سميحة شتا فى خطوة غير متوقعة، أعلن رئيس الوزراء اليابانى فوميو كيشيدا عدم ترشحه لولاية ثانية كزعيم للحزب الديمقراطى الليبرالى الحاكم فى سبتمبر، مما يفتح الطريق أمام سباق لخلافته كرئيس للوزراء. مهد قرار كيشيدا الطريق لواحدة من أكثر المنافسات غير المتوقعة على رئاسة الحزب الليبرالى الديمقراطى فى السنوات الأخيرة. اقرأ أيضًا | آخر توابع التوتر في المنطقة.. تأجيل انسحاب القوات الأمريكية من العراق وقال توبياس هاريس مؤسس شركة جابان فورسايت الاستشارية للمخاطر السياسية: «من خلال الخروج من السباق، مهد كيشيدا الطريق لانتخابات فوضوية بشكل خاص للحزب الليبرالى الديمقراطي، مما حول ما كان يبدو بالفعل سباقًا تنافسيًا مع وجود مرشح ضعيف فى المنصب إلى سباق مفتوح للجميع مع العديد من المتنافسين المحتملين ولكن لا يوجد مرشح مفضل واضح». ومن الممكن أن يساعد الزعيم الجديد الحزب على التخلص من الفضائح التى لاحقت حكومة كيشيدا، ويرى البعض أن هذا يمثل فرصة للبلاد لاختيار أول رئيسة وزراء لها. وترى الجارديان أنه من الصعب للغاية التنبؤ بنتيجة الانتخابات الحزبية، و التى تأتى فى وقت من عدم اليقين بالنسبة للحزب الليبرالى الديمقراطي، وهو ائتلاف فضفاض من المحافظين الذى حكم اليابان دون انقطاع تقريبا منذ تشكيله فى منتصف الخمسينيات. ويُعزى انسحاب كيشيدا من السباق إلى تداعيات سلسلة من الفضائح التى شوهت جزءًا كبيرًا من فترة رئاسته للوزراء منها الكشف عن علاقات حزبه بكنيسة التوحيد فى أعقاب اغتيال شينزو آبى فى يوليو 2022، ومؤخرا الغضب العام بشأن فضيحة جمع التبرعات التى كانت بمثابة بداية نهاية ولايته فى منصبه. ولكن على الأقل فإن الوقت فى صالح الحزب الليبرالى الديمقراطي. وسوف تكون أولوية زعيمه القادم استعادة ثقة الجمهور قبل انتخابات مجلس النواب المقبلة، والتى من المقرر أن تُعقد فى أكتوبر من العام المقبل. وسوف يتعين على خليفته أيضا معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة، وتصاعد التوترات مع الصين وكوريا الشمالية، والعودة المحتملة لدونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة. وقال المحلل السياسى أتسو إيتو: «إذا اختار الحزب الليبرالى الديمقراطى زعيمه القادم بطريقة تتجاهل الانتقادات العامة لفضائح التمويل السياسي، فقد يعانى الحزب من هزيمة ساحقة. وقد يتولى شيجيرو إيشيبا، وهو وزير دفاع سابق أكد نيته الترشح، مهمة تعزيز حظوظ الحزب. وقد فشل إيشيبا فى أربع محاولات ليصبح زعيماً للحزب، ولكنه يحظى بتأييد جيد بين الناخبين. ولن يواجه صعوبة كبيرة فى تأمين دعم عشرين نائباً من المشرعين الذين يحتاج إليهم المرشحون لدخول السباق. وقد يواجه إيشيبا تحديات من وزير التحول الرقمى تارو كونو، وهو أيضا معتدل، وشينجيرو كويزومي، وزير البيئة السابق البالغ من العمر 43 عاما وابن رئيس الوزراء السابق جونيشيرو كويزومي، والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو إمكانية إدراج امرأتين، حيث تعد وزيرة الأمن الاقتصادى ساناى تاكايتشى من الشخصيات المفضلة لدى الجناح اليمينى فى الحزب والتى أظهرت أوراق اعتمادها المحافظة بزيارة إلى ياسوكوني، وهو ضريح يكرم قتلى الحرب اليابانيين ورغم محنته الأخيرة، لا يزال كيشيدا قادرا على إبداء رأيه فى من سيحل محله، وخاصة إذا ألقى بدعمه خلف مرشحة محتملة أخرى، وهى يوكو كاميكاوا، التى عينها العام الماضى كأول وزيرة خارجية لليابان منذ ما يقرب من عقدين من الزمان. من المرجح أن تركز مناقشات القيادة فى الأسابيع المقبلة على الأجندات المحلية مع التركيز على تنشيط الاقتصاد اليابانى ومعالجة التضخم. وقد تصاعد السخط العام بسبب قضايا يومية مثل ارتفاع تكاليف المعيشة، وضعف الين، وتراجع الأجور الحقيقية، وكل هذا ساهم فى انخفاض شعبيته بشكل حاد. إرث المصاعب الاقتصادية لن يجعل من السهل على الحزب الليبرالى الديمقراطى المتعثر وخليفة كيشيدا أن ينطلقا من جديد. وسوف يستمر الأخير فى مواجهة معركة شاقة لاستعادة الدعم الشعبى فى الأمد البعيد.