لم يكد يقترب موعد تصوير فيلم "ارحم حبي" حتى بدأت السحب القاتمة تتجمع في سماء حياة شادية وزوجها المهندس عزيز فتحي الذي أحس بأنه تسرع بموافقته على ظهورها أمام عماد حمدي، طليقها السابق في فيلم واحد. بدأ القلق يزحف إلى قلبه ويثير اعصابه، وراح يطالبها بإلحاح وإصرار أن تنسحب من العمل، وانه على استعداد أن يدفع 5000 جنيه، التعويض الذي نص عليه تعاقدها مع المنتج حلمي رفلة. وزاد من ثورته أن المخرج بركات بدأ العمل بتصوير المشاهد التي تشرح بداية الحب بين شادية وعماد حمدي في الفيلم. اقرأ أيضا| تريند زمان l خلاف شكرى سرحان مع شادية بسبب الديربى ورفضت شادية أن تنسحب من العمل، وانتهى الأمر بينها وبين زوجها بأن هجر المنزل غاضبا، وبدأت مفاوضات الطلاق. وبعد ذلك تلقى المنتج حلمي رفلة مكالمة تليفونية من زوج شادية يرجوه فيها أن يتقابلا بصفة سرية عاجلة. حمامة السلام اعتقد حلمي رفلة بأنه سيقوم بدور حمامة السلام، لكنه فوجئ بزوج شادية يعرض عليه أغرب عرض وهو أن يدفع له 50 ألف جنيه بشرط أن يحرق نيجاتيف الفيلم، والمناظر التي طبعت لاستخدامها في النواحي الفنية لإعداد الفيلم حتى يطمئن بعدم عرض الفيلم. فما كان من حلمي رفلة إلا أن رفض العرض نهائيا، وجعل من نفسه حارسا للفيلم في مراحله الاخيرة حتى يتيح للجمهور الاستمتاع بفن شادية وعماد حمدي، في أول فيلم يلتقيان فيه بعد فراق طويل. شادية وعماد حمدي وبحسب مانشرت مجلة آخر ساعة عام 1963، أنه بعد أن حاول الكثيرون من المنتجين أن يجمعوا بين شادية وعماد حمدي، في فيلم واحد منذ أن طلقت منه ذلك الطلاق المثير العاصف، وحرمان السينما العربية من اجتماعهما في فيلم واحد، حيث شادية بخفة ظلها وشبابها، وانوثتها، وعماد حمدي بشخصيته الرزينة المتألقة، كانا يضيفان على الفيلم بهجة واشراقا. لكنهما أصرا على الرفض، وأقاما الكثير من العقبات التي لم يكن يمكن لأي منتج تذليلها إلا منتجا واحدا تمسك بالصبر ليحقق المستحيل الذي عجز عنه المنتجون، هو المنتج حلمي رفلة الذي سعى إلى الطرفين وبذل كل مايدخر من لباقة وجهد في فترة كانت نفوسهما فيها ثائرة، واستطاع أن يقنعهما بضرورة ظهورهما من جديد بعد أن تهدأ زوبعة الطلاق، وتصفو النفوس حيث أن تعاونهما معا انتصار للفن، وتغليب المصلحة العامة التي يجب أن يضحيا في سبيلها بمشاكلهما الخاصة. المصدر مركز معلومات أخبار اليوم