الجدي.. حظك اليوم السبت 14 سبتمبر 2024: خبر سار في العمل    أنغام توجه رسالة خاصة للملحن رياض الهمشري وتهدي له هذه الأغنية من حفل جدة    محمد السعيد يبهر لجنة تحكيم «كاستنج» وعمرو سلامة: «هايل»    عمرو أديب: "عايزين قانون إجراءات جنائية متوافق عليه.. إحنا أكتر شعب بيدخل القسم"    معلومات عن مسلسل «حق آدم» لحسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025    فلسطين.. غارة جوية إسرائيلية عنيفة على مدينة غزة    تكريم 247 طالبا وطالبة من حفظة القرآن الكريم والمتقوقين دراسيا بالمحلة.. صور    أحمد عمر هاشم: أؤمن بكرامات الأولياء مثل السيد البدوي    الصومال ترفع علاقتها مع مصر إلى أعلى مستوى.. وتحذر إثيوبيا    احذروا الرطوبة.. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم السبت 14 سبتمبر 2024    أول صورة للطفل مروان ضحية انقلاب ترويسكل ببحر البطس بالفيوم    مصرع طفل سقط فى بيارة صرف صحى بقرية البغدادى جنوب الأقصر    يحدث ل2% من الحوامل، أعراض ومضاعفات الحمل خارج الرحم    سعر الدولار الآن مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 14 سبتمبر 2024    صرف منحة المولد النبوي للعاملين بالقطاعين الحكومي والخاص.. مرتب شهر أو "علبة حلاوة"    بعد سلق "الإجراءات الجنائية"..غضب نقابي وسياسي من هجوم تشريعية النواب على نقيب الصحفيين خالد البلشي    وكيل أوقاف الفيوم يفتتح مسجد الرحمة بقرية شرف الدين    ما حكم شراء الحلوى وأكلها في ذكرى المولد النبوي؟.. الأزهر يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سامح فواز يكتب: في متاهة الشرق الأوسط.. بايدن يبحث عن مخرج ونتنياهو يغلق الأبواب

في مشهد سياسي يتسم بالتعقيد والتقلب، تبدو الاستراتيجية الدبلوماسية الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي كمن يحاول إخماد حريق بنفخة هواء، فمنذ هجمات طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي، والمنطقة تغلي كمرجل على نار حامية، مع تصاعد وتيرة العنف وتزايد احتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة.
إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجد نفسها في مأزق حقيقي، فمنذ 327 يوما، لا تزال واشنطن تسعى جاهدة لتحقيق ثلاثية صعبة المنال، وهي ردع محور إيران، تحقيق اختراق دبلوماسي قبل الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر، وإنهاء المأساة الإنسانية في غزة، إلا أن هذه الأهداف تصطدم بصخرة صلبة تتمثل في سياسات متطرفة ومتعطشة للدماء لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي.
نتنياهو، الذي يبدو أنه خرج من تحت عباءة إدارة بايدن، يتصرف بعناد سياسي ملحوظ، فهو يدرك أن بقاءه في السلطة مرهون باستمرار حالة الحرب، وأن أي اتفاق سلام قد يطيح بائتلافه الحكومي الهش.
وفي خطوة مثيرة للجدل، يبدو أن نتنياهو يحضر للارتماء في أحضان إدارة ترامب المحتملة، مراهناً على تغيير في البيت الأبيض قد يمنحه هامشاً أوسع للمناورة.
هذا التحول في موقف نتنياهو يضع عراقيل كبيرة أمام الجهود الدبلوماسية الأمريكية، فوزير الخارجية أنتوني بلينكن، في زيارته التاسعة لإسرائيل، بدا كمن يحاول إمساك الدخان بيديه، إذ أن إعلانه عن قبول إسرائيل لمقترح أمريكي للتوفيق قوبل بتجاهل من نتنياهو، بل إن كبير المفاوضين الإسرائيليين رفض المشاركة في المحادثات، في إشارة واضحة إلى تصدع العلاقة بين واشنطن وتل أبيب.
ومما يزيد الأمر تعقيداً، أن العلاقة بين بايدن ونتنياهو شهدت تحولاً دراماتيكياً، فبعد أن كان بايدن يدعم نتنياهو بشكل مطلق منذ بداية عملية "طوفان الأقصى"، أصبحت التسريبات من البيت الأبيض تكشف عن مكالمات حادة ومليئة بالصراخ بين الطرفين، مما يعكس حجم الخلاف المتزايد بينهما.
في المقابل، يبرز الدور المصري كشعاع أمل وسط هذا الظلام الدامس، فمصر بموقعها الاستراتيجي وخبرتها الدبلوماسية العريقة، تقف في الخطوط الأمامية لجهود نزع فتيل الأزمة.
الدبلوماسية المصرية تسعى بدأب لفتح قنوات الحوار بين الأطراف المتنازعة، وتقديم مبادرات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. موقف مصر الثابت ضد تهجير الفلسطينيين، خاصة إلى سيناء، يشكل حائط صد أمام مخططات قد تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.
لكن رغم هذه الجهود المصرية الحثيثة، تبقى المعضلة الأساسية قائمة، وهي عجز الولايات المتحدة عن لعب دور الوسيط النزيه، إذ أن رفضها أخذ مواقف حماس التفاوضية على محمل الجد، والتي تشمل مطالب مشروعة كالانسحاب الإسرائيلي الكامل ووقف إطلاق نار مستدام، يحكم على المحادثات بالفشل المتكرر، وهذا الموقف الأمريكي المنحاز يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني ويقوض فرص السلام الحقيقي.
إن الوضع الحالي يستدعي إعادة النظر في طريقة التعامل مع إسرائيل، فالضغط القانوني والسياسي والاقتصادي، وإعادة تقييم سياسات تزويد الأسلحة، قد تكون السبل الوحيدة لدفع إسرائيل نحو مسار السلام، ونتنياهو، الذي يتصرف بتهور سياسي ودموية هو وحكومته، لا ينبغي منحه المزيد من الدعم غير المشروط.
في خضم هذه التطورات، يبدو أن حل الدولتين، الذي طالما نادى به المجتمع الدولي، يصبح يوماً بعد يوم أبعد منالاً، فالتوسع الاستيطاني المستمر والسياسات الإسرائيلية المتشددة تقوض بشكل منهجي إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
في خضم هذا المشهد المعقد، تبقى القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع، إذ أن معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة المحاصرة، تستمر دون هوادة، والحصار الخانق، والقصف العشوائي، وتدمير البنية التحتية، كلها جرائم تستوجب المساءلة الدولية، كما أن الصمود الفلسطيني في وجه هذه المحنة يجسد إرادة شعب يرفض الاستسلام لمنطق القوة والظلم.
ختاماً، اقولها بصدق يبدو أن المنطقة تقف على مفترق طرق حاسم، فإما أن يستمر نهج التصعيد والعنف، مما قد يقود إلى كارثة إقليمية، أو أن تتضافر الجهود الدولية والإقليمية، بقيادة مصر ودول المنطقة، لفرض مسار سلمي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح الأن.. هل ستدرك الإدارة الأمريكية، قبل فوات الأوان، أن السلام الحقيقي والدائم لا يمكن أن يبنى على أساس الظلم والتحيز؟ إن مستقبل المنطقة بأسرها يتوقف على الإجابة عن هذا السؤال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.