وسط انشغال القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى بالأحوال المضطربة بالمنطقة المحيطة بالدولة المصرية ومحاولات الإصلاح الداخلى وآخرها استجابته السريعة لتوصيات الحوار الوطنى بشأن قضية الحبس الاحتياطى يواصل الرئيس السيسى جهوده ومتابعاته الدءوبة للقضية الفلسطينية والأوضاع اللبنانية . وفى هذا السياق أكد الرئيس أن الوضع الإقليمى الراهن يتطلب وقفه حاسمة من المجتمع الدولى وجميع الأطراف الفاعله لبذل كافة المساعى وتكثيف الضغوط لنزع فتيل التوتر ووقف حالة التصعيد التى تهدد أمن المنطقة بالكامل محذراً فى هذا الصدد من مخاطر فتح جبهة جديدة فى لبنان ، كما أكد الرئيس خلال استقباله يوم الأحد الماضى 25 أغسطس الجنرال تشارلز براون رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية والوفد المرافق له ، فى حضور الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى ، ضرورة صون استقرار لبنان وسيادته مشدداً على ضرورة التجاوب مع الجهود المشتركة المصرية الأمريكية القطرية الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بقطاع غزة بشكل فورى وتبادل الأسرى والمحتجزين بما يسمح بتعزيز مسار التهدئة والإستقرار بالمنطقة .. وإذا عدنا إلى الوراء قليلاً فسنقف كثيراً عند موافقة الرئيس السيسى على توصيات الحوار الوطنى بشأن الحبس الاحتياطى والتى أكد فيها الرئيس أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس الإحتياطى كإجراء وقائى تستلزمه ضرورة التحقيق دون أن يتحول لعقوبة مع تفعيل تطبيقات بدائل الحبس الاحتياطى المختلفة وأهمية التعويض المادى والأدبى وجبر الضرر لمن يتعرض لحبس احتياطى خاطئ . وكانت تلك التأكيدات قد نشرها المتحدث باسم الرئاسة يوم الأربعاء الماضى 21 أغسطس عبر حسابه بمواقع التواصل الاجتماعى ، وذلك بعد رفع الحوار الوطنى التوصيات بشأن الحبس الاحتياطى والعدالة الجنائية إلى رئيس الجمهورية ، ووجه الرئيس رسالة بإحالة التوصيات للحكومة وسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل التوصيات المتوافق عليها استجابة لمناقشات الحوار الوطنى التى تميزت بالتعدد والتخصص .. وقال الرئيس السيسى إن استجابته لتوصيات الحوار الوطنى نابعة من الرغبة الصادقة فى تنفيذ أحكام الدستور المصرى والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان. وبكثير من الاعتزاز والتقدير تلقى مجلس أمناء الحوار الوطنى الاستجابة العاجلة من الرئيس السيسى للتوصيات المرفوعة من الحوار الوطنى الخاصة بقضية الحبس الاحتياطى والعدالة الجنائية ، وتقدم المجلس بالشكر للرئيس لدعمه الكامل للحوار الوطنى وكذلك لانحيازه التام لتطبيق العدالة الناجزة وتفعيل الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان . ومن ناحية أخرى جاءت تصريحات كريم خان المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية وطلبه من قضاة المحكمة فى لاهاى يوم السبت الماضى 24 أغسطس عدم التأخير غير المبرر فى إصدار مذكرات اعتقال بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير دفاعه يواف جالانت ، مما سيؤثر على حقوق الضحايا فى الأراضى الفلسطينية فى الوقت الذى يتواصل فيع سقوط عشرات الشهداء والمصابين فى قطاع غزة .. وحول هذا التأخير تبرز علامة استفهام كبرى .. : « هل تهديد عدد من النواب الأمريكيين لأعضاء المحكمة بمنع دعم المحكمة مادياً لهم وراء هذا التأخير ؟؟ « وعلى جانب آخر خطير وعلى لسان مسئول إسرائيلى حذر رونين بار رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلى « شين بيت « فى رسالة بعث بها إلى عدد من المسئولين يقول فيها : إن إرهاب المستوطنين فى الضفة الغربية أصبح خارجاً عن السيطرة وأصبح يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومى ، وركزت رسالة « بار « التحذيرية على مجموعة المتطرفين اليهود باسم « شباب التلال « وهم مسلحون يشنون حملة قتل وحرق وترهيب ضد الفلسطينيين فى الضفة بهدف طردهم من أراضيهم مما يعزز سعى اليمين المتطرف إلى الضم الكامل !! وكشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن بار بعث بالرسالة إلى نيتانياهو والمدعى العام وأعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلى وبعضهم من الداعمين الصريحين للمستوطنين المتطرفين .