قبل نحو 10 سنوات كنت أقدم برنامجا على قناة صدى البلد باسم «حلوة يا بلدى»، يتجول فى ربوع المحروسة عارضا أوجه الجمال وما أكثرها فى بلدى، وعندما فكرنا بساحلنا الشمالى اخترت العلمين لإحدى الحلقات، وللاسف لم تكن من الحلقات المفضلة بالبرنامج لقلة المادة التى وجدناها، مشهد بفندق شهير وآخر بقرية سياحية وثالث بمقابر ضحايا الحرب العالمية، ودمتم، وأسقط فى أيدينا أنا والمخرج المتميز الصديق سامح خضير وفريق الإعداد، كيف نستكمل الحلقة؟ فلجأنا لبعض الحشو بلقاءات مع المسئولين والأهالى وغيرهم، لكن الصورة كانت فقيرة بالحلقة لشاطئ ومقابر وشوارع «ماسخة» لتصبح ربما الحلقة الأضعف بالبرنامج. تذكرت هذا الموقف وأنا ازور العلمين الجديدة مؤخرا بعد هذا الكم من الجمال والتعمير والتنمية التى طالتها، وتساءلت: ماذا لو كان البرنامج مستمرا؟ كم حلقة، بل كم موسما للبرنامج يغطى كل هذا الجمال والابداع والتطور الذى حوّل المنطقة من مجرد ساحل أجوف تحيطه صحراء جرداء لواحدة من أجمل مناطق العالم بلا مبالغة؟ وزيارتى كانت لساعات ليست قليلة ورغم ذلك لم نستوعب سوى جزء بسيط مما تحتويه المنطقة من كنوز وجمال وإبداع، فنادق عالمية رائعة التصميم بإطلالات هى الأجمل على البحر، شواطئ ولا اروع وكورنيش واسع ممتد ليس له مثيل بالعالم ملىء بمناطق الترفيه والتسلية، بحيرات تكتشف بصعوبة انها صناعية، مولات مبهجة، أبراج تخطف الألباب قبل الأنظار. وعلى عكس ما يعتقد من لم يزر العلمين فإنها لا تجذب الأثرياء فقط بل تفتح ذراعيها للجميع، شواطئ وأماكن ترفيه وسهر للأغنياء تجاور نظيراتها لباقى الفئات، ولا ننسى اللمسة الإنسانية الوطنية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى خصصت شاطئا مجانيا هدية لأهل العلمين وزوارها، وعندما تزور المنطقة تأسرك البهجة المرسومة على وجوه الجميع أطفالا وشبابا وشيوخا. والأهم بالعلمين تلك الفعاليات التى حولتها لواحدة من أهم مناطق الجذب بالمنطقة والعالم، منها فعاليات مهرجان العالم علمين بأهم قوانا الناعمة من فنون وثقافة ورياضة، ليبقى السؤال المهم: كيف نحقق أقصى استفادة من تلك الكنوز التى لم تعد مدفونة؟ وإجابته تحتاج عدة مقالات. حقا العلمين قصة نجاح دولية على ارض مصرية. وللحديث بقية.